محمد أمين يكتب: انتصارات في زمن الجائحة

غير مصنف2-1-2021 | 08:52

كل عام وأنتم بخير.. مضى عام 2020 واستقبلنا مع كتابة تلك السطور نسمات عام جديد يحمل بين طياته أحلامًا وطموحات لاستكمال مسيرة وطن. لملَّم 2020 أوراقه ومضى تاركًا أحداثًا مهمة ومعارك خاضتها الدولة المصرية على كافة الجهات.. تحديات استطاعت مصر أن تنتصر في مواجهتها. تحققت نجاحات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي كافة المناحي الحياتية, ومع تزايد حجم تلك النجاحات زادت حدة المعركة مع قوى الشر. لم يكن عام 2020 عامًا عاديًا في ظل جائحة استطاعت أن تحطم اقتصاديات دول، وتسقط أنظمة صحية كانت راسخة مستقرة قبل تلك الجائحة. استطاعت مصر في ظل تلك الظروف أن تنجو بمواطنيها واقتصادها القومي، وأن تحول تلك المحنة إلى منحة حقيقية، لتستكمل في 2021 مشروعها الوطني لبناء دولة قوية تحقق طموحات شعبها وتحصل على المكانة التي تليق بحضارتها الضاربة في عمق التاريخ. لم يكن أحد يتوقع مع بداية 2020 أن يقلب فيروس كورونا المستجد العالم رأسًا على عقب، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى كابوس مرعب ما زال العالم يبحث له عن مخرج.

(1)

رغم الجائحة شهدت مصر العديد من النجاحات فى ظل القيادة السياسية الحالية، فقد حرصت مصر على القيام بدورها فى كافة الملفات العربية والإفريقية وكافة قضايا الشرق الأوسط من منطلق دورها المحوري. نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تقديم رؤية شاملة لحل الأزمة الليبية لاقت تأييدًا ليبيًا ودوليًا، حيث استهدفت خلالها الحفاظ على الدولة الليبية ومواردها من أجل مصلحة الشعب الليبى. شاركت مصر فى مؤتمر برلين الخاص بالأزمة الليبية وناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة العالم تطورات الوضع فى ليبيا ورؤية الدولة المصرية لحل الأزمة، والتى ارتكزت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية ومنع وصول العناصر الإرهابية إلى ليبيا ووقف التدخلات التركية. وحددت مصر خط سرت - الجفرة خطًا أحمر من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ليبيا وأيضًا حفاظًا على الأمن القومى المصرى. كان إعلان القاهرة فى يونيو 2020 بمثابة خارطة طريق أيدتها العديد من دول العالم ووافق عليها البرلمان الليبى والجيش الوطنى الليبى. وفى الملف الفلسطينى الذى يأتى دائمًا على رأس أولويات الدولة المصرية، دعا الرئيس السيسي إلى عقد مؤتمر دولى لتحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط وإيجاد حل عادل وشامل لإعلان دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وعلى الصعيد الإفريقى، استطاعت مصر خلال عام كامل ترأست فيه الاتحاد الإفريقى حققت فيه العديد من النجاحات قبل تسليم رئاسة الاتحاد إلى جنوب إفريقيا فى مارس 2020. كما حرصت مصر على تحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا وربط دول القارة بالكامل والاستفادة من مواردها من أجل حياة أفضل لشعوب القارة الذهبية بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة القارية، بالإضافة إلى تفعيل مبادرة إسكات البنادق من أجل إحلال السلام والاستقرار داخل القارة. كما نجحت مصر بالتعاون مع العديد من دول القارة فى ملف مكافحة الارهاب، وترأست مصر لجنة السلم والأمن الدوليين بالاتحاد الإفريقى. أما على صعيد الأزمات التى ضربت المنطقة العربية، فقد كانت الرؤية المصرية لحل الأزمة السورية هى الأصوب منذ بداية الأزمة - وهى ضرورة أن يكون الحل السياسى هو مسار التحرك وليس الحل العسكرى - وبعد 9 سنوات صدقت الرؤية المصرية. كما نجحت مصر فى إحلال السلام بين دولتى السودان وجنوب السودان فى ظل العلاقات القوية بين مصر والدولتين. وعلى الصعيد الداخلي، واصلت مصر نجاحاتها فى معركة مواجهة الإرهاب واستطاعت القوات المسلحة والشرطة المصرية خلال 2020 تطهير المناطق التى حاولت العناصر الإرهابية أن تتخذ منها موطئ قدم للتأثير على الأمن القومي. كما كان للضربات الاستباقية دورًا مهمًا فى تلك المواجهة، مما قلل من عدد العمليات الإرهابية وأضعف قدرة العناصر الإرهابية على الإضرار بأمن الوطن واستقراره. لقد نجحت مصر فى معركتها ضد الإرهاب وهو ما جعل العديد من دول العالم تسعى للاستفادة من التجربة المصرية والتعاون فى هذا الملف. كما عملت على مواصلة تطوير وتحديث كافة أفرع القوات المسلحة خلال عام 2020، والتى اختتمت الأيام الأخيرة منه بانضمام الفرقاطة الجلالة من طراز (فریم بيرجامینى) إلى أسطول القوات البحرية والتى سبقتها انضمام الغواصة إس - 44، من فئة تايب 209/ 1400 الألمانية فى إطار برنامج تطوير وتحديث التسليح. تم أيضًا افتتاح قاعدة برنيس العسكرية فى يناير 2020، وهى أكبر قاعدة عسكرية على البحر الأحمر وتستهدف تأمين الملاحة العالمية بالبحر الأحمر والمصالح المصرية وتأمين السواحل والحدود الجنوبية وكذا الاستثمارات المصرية فى البحر الأحمر. هذا بالإضافة إلى التدريبات المشتركة التى تعد أحد روافد التعاون وتبادل الخبرات.

