إحسان ولولا.. الحب الأول والأخير

إحسان ولولا.. الحب الأول والأخيرإحسان ولولا.. الحب الأول والأخير

كتاب أكتوبر2-10-2020 | 17:02

بقلم - محمد رفعت ارتبط اسم الروائي والكاتب الصحفي الكبير الراحل إحسان عبد القدوس بأشهر قصص العشق على شاشة السينما، والتي لم تترك رواية من رواياته إلا وحولتها إلى فيلم ظلت شخصياته خالدة فى ذاكرتنا ونابضة بالحياة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا الأديب العاشق، أنه كان زوجاً مخلصاً لزوجته السيدة لواحظ عبد المجيد المهلمي، والتي عقد قرانه عليها فى الخامس من نوفمبر سنة ١٩٤٣، واستمر زواجهما سبعة وأربعين عامًا حتى رحيله سنة ١٩٩٠. «هى حبى الأول والأخير، عرفتها فى مطلع 1942 ولم تستطع أى امرأة أن تزحزح مكانها فى قلبى»، هكذا لخص إحسان عبد القدوس حياته مع زوجته لولا، حيث يقول إن «الحب هو أن تعرفنى، فإذا عرفتنى تستطيع أن تعرف احتياجاتى، ثم تحب عيوبى». ويقول عنها أيضاً: «لقد اخترت فى زوجتى النقيض من والدتى، اخترت المرأة التى تقف كل حياتها ووقتها للبيت والزوج، بعكس والدتى التى كان الزواج بالنسبة لها أمرا ثانويا إلى جانب العمل، ولم يكن وقتها يتسع حتى لي.. ومع ذلك فهناك تشابه حقيقى بين زوجتى ووالدتى، لقد اجتمعت فيهما معا صفات القوة فى التحمل ومواجهة الأحداث والقدرة على اتخاذ القرارات... لقد واجهت أمى بشجاعة ما مر بى من هزات ومواقف، احتملت دخولى السجن، وتعرضي للموت والتهديد دون أن تغير من مبدئها أو تحنى رأسها، وكذلك كانت زوجتى لولا... لقد واجهت الموت عدة مرات وهى إلى جانبى تقاوم معى بشجاعة نادرة وصبر وقوة، اتخذت هى قرار زواجنا، وأقدمت على الخطوة رغم معارضة أهلها ورفضهم، هى أيضًا حاسمة فى اختيارها لما تريد، وفى تنفيذ قراراتها». ويقول إحسان فى أحد كتبه: «زوجتى نموذج فريد للمرأة النادرة الوجود، شعلة محبة ووهج عطاء خلاق، عطاؤها بلا مقابل، ويكفى أنها تعيش وتكرس كل الظروف، وتهيئ كل الأجواء من أجل أن أعمل فى هدوء، ويكفى أنها تتحمل قلقى وتوترى ومعاناتى بصدر رحب، هى المرأة التى كرست حياتها من أجل أن أكون الإنسان والفنان معًا، إننى أعجب بينى وبين نفسى كيف ملكت زوجتى هذه الطاقة لتتحملنى، ويبدو لى أحيانا أننى إنسان لا أطاق، وقد أبدو أنانيا فى بعض الأحيان، ولكننى أقدر زوجتى غاية التقدير، فلولاها ما كان يمكن لى أن أعمل وأنتج». ووصفها فى إحدى رواياته: «سمراء تميل قليلًا إلى القصر، تشد شعرها الأسود فوق رأسها وتعقصه إلى الخلف كأنها تحمل تاجا توجها به الليل من فرط احترامه لها، وجهها مريح ليس جميلًا ولكنه مريح، تحب أن تنظر إليه ولا تشبع من النظر إليه، وتشع من حولها شخصية قوية وذكاء طيبا وحبا هادئا». كما قال عنها إنها «رئيس مجلس إدارة حياتى».. ولِمَ لا فقد كانت «لولا» هي قصة حب إحسان الأول والأخير.
    أضف تعليق

    أكتوبر .. تفاصيل الحكاية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين

    الاكثر قراءة

    تسوق مع جوميا