الأمل من ذكرى أكتوبر

الأمل من ذكرى أكتوبرالأمل من ذكرى أكتوبر

كتاب أكتوبر13-10-2020 | 10:13

بقلم - سعيد عبده نحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ 47 لحرب أكتوبر المجيدة.. النصر الذي غيّر وجه التاريخ فى الشرق الأوسط وكذلك الصراع العربي الإسرائيلي. بعد حرب 48 وحرب 67 والهزيمة التي منى بها الجيش المصري واستيلاء إسرائيل على أجزاء من أراضي كل من مصر وسوريا.. هذا خلاف الشهداء من كل من سوريا ومصر وأثر كل ذلك على المواطن المصري بعد حرب 67 وآلام الهزيمة والجرح الغائر من ضياع الأرض العزيزة الغالية علينا.. مهما كتب عن هذه الفترة لن ينقل إحساس ومشاعر مواطن مصرى عاش تلك الفترة المريرة وإحساس الهزيمة والنكسة.. والانكسار غير المتوقع فى هذه الحرب وآثارها، فكل منا له شقيق أو أب أو قريب شارك فى هذه الحرب أو استشهد ومن نجا منهم سمعنا منه الكثير من الحكايات عن مرارة الحرب والانكسار.. والأسر وغيرها من معاناة شعب. كُتب الكثير عن حرب 67 وآثارها وقدمت السينما أيضًا بعضا من الأحداث.. ولكن من عاش وعايش عرف ويعرف قيمة النصر.. لقد كانت إرادة شعب أعاد البناء.. شعب لا ينكسر حيث عشنا حرب الاستنزاف وإعداد وبناء الجبهة من جديد. بل عشنا تلاحم الشعب مع قيادته لتخطي هذه الفترة وشحن الهمم من خلال الإعداد الجيد وكذلك الفن بكل أنواعه وأشكاله وماذا قدمت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة وغيرهم. كيف تحول أبناء مدن القناة إلى فدائيين للمشاركة فى الذود عن وطنهم.. وكيف استقبل أبناء المحافظات الأخرى فى القاهرة والدلتا المهجرين من مدن القناة أبناء بلد واحد استقبلوا أخوتهم بكل ترحاب دون كلل أو ضجر ويعيشون معًا، حيث التعاون كان شعار المرحلة للتغلب على آثار الهزيمة، فضلا عن تطوع الآلاف من النساء للمساهمة فى أعمال التمريض بالمستشفيات. قامت أم كلثوم بجولات غير عادية حاملة رسالة الفن لدعم الوطن بالأموال بل وبالذهب كتبرعات وعائد حفلات توجه للمجهود الحربي.. كانت كل فئات الشعب تشارك فى الإعداد للخروج من الهزيمة إلى النصر.

وكان القائد البطل الملهم أنور السادات ابن ميت

أبو الكوم منوفية ابن مصر البار.. الذي لم يتوقع الكثيرون بعد توليه المسئولية ورئاسة الجمهورية من الراحل الزعيم جمال عبد الناصر أن يكون له شأن وقلل الكثيرون مما يمكن أن يقوم به.. ولكنه كان القائد الفذ السابق لعصره المؤمن بوطنه الذي أخذ على عاتقه استرداد الأرض والنصر والثأر للهزيمة التى منينا بها فى 67.

ولعب الإعلام المصري معه دورًا غير عادي فى تهيئة المناخ وتضليل العدو وعودة ثقة المصريين بعد فترة غير عادية ليستطيع الشعب تحمل مشقة اقتصاد الحرب لإعادة بناء القوات المسلحة. ولم يسلم أنور السادات فى بداية حكمه لبعض المؤامرات وحرب جس النبض من مراكز القوى فى الحكم آنذاك واستطاع الخروج منها بنصر حاسم ليرسم ملامح حكمه ورؤيته خلال الفترة ليصل إلى حرب أكتوبر التى استطاع فيها الجندي المصري أن يفرض كلمته ويسترد أرضه وكرامته فى ملحمة تحدث عنها الكثيرون ومازالت تدرس حتى الآن فى أكاديميات عسكرية كأحد الحروب الحديثة المهمة التى أثرت وغيرت فى الكثير من النظريات العسكرية آنذاك. لقد قدم الجيش ملحمة بمعنى الكلمة سواء حائط الصواريخ وأثره على فقد العدو لطائراته. وكذلك خط بارليف المنيع وكيف تحطمت الأسطورة التى تغنى بها الإسرائيليون وأيضًا البحرية المصرية وكيف دمرت إيلات فى حرب الاستنزاف وكيف تم محاصرة الإمدادات القادمة إلى إسرائيل فى حصار لم يحدث من قبل. وهناك العديد من القصص لبطولات مصرية للجيش المصرى وجنوده كتب عنها الكثير ولكن مازالت حرب أكتوبر تحتاج العديد من الأفلام التى تبين هذه البطولات وتقدمها للعالم وللأجيال الحالية التى لم تعش هذا الحدث العظيم. كل يوم يمر علينا يبين بُعد نظر هذا الرجل العظيم الذى قام باسترداد الأرض والكرامة بالحرب والسلام لتعود إلينا كل الأرض دون نقصان سواء فى المفاوضات أو على أرض المعركة. مهما كتبنا عن القائد أنور السادات فهو لم يوف حقه كاملًا وما نعيشه هذه الأيام يؤكد أهمية وعظمة ما فعله القائد الراحل ولو استجاب حلفاؤنا وأصدقاؤنا العرب آنذاك لكان الوضع غير الوضع ولا كانت فوضى الربيع العربي.. وضياع وتشريد ملايين الأسر.. وهدم دول وانقسامها ولم يعد صوت الأمة العربية كما كان من قبل. تحية حب وتقدير للقائد الراحل وجنودنا البواسل وجيش مصر العظيم ورحم الله شهداءنا. وها نحن تحت قيادة أحد أبناء الجيش المصري العظيم الذي يعيد لمصر اقتصادها ومكانتها وسط العالم.. وتحيا مصر.
    أضف تعليق

    تدمير المجتمعات من الداخل

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين

    الاكثر قراءة

    تسوق مع جوميا
    إعلان آراك 2