كتبت: صفاء التلاوي
- مؤسسات بحثية عالمية وعربية: العملات الافتراضية أدوات العصابات المنظمة والإرهاب الدولي لتدوير الأموال غير المشروعة
- البنوك المركزية تحذر من تداولها
البيتكوين عملة إفتراضية إلكترونية مشفرة يتم تداولها عبر الإنترنت فقط دون وجود فعلي خارج الفضاء الإلكتروني.
و تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تنظم صدورها وتداولها، إلا أنها يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت علاوة على إمكانية تحويلها إلى العملات التقليدية.
ويتم إنتاج هذه العملة من خلال المستخدمين أنفسهم باستخدام جهاز كمبيوتر واتصال بالانترنت وتسمى هذه العملية التنقيب " Mining"
وتعتمد هذه العملة على التعاملات المالية ما بين شخصين بشكل مباشر دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، حيث تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري ودون وجود أي رسوم تحويل ودون المرور عبر المصارف .
ويذكر أن "بيتكوين" التي ظهرت عام 2009، هي العملة الافتراضية الأولى التي لم يصدرها أي مصرف مركزي في العالم أو أي هيئة مالية حكومية، والتي أُطلق عليها اسم العملة الأولى الكريبتوغرافية.
وتُعتبرالبتكوين العُملة الأولى من نوعها والأكثر شهرة وانتشارًا إلا أنها ليست العُملة التشفيرية الوحيدة الموجودة على شبكة الإنترنت حاليًا.
ويتوفر حاليا ما لا يقل عن 60 عُملة تشفيرية منها ما لا يقل عن 6 عُملات يُمكن وصفها بالرئيسية وذلك اعتمادًا على عدد المُستخدمين وبنية كل شبكة، إضافة إلى الأماكن التي يُمكن استبدال وشراء هذه العملات و جميع العُملات التشفيرية الحالية مبنية على مبدأ عمل عُملة بيتكوين نفسها، فبحكم أن عُملة بِتكويِن مفتوحة المصدر فإنه من المُمكن استنساخها وإدخال بعض التعديلات عليها ومن ثم إطلاق عُملة جديدة.
النشأة والتطور
طرح شخص أطلق على نفسه الاسم الرمزي "ساتوشي ناكاموتو" فكرة عملة "بِتكويِن" للمرة الأولى في ورقة بحثية عام 2008 ، ووصفها بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد في في التعاملات المالية على مبدأ الند بالند وطرحت للتداول للمرة الأولى سنة 2009 من منظور تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غير بها "مواقع الإنترنت" أساليب النشر.
وفي عام 2016 أعلن رجل الأعمال الأسترالي "كريغ ستيفن رايت" أنه هو "ساتوشي ناكاموتو" مقدما دليلا تقنيا على ذلك إلا أنه تم اكتشاف زيف أدلته .
وازداد مع الوقت عدد المشغلين المتعاملين بهذه العملة حتى في بنوك سويسرا، التى يمكن فيها فتح حساب مشابه للحساب المصرفي الكلاسيكي، لكن يعتمد على الـ "بيتكوين" .
وعن انتشار هذه العملة حول العالم، يفيد خبراء بأن عددها الكلي بلغ 21 مليونا في أبريل من عام 2014، بقيمة سوقية تبلغ نحو 5.5 مليارات دولار تقريبا.
المزايا
ومن أهم مزايا البتكوين إمكانية إرسال واستقبال أي مبلغ من الأموال لحظياً من و إلى أي مكان في العالم وفي أي وقت، كما أن مدفوعات البتكوين يتم تنفيذها حالياً إما بدون رسوم على الإطلاق أو برسوم قليلة.
معاملات البتكوين
ولا يتطلب التعامل بهذه العملة الافتراضية، الوصول أو الحصول على معلومات المستهلك الخاصة أو الحساسة، أما تحديد سعرها، فيتم تحديد سعر عملة البتكوين بقانون العرض والطلب، فعندما يزداد الطلب يزداد السعر، والعكس صحيح.
ويذكر أن هناك كمية محدودة فقط من عملات البتكوين متاحة للتداول، بينما عملات البتكوين الجديدة يتم إنشاؤها بمعدل متناقص ويمكن التنبؤ به، مما يعني أن الطلب يجب أن يأتي لاحقاً.
