«العذراء مريم.. لمن لا يعرفها».. ناجح إبراهيم يكتب..
«العذراء مريم.. لمن لا يعرفها».. ناجح إبراهيم يكتب..
تحت
عنوان:
"العذراء
مريم..
لمن
لا
يعرفها"
كتب
الدكتور
ناجح
إبراهيم
مقاله
الأسبوعى
فى
جريدة
"الوطن"
يسرد
فيه
"العذراء
مريم"،
التى
اصطفى
الله
أسرتها
«آل
عمران»
ضمن
خمس
أسر
اصطفاهم
واختارهم
على
العالمين
وجعل
النبوة
والرسالة
منهم
.
وفى
التالى
نص
مقال
الدكتور
ناجح:
إن
أردت
أن
تتحدث
عن
العفة
والطهارة
فلن
تجد
أفضل
منها،
وإن
أردت
أن
تتحدث
عن
الحكمة
وكمال
العقل
فلن
تجد
أحكم
منها،
وإن
أردت
أن
تتحدث
عن
العبادة
والتبتل
والزهد
والورع
فلن
تجد
لها
مثيلاً،
وإن
أردت
البحث
عن
أعلى
نموذج
للمرأة
فى
العالم
كله
فلن
تجد
لها
نظيراً.
إنها
العذراء
مريم،
التى
اصطفى
الله
أسرتها
«آل
عمران»
ضمن
خمس
أسر
اصطفاهم
واختارهم
على
العالمين
وجعل
النبوة
والرسالة
منهم
«إِنَّ
اللَّهَ
اصْطَفَى
آدَمَ
وَنُوحاً
وَآلَ
إِبْرَاهِيمَ
وَآلَ
عِمْرَانَ
عَلَى
الْعَالَمِينَ»،
والاصطفاء
لا
يأتى
اعتباطاً
ولا
مجاملة.
ويسير
الرسول
على
درب
القرآن
ليثبت
الكمال
لهذا
النموذج
البشرى
النسائى
الفذ:
«كَمَلَ
مِنْ
الرِّجَالِ
كَثِيرٌ،
وَلَمْ
يَكْمُلْ
مِنْ
النِّسَاءِ
إِلَّا
مَرْيَمُ
بِنْتُ
عِمْرَانَ
وَآسِيَةُ
امْرَأَةُ
فِرْعَوْنَ»،
وفى
الحديث
نفسه
يكمل
فضل
عائشة
قائلاً:
«وَفَضْلُ
عَائِشَةَ
عَلَى
النِّسَاءِ
كَفَضْلِ
الثَّرِيدِ
عَلَى
سَائِرِ
الطَّعَامِ».
والمتأمل
للثلاث
يجد
أنهن
مررن
بظروف
عصيبة
وتعرضن
لأشق
الاختبارات
وصمدن
أمام
المحن
العاتية،
وقدمن
أعظم
النماذج
الإنسانية
النسائية
الصالحة.
آهٍ
يا
مريم،
هذا
رسول
الإسلام
يمدحك
ويثنى
عليك،
وهذا
كتاب
الله
يطريك
بأجمل
إطراء،
ويذكرك
الله
قرابة
أربعين
مرة
تكريماً
وتعظيماً
ويعلن
اصطفاءك
وطهارتك
من
فوق
سبع
سماوات.
ويسمى
ثانى
أكبر
سورة
فى
القرآن
باسم
أسرة
مريم
«آل
عمران»،
ويسمى
السورة
التاسعة
عشرة
فى
كتابه
باسم
هذه
السيدة
العظيمة
«سورة
مريم»،
وهى
المرأة
الوحيدة
التى
سمى
القرآن
سورة
باسمها.
ولم
يكتف
القرآن
العظيم
بذلك،
بل
أمر
المسلمين
جميعاً
والمؤمنين
بالقرآن
والإسلام
أن
يذكروا
السيدة
مريم
دوماً
«وَاذْكُرْ
فِى
الْكِتَابِ
مَرْيَمَ»،
إنه
يأمر
الرسول
وأتباعه
فى
كل
العصور
أن
يذكروها
بالفخر
والثناء
أو
بالتأسى
بعبادتها،
وصلابتها
وصبرها
وعفتها.
يا
سيدتى
العظيمة
هكذا
أمرنا
الله
بتذكرك
دوماً
بكل
جميل،
مريم
ليست
ملكاً
لأحد
بعينه،
مريم
ملك
للإنسانية
جميعاً
مسلمين
ومسيحيين
وغيرهم،
مريم
عزنا
وفخرنا
وقدوتنا
وأسوتنا
جميعاً.