(2)

على المستوى الاقتصادي، استطاعت مصر خلال 2020 أن تحقق نموًا اقتصاديًا إيجابيًا رغم الجائحة بلغ 3. 6%، وهو ما جعل المؤسسات الدولية تعتبر ذلك بمثابة مؤشر على قدرة وقوة الاقتصاد المصرى ومستقبله خلال 2021. فوسط المخاوف العالمية والتدابير الاحترازية ضد كورونا، وما آلت إليه من آثار سلبية على الاقتصاد العالمى واقتصاد الدول بشكل خاص، ما زالت المؤسسات الدولية المختلفة تؤكد إيجابية نمو الناتج المحلى الإجمالى لمصر واستقراره، والتى كان آخرها مؤسسة «فيتش» التى توقعت أن تحقق مصر نُمُوًّا بمعدل 3. 2% فى 2020، و5. 6% فى 2021. كما نجحت مصر فى أن تحول منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة دولية مقرها القاهرة لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة وتنتقل من حالة العجز إلى مرحلة الوفرة والتصدير. ومع التطور والنمو الاقتصادى فقد انخفض معدل البطالة بحسب نتائج الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والذى جاء فيها أن معدل البطالة فى مصر بلغ 7. 3% من إجمالى قوة العمل مقابل 9. 6% فى الربع الثانى من 2020 بانخفاض قدره 2. 3%.. كما تقدمت مصر كعلامة تجارية لتحتل المركز 54 من بين 75 دولة (يعتبر اعتماد دولة ما كعلامة تجارية تأكيد على استقرار الدولة وسمعتها، ودعم عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار فيها، أو الشراء منها، أو حتى زيارتها للترفيه أو العمل، وكى تصبح دولة ما كعلامة تجارية ناجحة، يجب أن تتحقق فيها المعايير الآتية: الثقة والمصداقية والتأثير والاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى والابتكار والأمن والتسامح والتطور والريادة وَتَوَفُّر نوعية حياة جيدة). حققت مصر أيضًا تقدمًا فى مؤشر الرخاء الذى أصدره "معهد ليشاتم" فى نسخته الـ 14 من المؤشر السنوى للرخاء 2020. كما جاءت مصر الأولى إفريقيًّا فى مؤشر الربط بخطوط الملاحة البحرية المنتظمة - والذى يصدر عن (الأونكتاد) بشكل ربع سنوى - إلى جانب أدائها المتميز من حيث صادرات الخدمات من بين الدول الأفريقية، متبوعة بكل من المغرب وجنوب أفريقيا. كما استطاع قطاع الزراعة خلال 2020 أن يساهم بقدر كبير فى حجم الصادرات المصرية بعد أن تضاعف حجم الصادرات الزراعية.

(3)

نجحت مصر أيضًا فى مواجهة جائحة كورونا، واستطاع القطاع الصحى أن يصمد فى مواجهة الجائحة وما زال؛ كما كان للمبادرات الرئاسية الخاصة بالصحة دورًا كبيرًا فى تلك المواجهة (مثل مبادرة القضاء على فيروس سي، مبادرة الأمراض غير السارية، مبادرة 100 مليون صحة، مبادرة القضاء على قوائم الانتظار وغيرها من المبادرات الأخرى)، كما نجحت مصر فى إطلاق المرحلة الأولى من مشروع التأمين الصحى الشامل، وهو الحلم الذى طال انتظاره. وعلى مستوى الرعاية الاجتماعية، نجحت مصر فى مواصلة برامج الرعاية الاجتماعية التى كان لها دورًا كبيرًا فى تقليل تأثير برنامج الإصلاح الاقتصادى على الفئات الفقيرة والمتوسطة. وعلى مستوى المشروعات القومية، واصلت الحكومة العمل فى كافة المشروعات وتم افتتاح عدد كبير منها خلال عام الجائحة. كما واصلت الحكومة استكمال مشروعات الطرق والإسكان والمرافق (مياه الشرب والصرف الصحي) وتطوير القرى ضمن مبادرة «حياة كريمة» بعد أن خصصت الدولة 500 مليار جنيه من أجل تطوير 1500 قرية. كما نجحت الدولة فى استكمال المرحلة الأولى من مشروعها الوطنى العاصمة الإدارية الجديدة والتى سيتم نقل الحكومة إليها العام القادم. كما نجحت أيضًا خلال 2020 فى برنامج تطوير التعليم، مما جعلها تصل إلى مواقع متقدمة فى مجال تطوير التعليم بعد نجاحها فى استكمال العام الدراسى فى ظل جائحة كورونا. إن ما حققته مصر من نجاحات فى العديد من الملفات الداخلية والخارجية خلال 2020 يدلل على أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل للشعب المصرى يستهدف استقرار المنطقة. لتعبر الدولة المصرية من «قوس النصر» محققة فى عام 2021 أكبر انتصار لمشروع وطنى استهدف إعادة مصر إلى مكانتها اللائقة.
    أضف تعليق

    مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2