محاكمة وحيد حامد.. رحيل آخر الرجال المحترمين

محاكمة وحيد حامد.. رحيل آخر الرجال المحترمينمحاكمة وحيد حامد.. رحيل آخر الرجال المحترمين

غير مصنف2-1-2021 | 21:30

دار المعارف - عمرو حسين رحل عن عالمنا صاحب المحاكمات الشهيرة على شاشة السينما، الكاتب والسيناريست وحيد حامد، عن عمر يناهز 77 عاما، أثر أزمة صحية، بعدما قدم، عدد كبير من الأعمال الفنية، نذكر منها غريب في بيتي، البريء، أرزاق يا دنيا، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول، أنا وأنت وساعات السفر، معالي الوزير، الهلفوت، الإرهاب والكباب، المنسي، اللعب مع الكبار، ديل السمكة، عمارة يعقوبيان. شغل نفسه وعقله ووجدانه بمنظومة القيم الإنسانية، واستطاع فك شفرة الصراع القيمى بين نفوس البشر، وصور ذلك من خلال أفلامه ومسلسلاته، دائما ما يحدد مسار القصة والحكاية، ونقاط التقاطع بين الأبطال، ودائما ما كانت نقاط تصادمية بين أقوياء، ولكنها ليست قوة السلاح، بل قوة الحجة والمنطق لدى الظالم والمظلوم على حد سواء، فالظالم له مبرراته التى تزين له استمراره فى جبروته، والمظلوم له اعتباراته التى يدافع بيها عن نفسه. لم يقارن وحيد حامد بين الظالم والمظلوم من منطق ظاهر القوة والضعف، بل بحث فى مكنونات الظالم وأوجد نقاط الضعف الشديدة التى يحاول بكل قوته ان يداريها تحت ستار من الأُبهة والعظمة، وكذلك يسلط الضوء على نقاط القوة داخل المظلوم الذى يبدو وكأنه لا حول له ولا قوة. ويزيح غبار الضعف؛ لتبرق نقاط القوة. ويتغول على ظالمه ولكن فى ميدان آخر من ميادين الحياة. وحيد حامد من مواليد 1 يوليو عام 1944، وهو كاتب سيناريو مصرى، وولد بقرية بنى قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، متزوج من الإعلامية زينب سويدان رئيس التليفزيون المصري سابقا ووالد المخرج السينمائي مروان حامد، عرف بتقديمه للأعمال المهمة والمؤثرة في تاريخ السينما، كما عمل مع عدد من المخرجين منهم سمير سيف، شريف عرفة وعاطف الطيب. ويتميز وحيد حامد بنظرة ثاقبة ومعرفة دقيقة بخبايا المهن والحرف الموجودة فى الحارة المصرية، حيث عرض فى فيلم "آخر الرجال المحترمين" 1984، رؤية جديدة حول وظيفة "الزبال" الذى كان كلمة السر فى وصول المدر فرجانى (نور الشريف) إلى الشقة التى جاءت منها ملابس الطفلة المختطفة، ليتمكن (فرجانى) من تحديد مكان الطفلة. ما يدل على أن وحيد حامد لم ينشغل بالمسارات السياسية النخبوية فقط، وإنما كان قريب الصلة بالشارع طوال الوقت. وأكد وحيد حامد (فرجانى) أنه لابد من إعادة التمركز باستمرار، فحسابات القرية وهدوئها، تختلف تمام الاختلاف عن حسابات المدينة والزحام، واختتم آخر الرجال المحترمين الفيلم: "لازم تعيد حسابات يا فرجانى". https://www.youtube.com/watch?v=NHr2O1Mj1OA وجسدت شويكار دور درية فى فيلم طائر الليل الحزين (1968): "أنت دايما بتعرف كل حاجة يا طلعت بيه، إلا