عبيد.. سيدهم أفريقي

عبيد.. سيدهم أفريقيعبيد.. سيدهم أفريقي

كتاب أكتوبر29-9-2020 | 16:38

  • استنزاف الموارد البشرية أحد الأسباب الرئيسية وراء تخلف القارة السمراء
بقلم - حسين خيري في بلد عربي يشترون الأطفال كالعبيد في القرن الواحد والعشرين, وقد يصور لك خيالك أنهم أطفال اليمن أو سوريا أو حتي ليبيا, والحقيقة أنهم في موريتانيا, وأصبحت اليوم ظاهرة العبودية متضخمة لديها, وتنوعت فيها أعمار العبيد, واستعبدوا الشباب والفتيات, وتعد الظاهرة من موروثات الحروب القبلية خلال القرن الـ 18, وتتمركز بشكل ملحوظ على مناطق حدود موريتانيا مع جمهورية مالي. وإذا تزوجت فتاة من العبيد برجل حر, وأنجبت منه أطفالا, ينتقلون كعبيد إلى سيد الأم, ويستمر ميراث استعباد الأطفال, ما لم يعتقهم سيدهم بوثيقة مكتوبة بخط يد, والحل الثاني هو شراء العبد حريته بمبلغ من المال يتقاضاه سيده. وفي القرن الأفريقي يختلف وضع حال العبيد, ويتولي أمرهم عصابات مسلحة تهتم بالاتجار بالبشر, وتنشط هذه العصابات عبر السودان والقرى النائية بإثيوبيا, وتستغل جهل وفقر كثير من الأسر, وتلجأ العصابات إلى سمسار من أهالي المنطقة لإقناع الأسر بعمل أبنائهم سواء فتيات أو أولاد في الخليج, ولكن في الواقع أن كثيرا منهم يبيعونهم لأسر ثرية إفريقية, ويشكل الأثيوبيون 71% من إجمالي الضحايا. وتاريخ تجارة الرقيق بدأ مع استعمار البرتغاليين والأسبان والإنجليز والفرنسيين في القرن السابع عشر, وكانوا يشترون الملايين من الأهالي كعبيد بأبخس الأثمان, ويجبرونهم علي العمل بالسخرة, ثم أصدرت دول أوروبية إلغاء العبودية في عام 1848, وبعدها أعلنت الأمم المتحدة تجريمها في عام 1981. وبرغم ذلك استمرت فرنسا في تجارتها, واستخدمت موانيها الرئيسية لحركة تجارة العبيد, وحولت الدول الأفريقية المطلة علىالساحل الأطلنطي إلى أسواق للعبيد, ثم يتم تصديرها إلى المستعمرات الأخرى في أمريكا وغيرها وذلك خلال القرن الثامن عشر. ووفقا لبيان جمعية مناهضة العبودية الأفريقية والصادر حديثا يذكر فيه أن اليوم أشبه بالبارحة, إذ يرغمون الناس على العمل الشاق لقاء أجر ضئيل وأحيانا دون أجر في مقابل طعامهم وشرابهم, ويستطرد البيان قائلا إن هذا الوصف ليس في موريتانيا وحدها, إنما في عدة دول أفريقية. في تشاد تمارس تجارة الرقيق بشكل كبير, ويبيع الآباء أبناءهم بسبب شدة الحاجة, ويسلمونهم إلى وسطاء لبيعهم إلى التجار, وفي الكونغو يوجد أكثر من مليون مستعبد, وفي النيجر يعيش جزء من أهلها كعبيد ضمن طبقة تفتقد لأبسط الحقوق, ويتعرضون لانتهاكات مستمرة علي أيدي أسيادهم, وتشمل الضرب والاعتداءات الجنسية, وكما كان يحدث في العصور البدائية, نري في النيجر إرسال العبيد كهدايا إلى سيد آخر. وفي مناطق بنيجيريا تعقد ألأسواق لبيع البشر, وطبقا لمنظمة "وول فري" الحقوقية فإن هناك ما بين 670 و740 ألف شخص يعيشون تحت وطأة العبودية في نيجيريا, وبذلك تحتل المركز الرابع دوليا في تجارة البشر, وتمثل نيجيريا مركزا إقليميا لتجارة البشر. وقضية الاتجار بالبشر مأساة عمرها من عمر ميلاد البشرية, وتجسد فكرة المحتكر والرأسمالي, ويتمثل أدني درجاتها في امتلاك الثري لعبد أو عدد من العبيد, ومعظمهم من أسرى الحروب, ويتمثل أعلى درجات قبحها في استغلال معاناة ملايين البشر من الفقر وانعدام الحياة الإنسانية, واصطيادهم كفريسة سهلة لمافيا تجار البشر, وتسجل ثالث أكبر مصدر للتجارة الخفية غير المشروعة بعد تجارة السلاح والمخدرات, ويقول بعض الخبراء إن استنزاف الموارد البشرية أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تخلف أفريقيا.
    أضف تعليق