أمريكا تحشد أسلحتها.. وإيران تراقب وتستعد

أمريكا تحشد أسلحتها.. وإيران تراقب وتستعدأمريكا تحشد أسلحتها.. وإيران تراقب وتستعد

غير مصنف1-1-2021 | 20:53

وسط أجواء متوترة ومشحونة بين الجانبين الأمريكى والإيرانى، جاء تعرض السفارة الأمريكية لهجوم فى بغداد فى العشرين من ديسمبر الماضى ليعيد التصعيد بين واشنطن وطهران إلى الواجهة من جديد، حيث غرد بعدها الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، متهمًا إيران بأنها وراء الهجوم، قائلاً: «ضُربت سفارتنا فى بغداد بصواريخ عدّة، فى هجوم خلّف أضرارا مادية فقط، خمنوا من أين جاءت، من إيران... نصيحة ودّيّة لإيران: إذا قُتل أمريكى واحد فسأحمّل إيران المسئولية». دار المعارف _  منذر جاهين وقبل الحادث بأيام، كشف مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لـ»سكاى نيوز عربية»، تفاصيل تحليق القاذفات الاستراتيجية من طراز «بى – 52» فوق الخليج العربى، قائلاً: إن «سلاح الجو الأمريكى دأب على تنفيذ مثل هذه المهمات فى الآونة الأخيرة وفى شكل متكرر، انطلاقًا من الولايات المتحدة باتجاه مناطق عدة فى العالم، ومن بينها الشرق الأوسط والخليج العربى»، ورفض المسئول، إعطاء أى طابع «جديد» لهذه المهمات، التى، وبحسب تعبيره هى «اختبار للقدرات الجوية الأمريكية على التحرك سريعا ومن دون إنذار مسبق». ولم يتوقف الأمر عند القاذفات الإستراتيجية، بل تحركت حاملة الطائرات الأمريكية (UssNimitz) وهى أكبر حاملة طائرات فى العالم، كما أرسل البنتاجون الغواصة الاستراتيجية (UssGorgia) محملة بأكثر من 150 صاروخ كروز، لتعلن إيران أنها قادرة على تدميرها، ومؤخرًا تم الكشف عن تحرك الغواصة الإسرائيلية من طراز (دولفين) القادرة على إطلاق صواريخ كروز فى اتجاه مياه الخليج، لتحذر إيران بعدها أيضًا، على لسان المتحدث باسم لجنة الأمن القومى والسياسات الخارجية فى البرلمان الإيرانى، أبو الفضل عَمّويى، قائلاً: «إذا ما وصلت غواصة إسرائيلية إلى الخليج، فإن بلاده ستعتبر ذلك عملاً عدائيًا ومن حقنا الثأر حينئذ». كما وجه عمويى، خطابه إلى الإسرائيليين، قائلاً: «إذا وصلت غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج فستكون هدفًا رائعًا بالنسبة لنا»، مؤكدًا أن «إحضار الإسرائيليين بالقرب من إيران، قد يخلق مشاكل لدول الجوار»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. ومع قرب ذكرى مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى، تصاعدت التكهنات باحتمالية ضربة إيرانية غير مباشرة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما دفع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى الجنرال، هايدى زيلبرمان، إلى التأكيد على أن إسرائيل تراقب تحركات طهران فى المنطقة، وتتوقع هجومًا إيرانيًا محتملاً. على الجانب الآخر، أعلنت الخارجية الإيرانية، أن طهران مستعدة لمواجهة أى عمل عسكرى أمريكى، وأن لديها خططا للرد، وأنها مستعدة لكل السيناريوهات، وجاء على لسان