إنى إنسانة ليّ حياة وليّ حقوق، وكنت جايبنى لعبة عشان تلعب وتتسلى بيها، لكن يا حسرة لا عارف تلعب ولا عارف تتسلى". وهى التى استحوذ عليها عادل أدهم (طلعت بيه جسده)، يرد عليها بعد أخبار عن علاقة بينها وبين شاب فى فرقة موسيقية: "أنا اللى فى السما فى سابع سما" فى استحضار لأدوات نفوذه؛ لبث الخوف والرعب فى قلب فريسته، لعلها تخرجه من الذل الذى طرحه أرضًا. لم يدرك أن الحدث يتخطى عملية الاستحواذ، ويتحول إلى جانب المعايشة التى لا يدركها المعمى بسلطان القوة. ووصف حامد نظرة رجل السلطة لنفسه، وكذلك سقوطه الذى يكون مدويًا: "واحدة زيك تخلى سمعتى فى الطين" دائما ما كان يبحث عن تقديم القيم العليا، لكل ظالم نهاية. فيجد المشاهد أن (طلعت بيه) بكل نفوذه وسلطته، ضعيف أمام سلطان الحب والحياة (شويكار)، فيقف خاضعا أمام سوط كلماتها، يبكى فى أحضانها ويستجديها، وهى واقفة فى شموخ دون أى تأثر. https://www.youtube.com/watch?v=wwGJgqG5Elg وكان التعاون بين نجيب محفوظ ووحيد حامد، فى فيلم فتوات بولاق، إنتاج 1981، هو اتفاق فى الرؤى التى تسعى لرصد الصراعات الإنسانية، وجسد فتوات بولاق صراع على السيادة فى الشارع، مع بداية ظهور ميمون (فريد شوقى) كفتوة انتهازى للسيطرة على أرزاق الخلق، قابله صعود دولة القانون، فكتب حامد الحوار بين الضابط وميمون بكلمات محددة ومقصودة. الضابط: من النهاردة مفيش فتوات ميمون: الحتة يلزمها فتوة يحميها الضابط: يحميها! ولا يسرقها يا ميمون؟ ميمون: يحميها الضابط: يبقى أنا فتوة الحتة ياميمون ميمون: انت حكومة، ومتنفعش تبقى فتوة الضابط: الحكومة تنفع أى حاجة يا ميمون، من النهاردة الفتوة هيكون القانون، واللى مش عجبه الفتوة الجديد ييجى يورينى نفسه. رسخ وحيد حامد فى ذهن المشاهد أن الدولة قادمة وثابتة، على عكس النصوص التى أشيعت لاحقا مثل: "من النهاردة مفيش حكومة.. أنا الحكومة" https://www.youtube.com/watch?v=XnzGDzDT74o فى فيلم الراقصة والسياسى (1990)، دارت حرب كلامية بين بين السياسى عبدالحميد بيه، والراقصة سونيا سليم، بدأت الجولة الأولى مع سونيا (نبيلة عبيد)، عندما أرادت أن تنشر مذكراتها، للضغط على عدد من المسئولين لمساعدتها فى تنفيذ مشروعها الخيرى. وهو ما تعارض مع مصالح عبد الحميد بيه (صلاح قابيل) الذى اوشك على خوض الانتخابات. عبد الحميد بيه: بعد الانتخابات أوعدك إن المشروع هيمشى. سونيا: أنا رقاصة وفى شغلنا بنقبض مقدم.. بعد الفُرجة محدش بيعبرنا وهنا وصلت الراقصة والسياسى إلى نقطة خلاف، يراها فى طريق مسدود، وتراه طريق مفتوح من الناحيتين (ذهاب وعودة.. صعود وهبوط). وتأكد سونيا: "لولا ان على راسك بطحة مكنتش خوفت.. لو صحيح واثق من طهارتك مكنتش عملت حساب لحد". https://www.youtube.com/watch?v=f_wdS0MWQoE
    أضف تعليق

    طحن العظام وتدمير الأوطان

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2