بايدن.. خبرة سياسية فى مواجهة الأزمات

بايدن.. خبرة سياسية فى مواجهة الأزماتبايدن.. خبرة سياسية فى مواجهة الأزمات

غير مصنف7-1-2021 | 12:03

دار المعارف- روضة فؤاد صدق الكونجرس الأمريكي بغرفتيه على فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، في الانتخابات الأمريكية الرئاسية، بواقع 306 أصوات في المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، لينصب بذلك بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي ويغلق كافة صور الطعون الممكنة على نتائج الانتخابات. وياتي ذلك التصديق بعد سلسلة من أعمال شغب شهدها مقر الكونجرس «الكابيتول هيل»، بعد اقتحامه من قبل أنصار «ترامب» لتعطيل عمل الكونجرس. ويعد بايدن أكبر رئيس يتم انتخابه على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، بعد محاولتين لنيل السباق الرئاسي في 1988 و2008. والاسم الكامل لجو بايدن هو جوزيف روبينيت بايدن، ولد وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية في 20 نوفمبر عام 1942، بمدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق بنسلفانيا. في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت أسرته للعيش في ولاية ديلاوير. وفي عام 1968، حصل بايدن على شهادة في المحاماة ليصبح بسرعة محاميا أمام المحاكم في وقت شهدت فيه الولاية سلسلة من أعمال الشغب والاعتقالات على خلفية مقتل مارتن لوثر كينج. وعندما كان في الـ29، قرر أن يتخذ من السياسة دربا له واستطاع، بشكل مفاجئ، التغلب على السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972 ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أمريكي في التاريخ. لكن فرحته بهذا الفوز لم تدم طويلا، فبعد مرور بضعة أسابيع، وبالتحديد قبل أيام من حلول عيد الميلاد، توفيت زوجته نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أصيب ابناه صغيرا السن بو وهانتر بجروح. وبعد هذا الحادث المأساوي كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته. وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيه في المستشفى. وبسبب الحادث، اضطر بايدن أن يعود يوميا بالقطار إلى منزله في مدينة ويلمنجتون بولاية ديلاوير بعد إنهاء دوامه في واشنطن. وحافظ بايدن على هذه العادة طوال مسيرته المهنية في مجلس الشيوخ، مما أكسبه لقبا آخر وهو "أمتراك جو" (نسبة لشركة الخطوط الحديدية الأمريكية). وبالرغم من قسوة الفاجعة، إلا أنها لم تكن المأساة الأخيرة في حياة بايدن فخلال ولايته الثانية كنائب للرئيس توفي ابنه بو الذي كان مدعيا عاما في ديلاوير، عام 2015 عن عمر 46 عاما بعد صراع مع سرطان الدماغ. قال بايدن إن ابنه بو كان يشجعه وهو على فراش الموت، على خوض سباق جديد إلى البيت الأبيض. كما كان لزوجة بايدن الثانية جيل دور فعال في تشجيعه إذ إنها خاضت جميع حملاته الانتخابية بجانبه منذ 40 عاما. طوال عهداته الست كسيناتور، كان بايدن شخصية محترمة في الكابيتول. فعلى رأس اللجنة القضائية، صنع لنفسه اسما في عام 1987 حين قاد التصويت بالرفض على روبرت بورك، المحافظ المتشدد ومرشح الرئيس رونالد ريغان للمحكمة العليا آنذاك. وأصبحت قدرته على التوصل لاتفاقات مع الجمهوريين المعتدلين سمته المميزة، لكن أصبح يثير في الوقت نفسه حذر الجناح اليساري للحزب الديمقراطي. خلال التسعينيات، استفاد بايدن من حنكته للتوصل إلى اتفاقات بين الحزبين حول مشاريع بيل كلينتون الأساسية، لا سيما حظر الأسلحة الهجومية واعتماد قانون خاص بالعنف ضد المرأة عام 1994. وفي عهد باراك أوباما، حاول جو بايدن استخدام مهاراته في التفاوض لكن مهمته باتت شاقة أمام التعنت المتزايد للمعسكر الجمهوري، إذ أبقى زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أتباعه تحت المراقبة مؤكدا أن المهمة "الكبرى" للحزب الجمهوري هي ألا تتجاوز ولاية أوباما عهدة رئاسية واحدة. وبالرغم من هذه الضغوط، لعب جو بايدن دورا حاسما في معظم اتفاقات اللحظة الأخيرة الخاصة بالموازنة لتجنب أو إنهاء حالات "الإغلاق" الحكومي. أما فيما يخص السياسة الخارجية، كان جو بايدن بنفس ثقله في السلطة التنفيذية على الرغم من أنه افتقد الحكم الصائب بشكل متكرر، مثلما حدث حين طلب تأجيل الهجوم على بن لادن بسبب عدم كفاية المعلومات المتوفرة. ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بالعودة إلى اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، بعد انسحاب ترامب منهما. كما يأمل الديمقراطي في إعادة نسج العلاقات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، التي خلخلتها أربع سنوات من "الترامبية". كانت الانتخابات الرئاسية بالنسبة لجو بايدن "معركة من أجل روح الأمة"، عبارة كررها في عدة مناسبات. وعندما سئل على شبكة سي إن إن في سبتمبر الماضي عما إذا كان يعتبر نفسه "نقيض دونالد ترامب تماما"، لم يسعه سوى الابتسام قائلا: "آمل ذلك".
    أضف تعليق