محمد نجم يكتب: مصر وليبيا.. والانفراجة المحببة!

غير مصنف1-1-2021 | 14:10

أعتقد أنها "خطوة" إيجابية تأخرت كثيرا، ألا وهى.. عودة "التواصل" المصرى مع المجلس الرئاسى الليبى والحكومة التابعة له فى طرابلس العاصمة، والمعترف بها دوليا. فالليبيون – كلهم – أشقاء عزاز، وليبيا بكامل ترابها هى الامتداد الطبيعى للأمن القومى المصرى. والمتعارف عليه عربيا، أن "الكبير" لا يخاصم أشقائه الأصغر، ولا يقاطعهم (حتى لا يبحثوا عن مظلة أخرى)، وإنما تمتد رعايته للجميع وأن يصلح بينهم إذا اختلفوا. ومن ثم.. فالتواصل المصرى مع أعضاء بارزين فى المجلس الرئاسى الليبى، هى خطوة أولى سوف تتبعها خطوات كثيرة لاحقة لإعادة الأمور فى ليبيا الشقيقة إلى أوضاعها الصحيحة. وأعتقد أيضا أنه يجب على الدولة المصرية إعادة التواصل الرسمى والشعبى مع كل من الشقيقة سوريا، فقد علمنا التاريخ أن "الملاعب الفارغة" سوف يلعب على أرضها كل عابر سبيل، وهو ما حدث بالفعل! وليس سرا.. أن غياب دول الجوار العربية المحيطة بليبيا الشقيقة، وانشغال بعضها بقضاياها الداخلية، هو الذى أغرى البعض بالتدخل العلنى فى الشأن الليبى، وأقصد الأخوة الأتراك الذين يشعرون "بفائض قوة" لم يستوعبه تدخلهم فى الشمال السورى، ونزاعهم المسلح مع بعض العناصر الكردية فى العراق. نعم.. لقد أعادت اجتماعات الوفد المصرى رفيع المستوى فى العاصمة طرابلس مع الأشقاء الليبيين ذكريات قديمة، حيث إعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية بين سوريا ومصر وليبيا فى نوفمبر 1971، وبعد أن وافقت عليه شعوب الدول الثلاث فى استفتاء عام جرى بالتزامن فى كل منها، ولكنه لم يدم طويلا بسبب اتفاقية كامب ديفيد! لقد كان لقاء الوفد المصرى مع الجانب الليبى برئاسة رجل طرابلس القوى فتحى باشا أغا وزير داخلية حكومة الوفاق، وبحضور رئيس المخابرات الليبية، ووزير الخارجية، وأحمد معتيق نائب رئيس المجلس الرئاسى، ورئيس أركان القوات المسلحة الليبية، وقائد المنطقة الغربية الليبية. وقد كانت هذه الاجتماعات تالية لزيارة وزير الدفاع التركى للأراضى الليبية واتفاقه مع وزير الدفاع الليبى على تواصل التدريب للجيش الليبى. وأعتقد أن "الرسالة" من الجانبين "المصرى والليبى" واضحة ويجب أن يفهم "المتداخل" التركى أنه لم يعد مرحبا به ولا يتدخله معنويا أو ماديا فى الشأن الليبى. لماذا؟.. لأن مثل هذه الاجتماعات المشتركة وفى العاصمة الليبية نفسها لم تكن تتم إلا بموافقة رئيس المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق.. فايز السراج، أو على الأقل.. عدم الممانعة! ثم أن الاجتماعات كانت مع فتحى أغا، وأحمد معيتق، ورئيس أركان القوات المسلحة.. وهؤلاء هم الثلاثة المالكين لزمام الحركة فى العاصمة الليبية والغرب الليبى بصفة عامة..، وخاصة أن الاجتماعات تمت بحضور رئيس المخابرات وقائد المنطقة الغربية. وأعتقد أن الأحداث المتسارعة والمتزامنة لوضع الخلافات الليبية على المسار الصحيح باتت واضحة ووشيكة النجاح، بداية برعاية الأمم المتحدة للحوار بين طرفى الخلاف فى الشرق والغرب الليبى بإحدى المدن الغربية، ثم تحركات دول الجوار والاجتماعات المتواصلة بين الدبلوماسيين فى كل من مصر والجزائر وتونس والسودان، وتحفظات دول الاتحاد الأوروبى على "التدخل" التركى فى الشأن الليبى وخاصة فرنسا، ثم الخطوة المقتحمة من جانب مصر ببحث إعادة فتح السفارة المصرية فى العاصمة الليبية، وعودة الرحلات الجوية المنتظمة بين البلدين وهو ما سوف تبحثه تفصيلا اللجان الفنية من الخبراء فى البلدين فى الأيام القليلة المقبلة. والمعنى.. أنه آن للغريب أن يرحل، وأن لا ينسى القريب أن مصلحته الدائمة مع أشقائه حتى لو اختلفوا فى وجهات النظر أو بعض الأمور المؤقتة، وإذا كانت المصالح تتصالح فـ "الدم عمره ما يبقى ميه". حفظ الله مصر وألهم أهلها الرشد والصواب    
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2