سارة حامد تكتب: 365 يوم من العزلة

سارة حامد تكتب: 365 يوم من العزلةسارة حامد

الرأى1-1-2021 | 10:27

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.. هكذا نستشرف عام 2021 فلا يخوفونك بالسنين العجاف التي جاءت بيوسف عليه السلام إلى خزائن الأرض، وحملت إليه إخوته "راوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، بساكر، زبولون" نادمين، و أتت بأبيه يعقوب وأمه راحيل إلى مصر. و في غُرة عام جديد بصرت "سانتا كلوز" يطرُق أبواب مصر، يحمل بشائر ويعوضنا عن كل السنين التي أكلها الجراد، لنزرع فيها مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، ونستكمل فيها المشروعات القومية ونفتتح المنطقة الإقتصادية لقناة السويس، و حي الوزارات بالعاصمة الإدارية، و مدينة العلمين الجديدة، والمتحف المصري الكبير، و مجمع الصناعات الكبيرة والمتوسطة، ومشروع المليون ونصف فدان،ومشروع بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومشروع الضبعة النووية، والمشروع القومي للصوامع، ومدينة شق الثعبان العالمية للرخام، ومشروع مفيض توشكى، ومدينة توشكى الجديدة، و ممشى أهل مصر، ومدينة رفح الجديدة، ومحطة الصب السائل لتموين السفن بمحافظة السويس، وأسطول صيد الشباب، وغيرها. أبحر عام الوباء وغربت شمسه بعدما تفطّنا أن المال والجاه والجمال والقوة والسلاح لا جِداء منهم إلا تنسّم هواء نقي من الطبيعة خاوي من الفيروس، سنةُ فيها حُظرنا من زيارة الأهل و الأحبة، إستحال المصافحة والعناق والقبلات باتت أسلحة أكثر ضراوة، أُوصدت المدارس والجامعات والأندية و المطارات، غَدت المنازل سجون إرادية و أُفعمت المستشفيات بسراديب الموتى، عُوفيت الطبيعة و إندمل ثقب الأوزون. لكن لزاماً سنعود.. و نغفل عِبرة عام الوباء، و يستأنف العالم من جديد الحروب والعِراك والقتل، ويطغى الإنسان واهماً أنه سيد البسيطة، يهفو الشباب للهجرة إلى دول أوروبا، وتتوق أفئدة النساء إلى باريس وادي الرومانسية، يحسَب البعض أن نيويورك قاعدة الشفق المثيرة، و نُعظم من شعار سور الصين حصناً، يبتغي الكهول الطواف حول الكعبة، ومجددا تُعبأ المساجد والكنائس بالركع السجود، سيختتم هلع الموت إلا من الحروب البشرية. نتغافل عن مليون و850 ألف هلكوا، توارت أسر و ألقاب، غابت أنسال و وأنساب، عشائر وقرابى، مات العليل و المعافى، الفقير والمُترف، كمدا أو حسرات عليهم، عام جعل الشاب مشيب، صارت المناسبات والأعياد مثلما أى يوم بسآمه ورتابته المعهودة، لا يُزيين داخلنا أى حِس يذكر، بينما الفطيم والوليد لديهم ما كان يعتريني حين كنت فى إرهافهم. وفي مستهل 2021 نبتهدل ونتضرع: أعدها للزرع والحصاد، ودبر حياتنا كما يليق، بارك إكليل السنة بصلاحك من أجل فقراء شعبك، من أجل الأرملة واليتيم والغريب والضيف ومن أجلنا كلنا نحن الذين نرجوك ونخدم إسمك القدوس لان أعين الكل تترجاك.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2