حسام عبد القادر يكتب: السفر وسنينه«8» أحذر السفر الآن فيه سم خطير

غير مصنف18-1-2021 | 10:28

فرضت كورونا نفسها على كل مناحي الحياة ومنها السفر بكل تأكيد، أصبح السفر محاطا بالمخاطر،ووجودك بجانب آخر مثار ريبة وشك لكما، لن تحاول بكل تأكيد أن تتعرف على جارك بالسفر، فحواركما معا قد يجعل أنفاسكما تتقابلان ويزيد فرصة انتقال فيروس كورونا إن كان أحدكما يحمله. معظم خطط السفر توقفت سواء من الأفراد أو الهيئات، ولم يعد السفر إلا للضرورة القصوى، طالما هناك بديل مثل الاجتماع أون لاين، أو اجراء المحادثة بالتليفون، أو الإلغاء نهائي، يكون أفضل، وشركات الطيران أصبحت تعاني اقتصاديا بقوة وهناك بعد شركات الطيران العالمية أعلنت إفلاسها. بعض الجامعات التي تستقبل طلاب دوليين أعلنت أن الدراسة ستكون أونلاين، ولا داعي للحضور، أو سحب الطالب لأمواله لو كان في البداية، أو على الأقل تأجيل الدراسة. هذا طبعا غير الشروط التي وضعت للسفر من الدول ومن شركات الطيران، حيث لابد من عمل تحليل للتأكد من خلو المسافر من كورونا، ولابد أن يكون التحليل حديثا، مما أحدث بلبلة بين المسافرين ومنهم من اضطر إلى الرجوع بعد أن تبين له أن اجراءاته غير سليمة وخسر تذكرة الطيران، وكالعادة استغل النصابون الفرصة وبدأوا يزورون شهادات تفيد بخلو المسافر من الفيروس دون أن يقم بالتحليل، وهكذا ازدادت الأمور صعوبة. بعض العاملين في شركات الطيران بعد أن كانوا يتمتعون بمركز مرموق ودخل مالي جيد، أصبحوا يعملون سائقين ديلفيري، أو تاكسي، وهو ليس عيبا أبدا، ولكن ماذا يعني كل ما سبق؟ إلى كل الحالمين بالسفر، هذا الوقت ليس مناسبا لتحقيق حلمك، فكل شيء متوقف من اجراءات، دراسة، سياحة، ولابد أن تأقلم نفسك على ذلك، لأن حتى الذين حصلوا على موافقة بالهجرة واجتازوا كل الخطوات، اجراءاتهم متوقفة، وهو ما جعل كل هؤلاء في حالة نفسية سيئة ولكني أؤكد أنها فرصة للتروي والتفكير من جديد، فكل ما يكتبه الله هو خير بكل تأكيد، أعد التفكير من جديد، فكر فيما يمكن أن تفعله، ابدأ بالنظر لكل أدواتك الحالية، لا تلغ السفر طالما عقدت العزم ولكن لتؤجل الفكرة قليلا وتفكر ماذا يمكن أن تفعل الآن؟ فالحياة لن تقف، ولكنها تغيرت، ولابد أن تواكب التغييرات التي تحدث لأنك لو تجمدت منتظرا أن ترجع الأمور لمجراها قد تنتظر طويلا، وتخسر أيضا الكثير. إذا كان العالم كله يتغير، فهل ترى أنه من الصعب أن تتغير أنت؟ فلتفكر بشكل مختلف، أنزل للعمل وليس مهما نوع العمل، أبدأ مشروع صغير، لا تلق بالا بمنظرك ووضعك وبرستيجك، ولكن لا تقف أمام الرياح وتصر أنك لن تطير.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2