وبالتالي لا يتطلب الأمر كمية كبيرة من الأموال لتحريك سعر السوق للأعلى أو للأسفل، ولهذا لا يزال سعر البتكوين متطاير إلى حد كبير.
أما بالنسبة لسعرها فمنذ إصدارها فى 2009 و حتى الآن شهد سعرها إرتفاعاً كبيراً و المنحنى السعرى لها صاعد وإن كان يتسم بالتذبذب الشديد فمنذ بداية طرحها بالسوق كان سعرها لا يتجاوز عده سنتات حتى وصلت إلى 1108 دولار فى ديسمبر 2013 ثم حدثت انتكاسه كبرى لها فانخفضت إلى 203 دولار فى يناير 2015 ثم ارتفعت مجدداً فى مارس 2017 و وصلت إلى 1280 دولار و سعرها يتراوح الآن حول 940 دولار للوحدة مع توقعات مستقبلية إيجابية أعلنها بنك استثماري إلكتروني بوصول العملة إلى 2100 دولار.
مخاطر
وأهم مخاطر التدوال بالعملات الافتراضية هو هذا الغموض حول هذه العملة، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير لدى الكثير من الدول، خوفاً من استخدامها في عمليات غير مشروعة، مثل تمويل الإرهاب وتسهيل عمليات غسل الأموال ونقلها بين الدول تحت ذريعة الاستثمار في مثل هذا النوع من النشاطات وهو ما لم يلق بعد قبولاً رسمياً لدى الجهات الرقابية بالدول الخليجية والعربية، ومن أهم المخاطر التي تسببت فيها تلك العملة هي حدوث هجومين عالميين لفيروسين اصابا مئات الآلاف من الأجهزة عبر العالم، ومطالبة قراصنة بمبالغ طائلة مقابل عودة الملفات المتوقفة.
النظرة العالمية للبيتكوين
ألمانيا هى الدولة الوحيدة فى العالم التى إعترفت بالبيتكوين لذا تخضع عمليات التبادل به للضريبة و تستفيد ألمانيا من تداول تلك العملة على أراضيها، فى المقابل هناك تفاوت كبير بين موقف ألمانيا و باقى دول العالم فيما يتعلق بتداول البيتكوين على أراضيها، حيث تتشدد خمسة دول فى تداولها دون رفضها رفضاً قاطعاً، وترفض دولتين تداولها تماماً هما روسيا و أيسلندا، و باقى دول العالم لم تحدد موقفها رسمياً و إن كانت بنوكها المركزية تحذر من التعامل بها ..
تحذيرات
وعلى خلفية هذه المخاطر حذرت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) من عواقب سلبية من تداول العملة الإلكترونية "بيتكوين"، مؤكدة أن هذا النوع من العملات الافتراضية ليست عملة معتمدة التداول داخل المملكة، لما لها من مردود سلبي على المتعاملين بها، كما أكدت هذه المؤسسة خطورة تداول هذه العملة عبر شبكة الانترنت، كونها خارج المظلة الرقابية.
وحذر خبراء مصرفيون في دراسة حديثة صدرت في سويسرا، من أضرار العملات الرقمية وفي مقدمها "بيتكوين"، على الاقتصاد ومكافحة تبييض الأموال والعصابات المنظمة والإرهاب الدولي.
وتتفق الدراسةالسويسرية مع النتائج الصادرة عن منظمة "فاتف" الدولية المستقلة التي تعمل على هندسة سياسات مالية وتعميمها، بهدف حماية النظام المالي من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
ويُجمع الخبراء السويسريون ونظراؤهم في منظمة "فاتف"، على أن العملات الرقمية خصوصا "بيتكوين"، سوف تمثل موجة أنظمة الدفع المستقبلية لملايين المستهلكين.
وفي الوقت ذاته، ستعطي هذه العملات مجالا مفتوحا أمام المنظمات الإجرامية والإرهابيين والمتهرّبين من الدفع الضريبي لتدوير أموال غير شرعية وإخفائها، يستحيل أن يطالها القانون الدولي