المتحدث الرسمى باسمها، سعيد زادة،: «نحن نفكر فى جميع السيناريوهات، ومستعدون لأى سيناريو، ونأمل من إدارة دونالد ترامب التوقف عن خلق التوتر فى أيامها الأخيرة». كما حذرت إيران، من تجاوز «خطوط حمراء» متعلقة بأمنها فى الخليج، وذلك بعد تقارير بشأن تحركات للغواصة الإسرائيلية دولفين، مشددة على أنها ستدافع عن نفسها ضد أى «مغامرة» قد تقدم عليها إدارة دونالد ترامب فى أيامها الأخيرة، كما أنها تمتلك منظومة صاروخية متعددة، أبرزها إس 300 بعد تطويرها وصواريخ «شهاب 3»  ما يجعل أكثر من 25 قاعدة عسكرية أمريكية وأهداف خليجية وإسرائيلية تحت مرمى نيرانها، بحسب الكاتب جميل الظاهرى. كل السيناريوهات مفتوحة إذن بانتظار ما تحمله الأيام المقبلة، وبحسب مراقبين، فإن السؤال الأبرز، هل يوجه ترامب ضربة لإيران قبل مغادرته البيت الأبيض؟ وإذا قرر بالفعل ذلك فما الأهداف التى يريد أن يصل إليها؟ وما سيسفر عن ذلك من رد فعل إيرانى؟ وكيف سيكون شكل الضربة الأمريكية لإيران؟ هل ستكون ضربة خاطفة تغير الموازين؟ أم ستكون شاملة وقادرة على صد الهجوم الإيرانى المحتمل كرد فعل ولا سيما أن إيران وميليشياتها منتشرة فى العراق ولبنان واليمن وسوريا؟ أول تلك الآراء، بحسب محللين مهتمين بملف الأزمة الإيرانية الأمريكية، أن ترامب يريد خلط الأوراق قبل مغادرته البيت الأبيض، بتوجيه ضربة عسكرية، تجعل الأمر أكثر صعوبة على غريمه الفائز جو بايدن، كما ينهى فترة ولايته بأنه منتصر وخسر بسبب التزوير، بينما يرى آخرون، أن التهديدات المتبادلة بين أمريكا وإسرائيل من ناحية وإيران وميليشياتها من ناحية أخرى، لن تتخطى الحرب الإعلامية والدعائية إلى العمل العسكرى، ويرون أن تهديد أمريكا لإيران ما هو إلا لمنعها من ضربة انتقامية للأهداف الأمريكية فى ذكرى مقتل سليمانى. ومن يؤيد هذا الرأى، يرى أن ترامب هدد بضرب إيران أكثر من مرة على مدار ولايته الانتخابية، ولكن لم يفعل واكتفى بالعقوبات الاقتصادية والانسحاب من الاتفاق النووى، إلا أن آخرين يرون أن ترامب رجل المفاجآت، ويمكن أن نستيقظ فى الصباح على ضربة أمريكية لإيران ليكون أوفى بوعده وحمى حلفاءه فى الخليج، وفى نفس الوقت ترك تركة ثقيلة لبايدن، وعرض بلاده للأحكام العرفية، وهذا محتمل خاصة عندما تعرف أن جنرالات كبار فى الجيش الأمريكى صرّحوا بوجود خطط فورية سيقومون بتنفيذها لمواجهة قرارات ترامب فى هذا الملف الشائك. وفريق آخر من المحللين، يرى أن إسرائيل تريد توريط ترامب فى حرب قبل رحيله، لتقضى على آمال عودة إيران إلى الاتفاق النووى على يد بايدن، كما أنه من المعروف للجميع، أن من أهداف إسرائيل عدم اعتراض أية محاولة أو فرصة لإضعاف إيران، وفى تلك الحالة ستكون الحرب شاملة أو خاطفة، وستشعل الإرهاب فى المنطقة، ويرى مراقبون، أن إيران مستفيدة بسبب الوضع الداخلى المتأزم اقتصاديا، كما أن ذلك يعطيها الفرصة للتنصل من الاتفاق النووى لتكون من ضمن القوى النووية العالمية.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2