خلال الأيام الماضية طفت على سطح متابعة مواقع التواصل الإجتماعى قصة ذلك الشاب الذى دفعه هوس الشهرة الى إدعاء إصابته بمرض السرطان لإفتعال تعاطفاً وعدداً من المتابعة على مواقع التواصل ، فقام بحلق شعره و لزيادة تأكيد زيف قصته استخدم و الدته فى هذا الأمر الذى لم نألفه من قبل حتى تبينت حقيقة الأمر وقامت النيابة بحبسه أربعة أيام ، وهذا يدلل على سوء إستخدام الميديا ووسائل التواصل مما يؤكد أنها أصبحت سلاحاً يُهدد الأمن المجتمعى ، وسبباً رئيساً فى إحداث شروخ فى أنماط العلاقات فى المجتمع والأسرة المصرية.
إن مواقع و شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت من أهم وأخطر قنوات الإتصال ونشر الأخبار و المعلومات ،الصحيح منها وغير الصحيح حيث أصبحت أداة من الخطورة بمكان إذا تم إساءة استخدامها وتطويعها لنشر أخبار مغلوطة أو إشاعات مغرضة حيث يتم إستغلال ما تنشره بعض المواقع فى الترويج لأفكار ورؤى من شأنها تكدير الصفو المجتمعى بإختلاق أكاذيب وشائعات فى كل ما يهم شئون المواطن لتحقيق أهداف ومكاسب لمروجى تلك الأكاذيب، فمثلاً يخرج علينا أبناء الشياطين الذين يُزعجهم استقرارنا وأمننا واصطفافنا حول قيادتنا يخرجون علينا بأكاذيبهم حول سلعة من السلع الأساسية بأنه سيتم رفع أسعارها، أو حول مشروع من المشاريع التنموية بأنه لاجدوى اقتصادية لهذا المشروع ، أو حول إجراء سياسى تقوم به القيادة لتشكيك الشعب فى قيادته الحكيمة، وهذه وسائل وأساليب رخيصة يعتمد عليها الجبناء لسرعة انتشارها لتحقيق أهدافهم الخبيثة ما بين أهداف مادية أو أهداف معنوية وذلك يُعتبر أسوء إستغلال لوسائل الاتصالات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة وثورة المعلومات فى عصر أصبح العالم فيه قرية صغيرة.
إن مروجى وصُناع تلك الأكاذيب جيشوا كتائبهم لاستثمار التقنيات الحديثة واستغلال أى حدث سياسى أو إجتماعى، واختلاق شائعة حول هذا الحدث وبثها عبر مواقعهم الخبيثة لخلق رأياً عاماً نظراً لعدم اطلاع الكثير من رواد تلك المواقع على المعلومة الصحيحة، حيث إن غياب تفاصيل ومعلومات بعض الأمور يمثل بيئة حاضنة لبث تلك الأكاذيب عبر الكثير من الوسائل.
ولمواجهة تلك الأكاذيب لابد من:
- سرعة قيام الأجهزة الإعلامية محلياً أو دولياً بالرد من خلال الجهات الرسمية وسرعة تكذيب هذه الأخبار المكذوبة بتداول المعلومات الصحيحة بالأساليب العلمية والمنطقية.
- تقديم إعلام جيد مستنداً للأداء المهنى طبقاً للمعايير السليمة متسماً بالصدق والأمانة حيث أن نشر المعلومات الصحيحة ضرورى جداً فى مواجهة الاكاذيب وقتل تلك الأكاذيب والشائعات فى مهدها.
- تحرى دقة الأخبار والتصحيح لأى خطأ أولاً بأول وهذا يُعد أمراً ضرورياً لغلق الطريق أمام قوى الشر.
- نشر المعلومات كاملة وغير منقوصة أو مشوهة مما يؤدى الى عدم إتاحة الفرصة لأولائك المتربصين من نشر أكاذيبهم.
- نشر الإيجابيات والتركيز عليها فى كل وسائل الإعلام وهذا ما تقوم به بعض فضائياتنا فى الوقت الحالى والواجب تكثيفها فى كل وسائل التواصل المرئى والمقروء والمسموع.
- عدم أخذ المعلومات والبيانات والتصريحات إلا من المتخصصين كل فى مجاله.
فالأكاذيب والشائعات التى يطلقها ويروج لها أبناء الشياطين ومحاولاتهم المستمرة لزعزعة الأمن والإستقرار فى مصرنا العظيمة، ما هى إلا محاولات بائسة دائماً ما تتحطم على صخرة تماسك وإيمان الشعب المصرى واصطفافه حول قيادته.
حفظ الله مصر وأبنائها وقياداتها.