نحن قرأنا : "وما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين" صدق الله العظيم : آية 103 سورة يوسف
النص القرآنى يتحدث عن الناس.. الناس و ليس المسلمين فقط.
وكذلك : وإن تُطِعْ أكثر مَنْ في الأرض يُضِلّوك عن سبيل الله آية 116 سورة الأنعام ..
أكثر من في الأرض وليس أكثر المسلمين ؟
والشورى هي أمر إلهي واجب النفاذ عند أمة الإسلام، وأولى عند كل الحركات و الأحزاب و التنظيمات التى ترفع شعار "الإسلامية".
فما بالنا نرى الكثير من الحركات الإسلامية قد نبذت الشورى وراء ظهرها و اتخذتها مهجورة وصارت فيها الدكتاتورية و السلطوية مثل طغاة العصر وأكثر.
وإذا كان طغاة العصر يزيفون الإنتخابات..
فهنا "يطبخون" الإنتخابات طبخاً ؟؟ نعم طبخاً..
و طغاة العصر يصنعون مؤسساتهم على أعينهم لخدمتهم.
وهنا أيضاً تُصْنع المؤسسات لخدمة أصحاب الجاه و النفوذ في تلك التنظيمات والحركات؟
طغاة العصر يصنعون الدساتير على مقاسهم..
وهنا يتم تعديل ما يسمى بالنظام الداخلي للتنظيم كلما ظهرت الحاجة لعملٍ ما لا يتوافق مع هذا النظام الداخلي وتصدر لائحة من قيادة التنظيم بتعديل المادة الفلانية لتصبح بالشكل الفلاني ..
وهناك بعض { النظم الداخلية } قد تغيّرت كلها من كثرة التعديلات التي هي في الحقيقة ما هي إلا إعوجاجات عن مبدأ الشورى.
قال تعالى : و أمرهم شورى بينهم آية 38 سورة الشورى، وقال : وشاورهم في الأمر آية 159 سورة آل عمران ؟
ولقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلّم و هو المؤيد بالوحي و التسديد من السماء، لهذا الأمر الإلهي وشاور أصحابه في الكثير من المواقف و من أشهرها ما حدث فى غزوة أحد، و كيف نزل عند رأي الأغلبية الأكثرية السواد الأعظم من المسلمين، ودعاه للخروج من المدينة و قد كان يرى البقاء فيها و التحصّن بها.
فما بال من يجد نفسه أكبر من مشاورة إخوانه و النزول عند رأي الغالبية منهم؟.. ما باله ؟
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم آية 63 سورة النور..
وقد أصاب الكثير من هذه التنظيمات الإسلامية الفتنة و العذاب الأليم
وقد رأيناه عياناً في النصف الثاني من القرن الفائت و إلى اليوم و لا ندري إلى متى ؟!
والسلام على من اتبع الهدى..