أحلام الشباب.. ودكاكين الوهم !
أحلام الشباب.. ودكاكين الوهم !
بقلم - محمد رفعت
الفن وكرة القدم أسرع طريق للشهرة والمال، لذلك كثر النصابون الذين يحاولون إيهام الناس بأنهم سيصنعون من أبنائهم نجوم كرة أو مشاهير فى مجالات الغناء والتمثيل ومسابقات ملكات الجمال، ليحصلوا على أموالهم أو يستغلونهم فى أشياء أخرى غير مشروعة.
وقد انتشرت فى السنوات الأخيرة إعلانات فى الصحف تطلب موهوبين جددًا فى الغناء والتمثيل وكتابة الأغانى، وما أن يذهب الشاب أو الفتاة إلى مكتب صاحب الإعلان حتى يطلبوا منه أن يملأ استمارة تعارف ويدفع مبلغا ماليا كرسم لدخول الاختبار والذى قد يستغلون فيه مع الأسف أسماء معروفة كأعضاء فى لجان التحكيم الوهمية، ويطلبون من المتسابقين أن يتركوا بعضاً من سابقة أعمالهم للإمعان فى خداعهم وإيهامهم بأنهم جهة فنية معتبرة.. ثم لا شيء على الإطلاق.
وإذا اتصلت الفتاة أو الشاب مرة أخرى بالجهة المعلنة، قالوا لها أو له.. لقد رسبت فى الاختبار الذى عقدته اللجنة الوهمية، أما إذا أرادوا الاستمرار فى استنزاف أموالك فإنهم يقولون لك، أنك موهوب و «ييجى منك»، ولكنك تحتاج إلى «كورسات» وتدريب.. والحصة بالشىء الفلانى.. مع إيهام الشباب والبنات بأنه سيتم ترشيحهم لمنتجين ومخرجين معروفين لاشراكهم فى أعمالهم الفنية الجديدة بمجرد الانتهاء من فترة التدريبات.
وبالطبع فإن شيئا من ذلك لا يحدث.. والمصيبة الأكبر لو كان المتقدم لهذه المكاتب الوهمية فتاة جميلة.. هنا يبدأ التحرش والحديث عن التنازلات التى يجب أن تقدمها من أجل الحصول على فرصة.. فالجميع يفعلن ذلك.. وأول الطريق دائما صعب.. وغير ذلك من الأساليب الرخيصة المعتادة لإغواء البنات، فالبعض يتخذ من هذه المكاتب ستارا لأنشطة أخرى، ووسيلة للتعرف على الفتيات الراغبات فى اختراق مجال الشهرة والنجومية بأى طريقة، لاستغلالهن فى أنشطة أخرى غير مشروعة.
كل ذلك وأجهزة الرقابة شبه نائمة أو مغيبة، فإعلان صغير فى جريدة يتم توزيعها مجانا على المحلات والبيوت قد يكون بداية لانحراف شاب أو فتاة ، يتم التغرير بهم بدعوى فتح أبواب الأضواء والنجومية أمامهم ، خاصة مع انتشار البطالة وظهور برامج مسابقات تليفزيونية شهيرة لاكتشاف المواهب، كلها مستنسخة من برامج أجنبية شهيرة، ويشارك فى تحكيمها نجمات ونجوم من المشاهير ، ويخصص لها أموال طائلة، وتداعب أحلام الشباب من خلال السماح بالمشاركة فيها لنماذج مثلهم ومعظمهم يتمتعون بمواهب محدودة للغاية، ومع ذلك حصلوا من خلال هذه البرامج على فرص لتحقيق الشهرة وتحولوا إلى نجوم.
والحل الوحيد لانقاذ الشباب والفتيات من هذه الشركات الوهمية هو وجود رقابة حقيقية ومتابعة دقيقة لمثل هذه الإعلانات التى يتم نشرها فى الصحف والمجلات وعلى مواقع الإنترنت بدون رقيب أو حسيب، حتى لا تتحول إلى أبواب خلفية لتجارة الرقيق الأبيض أو دكاكين تبيع للشباب وهم الشهرة الكاذب.