محسن عليوة يكتب: الإنتماء ورد الجميل
ونحن نعيش هذه الفترة من تاريخنا المعاصر فى حاجة الى تعميق الشعور بالإنتماء الى وطننا الغالى وحصننا الحصين وعشقنا الكبير ،وطننا الغالى صاحب الفضل علينا ،نحن فى حاجة لنشر ثقافة حب الوطن الغالى مصر .
فالوطن هو تلك الأرض التى ليس لها مثيل أو بديل ، الوطن هو الذى ولدنا على أرضه الطاهرة، وترعرعنا فى حضنه المعطاء، وتربينا فى كنفه الطيب، ونشئنا تحت سمائه الزرقاء، وتنفسنا هوائه العليل، وشربنا من ماءه العذب ، ونهلنا من خيراته اللا محدودة ، الوطن أحاسيس لا يمكن إشباعها ، ومشاعر لا يمكن وصفها، وقيم لا يمكن اختزالها، وشجون لا يمكن حصرها؛ الوطن قصيدة لا يمكن نظمها، وصورة لا يمكن رسمها، وقصة لا يمكن نسجها، ولوحة لا يمكن خطها؛ الوطن هو الذى تهتز له المشاعر عند لقائه بعد غياب ، ويتحرك الفؤاد عند ذكره، وتغيب العبارات عند وصفه ، وتجف العروق عند فراقه ، الوطن هو الملاذ الآمن الذى نزداد حنيناً ولهفةً وشوقاً لنعود إلى حضنه الكبير ليظلنا بظله ويغمرنا بعطفه الدافئ إن أبعدتنا الظروف أو أخذتنا الحياة أو صدتنا المشاغل عنه ، الوطن هو قدرنا الذى قدره الله سبحانه وتعالى لنا ، ومصيرنا الذى أفاء به الله جل جلاله علينا، والميزة التى وهبها الله لنا وذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز فقال تعالى (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) وفضلنا بهذا على سائر بلاد العالمين.
فمن كان من أبناء لدولة كمصر عليهم حمد الله تعالى ليل نهار على هذه النعمة الغالية التى تستحق الحمد والشكر والبذل والتضحية، فواجب علينا نحن أبناء مصر أن نحافظ على تلك النعمة الكبرى التى اختصنا وحبانا الله بها فعشنا وترعرعنا ، وشيدنا تاريخ نفخر به وحضارة عرفتها الإنسانية بالإبداع فوهبنا الدنيا أوكسجين الوصال ونبض الطمأنينة والتفاؤل وعانقنا سماءها بكل طموح وجدارة حتى احتوتنا فى حضنها الدافئ واحتويناها بقلوبنا الخضراء المحبة للحياة والسلام والعطاء.
فحب الوطن من الأمور التى جُبل عليها الإنسان ، فليس غريباً أن يحب الإنسانُ وطنَه الذى نشأ على أرضه، وترعرع بين جنباته، وشبَّ على ثراه، فالوطن جزء من الإنسان ، نعيش فى أمنه وأمانه نحمد الله سبحانه وتعالى الذى حبانا به ، وأخرج لنا من خيراته الكثير.
ومن هذا المنطلق فإن الواجب يقتضينا جميعاً و خصوصاً خلال هذه الفترة الهامة من تاريخنا و التى تحاول قوى الشر التشكيك فى أى إنجاز على أرض الواقع ، وذلك ببث سموم الشائعات.
التى تؤثر سلباً على الحالة النفسية للمواطنين وتعمل علي تضليل و توجيه الرأى العام ، لاهداف معينة للنيل من الجهود المبذولة من الدولة سواء بالتقليل منها ومن أثرها وعائدها على النفع العام ، إن ما تقوم به كتائب ابناء الشياطين باختلاق قصص وصور مغايرة للواقع لبث الرعب بين أبناء الوطن رغم ما تقوم به أجهزة الدولة من خطط وقائية واصدار العديد من القرارات التى تعمل على سلامة ابناء مصر .
فعلينا ان نتوحد فى حب هذا الوطن داعين الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا بنعمة الأمن والأمان وان يرفع عن مصر وشعبها وشعوب العالم هذا الوباء.
وعلينا أن نعمل جاهدين ومجتهدين لرد جميل الوطن علينا فحب الوطن ليس نشيداً نردده كل صباح أو شعاراً نعلقه على صدورنا ، بل حب الوطن بذل وعطاء، إخلاص ووفاء ، لأننا كأفراد أو مؤسسات مهما قدمنا من تضحيات لهذا الوطن فلن نوفيه حقه ، ونرد جميله ، فالجميع مطالبون اليوم كباراً وصغاراً وفى جميع ميادين العمل بأن نعيد التفكير فى حقيقة رد الجميل للوطن.
فبالمثابرة على الدراسة، والحرص على العلم والتَّعلم ردٌ للجميل ، وبالإخلاص فى العمل والتفانى فيه ، واستشعار المسؤولية الوطنية ردٌ للجميل ، والمحافظة على ثروات الوطن وموارده، وعدم الإسراف فيها ردٌ للجميل ، التمسك بالمبادئ والقيم ردٌ للجميل وتربية الأبناء وتنشئتهم على قيم الولاء والانتماء، وبناء الأسرة الصالحة المساهمة فى بناء المجتمع هو ردٌ للجميل ، وعندما تتنوع صور التآخى والتسامح مع الآخرين ، وتتعدد مظاهر التعاون والتكافل هو ردٌ للجميل ، قد تطول قائمة الأفعال التى ترسم طُرق رد الجميل للوطن ، ولكن الأهم منها هو الإيمان بأهمية رد الجميل للوطن ، وإدراك سبل تنفيذ ذلك بمزيد من الوعى والإقتدار، والمضى فيها بعزيمة وإصرار.