لقد
قدم
القرآن
العظيم
مريم
باعتبارها
أعظم
نموذج
نسائى
بشرى
وهبت
نفسها
لله
وأخلصت
نفسها
لله،
عبدت
الله
كأنها
تراه،
لقد
قدمها
القرآن
كأعظم
نموذج
ومثل
للمؤمنين
قائلاً:
«مَثَلاً
لِّلَّذِينَ
آمَنُوا».
وقدمها
أيضاً
قديسة
معصومة
بعصمة
الله
بعد
هذا
الدعاء
العظيم
من
أمها
الصالحة
«حنة»،
زوجة
عمران
«وَإِنِّى
أُعِيذُهَا
بِكَ
وَذُرِّيَّتَهَا
مِنَ
الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ»،
لقد
قدمتها
أمها
كقديسة
متفرغة
للعبادة
فى
القدس
ووهبتها
لذلك،
وقد
قبل
الله
منها
ذلك
«فَتَقَبَّلَهَا
رَبُّهَا
بِقَبُولٍ
حَسَنٍ».
كما
أثبت
القرآن
أنها
نبتت
على
الخير
والبر
والصلاح
ولم
تعرف
يوماً
طريق
الشر
أو
الرذيلة
أو
الكيد
والمكر
أو
خبث
الطوية
«وَأَنبَتَهَا
نَبَاتاً
حَسَناً»،
وقدر
الأقدار
العظيمة
ليكفلها
أصلح
وأعبد
الناس
فى
عصره
بعد
وفاة
والدها،
إنه
نبى
الله
زكريا
زوج
خالتها
«وَكَفَّلَهَا
زَكَرِيَّا».
ورغم
نبوة
زكريا
ومكانته
كان
يرى
كرامات
مريم
وآيات
وإكرام
الله
لها
«كُلَّمَا
دَخَلَ
عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ
وَجَدَ
عِندَهَا
رِزْقاً»،
كانت
تأتيها
فاكهة
الصيف
فى
الشتاء
والعكس،
مع
كرامات
أخرى
كثيرة.
وكان
زكريا،
وهو
النبى
العظيم،
يعجب
لذلك،
فلا
تقول
مريم
هو
من
صلاحى
ونتيجة
لعبادتى
ومكافأة
لتهجدى
وسجودى،
ولكنها
تنسب
الخير
والبركة
لمولاها
الحق
سبحانه
«يَا
مَرْيَمُ
أَنَّى
لَكِ
هَذَا
قَالَتْ
هُوَ
مِنْ
عِندِ
اللَّهِ».
أسرة
طيبة،
أبوان
صالحان،
كفالة
صالحة،
تبتل
وانقطاع
للعبادة،
هذه
هى
مريم
العذراء.
لقد
قدمها
القرآن
عفيفة
بتولاً
محصنة
شريفة
قائلاً
على
لسانها:
«وَلَمْ
يَمْسَسْنِى
بَشَرٌ
وَلَمْ
أَكُ
بَغِياً»،
وهى
أعظم
شهادة
لمريم
وأعظم
ثناء
عليها
يدفع
عنها
شرور
كل
من
فجر
فى
الخصومة
معها،
أو
تطاول
عليها
بغير
حق.
وها
هو
القرآن
يتحدث
عنها
مرة
أخرى
مادحاً
عفتها
وعفافها،
ويصفها
وابنها
الرسول
العظيم
المسيح
ابن
مريم
أنهما
من
آيات
الله
العظمى
للعالمين
«وَالَّتِى
أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا
فِيهَا
مِن
رُّوحِنَا
وَجَعَلْنَاهَا
وَابْنَهَا
آيَةً
لِّلْعَالَمِينَ».
يا
أخت
هارون
وحفيدة
الصلاح
والصالحين
نحتاج
اليوم
أن
نقتبس
نوراً
من
نورك،
وضياء
من
ضيائك
ونطمع
فى
جزء
من
الاصطفاء
الذى
خصك
الله
به،
ولكن
هيهات
أن
ننال
شيئاً
من
ذلك،
فبضاعتنا
مزجاة،
وثوبنا
مهلهل،
وقلوبنا
قاسية،
وعقولنا
معطلة،
وشهواتنا
فضاحة،
وهوانا
غالب.
سلام
على
مريم،
سلام
على
الأنبياء
والصالحين
وحوارىّ
الأنبياء.