حسين خيري يكتب: شباب إسرائيلي يعارض قمع الفلسطينيين

غير مصنف1-1-2021 | 14:08

يتساءل الشباب الإسرائيلي الرافض للتجنيد فى الجيش الإسرائيلي عن كيفية مطالبة الفلسطينيين بالعيش فى سلام معنا، وفى نفس الوقت الجيش الإسرائيلي يدمر منازلهم ويسلب أراضيهم ويطردهم منها، وبين عشية وضحاها يجدون أنفسهم بلا مأوى ويسكنون العراء. وكان أول من رفض الالتحاق بالجيش الإسرائيلي فى عام 1948 الشاب «جوزيف أبيليا»، والآن يجدد الحبس للمرة الثالثة لفتاة إسرائيلية تبلغ من العمر 19 عاما، بسبب رفضها الخدمة فى صفوف جيشها. وترجع الفتاة «هاليل رابين» سبب رفضها إلى القمع والتنكيل بحق الفلسطينيين، وأنها لا ترغب فى العمل كجندي فى شن الحروب ضد الشعب الفلسطيني، وفى رسالتها فسرت حيثية سبب رفضها للالتحاق بالجيش الإسرائيلي أنه يرتكب جرائم ضد الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون محوها من ذاكرتهم فى الماضي والحاضر، وعقب رفضها تلقت دعما واسعا من منظمات حقوقية يهودية ومنظمات يسارية داعمة للسلام. ومن حين لآخر تشير الصحف الإسرائيلية إلى تواصل انخفاض أعداد المجندين بالجيش الإسرائيلي، فى مقابل تزايد عدد الراغبين للتجنيد فى وظائف سلاح الحاسوب والاستخبارات، ليتجنبوا الانخراط فى الوحدات القتالية بالجيش الإسرائيلي. والرافضون للتجنيد من الشباب الإسرائيلي يمثلون أقلية داخل إسرائيل، ويؤمنون جميعا بحتمية إحلال قضية السلام العادل بين الشعبين، ويعارضون سياسة حكوماتهم المناهضة للفلسطينيين. وفى عام 2017 كتب 63 شابا وفتاة رسالة إلى بنيامين نتنياهو قالوا فيها بالحرف الواحد: «نحن عشرات الشبان نكتب رسالتنا هذه لبيان رفضنا للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي الذي يطبق سياسة حكومة عنصرية، تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، وتطبق قانونا للإسرائيليين وآخر على الفلسطينيين المقيمين على الأرض نفسها، لذلك قررنا عدم المشاركة فى احتلال وقمع الشعب الفلسطيني». وختموا رسالتهم بقولهم إن دائرة الكراهية والعنف والإرهاب تدمر حياة الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن أجل حياة أفضل لكل واحد منا بين نهر الأردن والبحر، يجب أن ينتهي الاحتلال والوصول إلى السلام. ويحذر هؤلاء الرافضون من تربية الأطفال الإسرائيليين على عسكرة سلوكهم، ويرفضون رؤية أطفال الروضات يزورون معارض الجيش، وكذلك يتم تدريب طلاب الثانوية على الذخيرة الحية، ونستشعر المرارة فى حديثهم وهم يقولون أن الأطفال يدربون ليكونوا جنودا فى الحرب القادمة دون التفكير فى أن هناك خيارا آخر. ومنذ شهرين أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن جانب ثان من حالة العزوف عن الجندية الإسرائيلية، وكشفت عن انعقاد اجتماع استثنائي للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست لدراسة ظاهرة خطيرة توضح مدى ارتفاع معدلات الإعفاء عن التجنيد الإجباري لأسباب نفسية بعد التحاق هؤلاء الشباب بالجيش. وهذا الرفض لبعض الشباب الإٍسرائيلي من التجنيد الإجباري، يتماشى مع القلق الذي يساور عددا من القيادات الإسرائيلية نتيجة سياسة حكوماتهم التعسفية تجاه الشعب الفلسطيني، وفى منتصف العام الحالي رفض ثلاثة جنرالات إسرائيليين الإشراف على إجراءات الضم، وهذا طبقا لتقرير قناة 12 العبرية، وذكر فيه قول الجنرالات الثلاثة بأنهم لا يريدون وضع رؤوسهم فى قلب ما يعتبرونه «الجنون الإسرائيلي».  
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2