سماح عطية تكتب: طيور الظلام والكوميديا الإعلامية
سماح عطية تكتب: طيور الظلام والكوميديا الإعلامية
سعيدة جداً وأنا أتابع الفراغ الإعلامي والفقر وحالة الجفاف التي أصابت قنواتهم... سعيدة بأن يأتي اليوم الذي أسخر فيه وأنا أرى قنواتهم التي أصبحت بلا مادة إعلامية.. بلا فكرة برامج.. بلا هدف.. حتى بلا عنوان للحلقات ... ومن أين تأتي لهم المادة الإعلامية وقد باتت الدولة راسخة صامدة في ظل أكحل الأيام والأزمات والكوراث... من أين تأتي لهم المادة الإعلامية؛ والتنمية والاستثمار سرعته كماً وكيفاً يفوقان الحدود والتوقعات... من أين تأتي لهم المادة الإعلامية؛ والحياة السياسية والديمقراطية في أزهى عصورها من نجاح انتخابات مجلس الشيوخ إلى نجاح إجراء انتخابات مجلس النواب.
أي مادة إعلامية حين يتحدث العالم كله عن نجاح مصر وحدها في التصدي لفيروس كورونا بشكل أبهر العالم وجعلها قبلة علمية وطبية للدول التي عانت مرارة هذا الفيروس، ومخزن استراتيجي للمساعدات الطبية.
لقد تحولت قنواتهم إلى قنوات كوميدية؛ لأنه مع فقر المادة الإعلامية أصبحوا ينسجون من عقولهم الهشة الفارغة قفشات مضحكة لملء فراغ أوقات برامجهم، وإلا لن يحصلوا على ثمن خيانتهم لبلدهم بعد كل حلقة... فأخذوا يترنحون كأراجوزات الدرجة الثانية... ملأوا فراغات وجوههم القبيحة بالألوان الصاخبة التي يعتمدون عليها في إضحاك الناس.. أكثر مما يقولونه من قفشات.. وأكثر مما يفعلونه من حركات بهلوانية.
لعل سعادتنا جميعاً كإعلاميين سوف تكتمل من وأد أي محاولة لتشوية الصور.. ومن الإسراع في إظهار الصورة الحقيقية للواقع المصري الحالي.. دون تزييف أو رتوش أو ألوان صاخبة.
ولكن أود أن أقول: لكي تكتمل سعادتنا لابد أن تقترن بالحذر الشديد؛ لأن محاولاتهم هدم البنيان الصامد سوف تستمر؛ لأن بقاءهم مرهون بإثارة البلبلة والفتنة وطهو مواد إعلامية تدرّ لهم الأموال.