لماذا تكلم القرآن عن الحور العين في الجنة ولم يتكلم عن مثيل ذلك للمؤمنات؟!

لماذا تكلم القرآن عن الحور العين في الجنة ولم يتكلم عن مثيل ذلك للمؤمنات؟! لماذا تكلم القرآن عن الحور العين في الجنة ولم يتكلم عن مثيل ذلك للمؤمنات؟!

* عاجل2-8-2017 | 17:28

كتب: سامى زينهم

يسأل سائل : لماذا نتكلم عن شهوة الرجال نحو النساء ولا نتكلم عن شهوة النساء نحو الرجال؟! إن كثيرا ما يتساءلون : لماذا تكلم القرآن عن الحور العين في الجنة ولم يتكلم عن مثيل ذلك للمؤمنات؟! والجواب أن الحب عند الرجل يتمحور حول الأفعال ، فهو عنده غريزة تتبعها عاطفة ، بينما الحب عند المرأة عاطفة مقدمة على الغريزة ، وحين يمتزج الحب بالشهوة عند الرجال ؛ فهو عند النساء : كلمات وثناء وغزل ، لذا وجدنا الشعر عربيا وغربيا قديما وحديثا يحفل بغزل الرجال للنساء لا غزل النساء للرجال ، فالرجل يعلن عن الرغبة ويطلب ، والمرأة سلاحها التمنع والدلال.

من هنا جاء تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » .

ويُشخِّص ابن الجوزي مرضا عضالا يُصاب به مطلق بصره - وما أكثر جراحاته – فيقول : " يُعرِض الإنسان عن زوجته ويؤثر عليها الأجنبية ، وقد تكون الزوجة أحسن ، والسبب في ذلك أن عيوب الأجنبية لم تَبِن له ، وقد تكشفها المخالطة ، ولهذا إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة ، وكشفت له المخالطة ما كان مستورا ملَّ وطلب أخرى إلى ما لا نهاية له " .

ثم يكمل وصيته أثناء صيده لإحدى خواطره فيقول : " ليعلم العاقل أن لا سبيل إلى حصول مراد تام كما يريد ﴿ وَلَسْتُمْ بِآخِذيْهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضوا فيْهِ ﴾ [ البقرة : 267 ] ، ما عيب نساء الدنيا بأحسن من قوله عز وجل ﴿ وَلَهُمْ فيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [ البقرة : 25 ] " .

فاسمُ بعينيك إلى نسوة ... مهورهن العمل الصالح

وحدِّث النفس بعشق الألى ... في عشقهن المتجر الرابح

واعمل على الوصل فقد أمكنت ... أسبابه ووقتها رائح

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

" لو أتيت مال قارون وجسد هرقل وواصلتك عشر آلاف من أجمل النساء من كل لون وكل شكل وكل نوع من أنواع الجمال هل تظن أنك تكتفي؟ لا .. أقولها بالصوت العالي : لا .. أكتبها بالقلم العريض ، ولكن واحدة بالحلال تكفيك ، ولا تطلبوا مني الدليل فحيثما تلفتم حولكم وجدتم في الحياة الدليل قائما ظاهرا مرئيا " .

لكن ما الذي يزيِّن الحرام للإنسان ويبغِّض له الحلال؟! وما الذي يجعله تهفو نفسه للغريبة عنه وتزهد في سكنه ومودته وشريكة عمره؟! إنه الرغبة في التغيير والقضاء على الملل ، إنه التطلع إلى كل جديد ، فالمرء توَّاق إلى ما لم ينل ، ويجيب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله قائلا :

" فالنساء مختلفات ، ولكن طعم المتعة بهن واحد لا يختلف، وما فرق بين تلك لراقصة وبين امرأتك إلا أن الأولى تأتيك على جوعك بالرغيف قد لفته بمنديل الحرير ، ووضعت المنديل في شملة ، وألقت الشملة في صندوق من الفضة المذهبة، وجعلت حول الصندوق الورق الشفاف ، فأنت كلما رفعت حجابا من هذه الحجب اشتد جوعك وشوقك إلى ما وراءها ، فإذا بلغت الرغيف حسبته قُطِف من قمح الجنة ، ثم طحنته الملائكة ، ثم عجنته بأيديهن الحور العين ، وأنت لا تأكل المنديل ولا الشملة ولا الصندوق ، إنما تأكل الرغيف ، وأنت لا تريد هذه الثياب ولا هذه الأنوار، إنما تريد المرأة ، ولعل امرأتك أبهى منها وأجمل " .

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2