طارق متولى يكتب: إيقاظ الضمير الإنسانى

طارق متولى يكتب: إيقاظ الضمير الإنسانىطارق متولى يكتب: إيقاظ الضمير الإنسانى

*سلايد رئيسى28-9-2020 | 13:03

مع اقتراب فصل الشتاء ونحن لا نزال نحاول التعافى من وباء كورونا بدأ ظهور موجة من التحذيرات من موجة ثانية لهذا المرض الغامض الذى لا يزال البحث جاريا عن إيجاد لقاح له وعلاج يقضى عليه فى جميع دول العالم ومن أهم عوامل البحث فى هذا الصدد هو الإنسان ذاته جسده وطبيعته وقابليته وكيفية عمل خلاياه وهذا يا يقودنا للكلام عن شىء مهم جدا ربما لا يعرف الكثير عنه إلا العلماء والمتخصصين فى علم الوراثة وهو الچينوم البشرى أو ما يعرف بالمادة الوراثية التى تحمل الحمض النووى المعروف بـ "الدى إن ايه  DNA"  لأى كائن حى ' والذى يتكون فى الإنسان  من 20 إلى 25 ألف چين وراثى، وحتى لا أطيل عليكم فإن هذه الموروثات أو الچينات تحمل جميع البروتينات اللازمة لحياة الإنسان والتى تحدد شكله ولونه وطوله ولون عيناه وأيضا قابلية الجسم البشرى للإصابة بالأمراض المختلفة والإستجابة للأدوية والعلاج فى كثير من الأحيان. وترجع أهمية دراسة الچينوم البشرى فى أنه يساعد على اكتشاف كثير من الأمراض التى تصيب الإنسان واكتشاف الأدوية المعالجة لها. وقد حدثت طفرة كبيرة فى دراسة الچينوم البشرى أو ما يعرف بعلم المادة الوراثية منذ عام 2010 وتم التوصل إلى معرفة خريطة الچينوم البشرى أو الجينات الوراثية البشرية بالكامل واشتركت عدة دول كبرى فى هذه الدراسة ولا تزال تقوم بدراسة الخلايا الوراثية وتأثيرها وكيفية التعامل معها وكشف أسرارها ولك أن تتخيل أنه بات من الممكن تحديد خصائص الجنس البشرى وكيفية تطوره وما إذا كان شخص ما أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة أو أكثر مناعة لأمراض أخرى مما يتيح اتخاذ الإحتياطات والإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة. ولكن يبقى الحذر من أمرين مهمين وهما طريقة تدخل الإنسان أو ما يعرف بالهندسة الوراثية التى يحاول فيها العلماء والخبراء التأثير على عمل الجين البشرى أو الحيوانى والنباتى كما نسمع عن محاولات إجراء عمليات التهجين والتطوير من أجل زيادة حجم الثمار الزراعية مثلا وتسريع عملية نضجها وزيادة كمياتها وكذلك فى الحيوان عن طريق عمل سلالات جيدة بإضافة صفات وراثية لها والأخطر من ذلك هو دراسة طريقة عمل البكتيريا والفيروسات المختلفة التى تؤثر على الإنسان وكيفية تكونها وإعادة تنشيطها بل وتصنيعها واستخدامها فى الحروب البيولوجية من قبل بعض الدول ضد دول أخرى. الأمر الأخر هو قصور الرقابة على هذه الأبحاث والمختبرات التى تقوم بهذا العمل والسرية المحيطة بها فى أغلب الأحيان. وقد عقدت هيئة الأمم المتحدة مؤخرا أول اجتماع للجنة الاستشارية للخبراء والعلماء حول العالم لوضع الأسس العلمية والأخلاقية لهذه الدراسات التى تهم البشرية جميعها حتى لا يسىء أحد استخدام هذا العلم وما كانت الاتهامات المتبادلة مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين حول ظهور فيروس كوفيد 19 إلا حلقة من ضمن سلسلة المخاوف التى تثيرها مثل هذه الإختبارات والأبحاث. الأمر خطير ولابد من مشاركة جميع الدول فى العالم بعلماءها فى متابعة هذه المختبرات والأبحاث وأن تكون الرقابة مشددة على ما يقوم به العلماء والأهم من ذلك إيقاظ الضمير الإنسانى الذى لا يطلع عليه أحد إلا الله  وأن تخرج حسابات الحروب والاقتصاد وكسب المال من هذه المعادلة التى تخص صحة الإنسان فى كل مكان.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2