اكتب اليكم اليوم عن ملايين الابطال من محاربين الفشل الكلوي الذين يعيشون على الأستصفاء الدموي أو ما يعرف في المجتمع بالغسيل الكلوي و قد لا استطيع ان اجد كلمات تعبر بقوة عن رحلتهم الصعبة مع هذا المرض اللعين و عن رحلتهم مع العلاج و التجهيز للغسيل الكلوي ورحلتهم مع الحرمان من الكثير من متع الحياة التي قد نجدها بسيطة مثل الطعام و الشراب وفقا لمحاذير عديدة و لكني اتمنى ان اجد كلمات تعبر عن أحلامهم المشروعة و التي يمكن أن تتحقق على أرض الواقع بمنتهى السهولة و لكنها تحتاج الى ان يكون لدينا في المجتمع الوعي الكافي بطبيعة هذا المرض و بطبيعة المحاربين العظماء لمرض الفشل الكلوي .
تتعدد احلام محاربين الفشل الكلوي و تختلف وفقا للخدمات التي تقدم من الوزارات المختلفة في الدولة و سوف نستعرض سويا بعض هذه الاحلام المرتبطة بالعديد من الوزارات و الجهات و منظمات المجتمع المدني .
الحلم الاول مرتبط بوزارة الصحة فهم يحتاجون الى ان تكون اجراءات تجديد خطاب الغسيل الكلوي الموجه الى مراكز الغسيل المختلفة اكثر سهوله و خاصة للمرضى المتعاملين مع الهيئة العامة للتأمين الصحى لان الوضع الحالي يتطلب من المريض التابع للتأمين الصحي احضار خطاب من جهة عمله موجه للدكتور الممارس العام الموجود في وزارته ليمنحه الدكتور خطاب يتوجه به الى عيادة التأمين الصحي التابع لها و يدخل عيادة التأمين الصحي ليقف في طبور طويل جدا للتسجيل اولا في شباك الارشيف ليسلم الخطاب و يختم له في دفتر التأمين الصحي ليتوجه الى عيادة استشاري الكلى و ينتظر دوره بعد ذلك في الدخول الى الاستشاري ثم يمنحه الاستشاري خطاب موافقة على تجديد خطاب الغسيل الكلوي يتوجه به المريض الى الاخصائية الاجتماعية ثم تكتب له الخطاب النهائي الذي يتوجه به الى المركز الذي يتعامل معه بعد ان يمر على مدير عيادة التأمين الصحي للحصول على ختم شعار الجمهورية على هذا الخطاب و بذلك تنتهي رحلة المعاناة التي يقوم بها محارب الفشل الكلوي و التي يكررها مرة كل ثلاثة شهور فيحلم محاربين الفشل الكلوي بأن يتم تجديد الخطاب مباشرة من مدير عيادة التأمين الصحي دون الاحتياج الى كل هذه الرحلة الصعبة المضافة الى صعوبات المرض نفسه لأن محارب الفشل الكلوي لن تتغير حالته و سيستمر على الاستصفاء الدموي او الغسيل الكلوي مدى الحياة .
الحلم الثاني مرتبط بوزارة الصحة و البرلمان في وقت واحد و هو يشمل شقين الشق الاول منه أن يتم اضافة فقرة في قانون التأمين الصحي تمنح المرافق لمريض الفشل الكلوي اجازة مدفوعة الاجر من عمله تجدد سنويا لمرافقته الدائمة لهذا المريض لان البعض قد لا يعرف ان مريض الفشل الكلوي يحتاج الى مرافق دائم له سواء في الحياة اليومية لان يده التي أجرى فيها عملية الوصلة الشريانية الوريدية لا يمكنه استخدامها في اي عمل يومي حفاظا عليها لانها تعتبر مصدر الحياة بالنسبة له لانه يتم توصيله على ماكينة الغسيل الكلوي من خلالها او في مرافقته يوم بعد يوم ذهابا و ايابا من و الى وحدة الغسيل الكلوي مدى الحياة .
و الشق الثاني هو أن يتم تعديل واضح في أن يتحمل التأمين الصحي ثمن جلسة الغسيل الكلوي للمؤمن علية كاملا في أي مركز غسيل على مستوى الجمهورية أي كانت الجهة التي يتبعها هذا المركز و أي كان سعر جلسة الغسيل الكلوي في هذا المركز لانه المريض حاليا يدفع في بعض الاماكن فرق ثمن جلسات الغسيل الكلوي بين خطاب التأمين الصحي و بين سعر الجهة التي يذهب اليها صحيح أن هناك مراكز غسيل كلوي كثيرة تغطي ثمن جلسة الغسيل الكلوي بخطاب التأمين الصحي و لكن هذا لا ينطبق على كل مراكز الغسيل الكلوي اي كانت الجهة التي يتبعها هذا المركز نظرا لأن عدد محاربين الفشل الكلوي كبير جدا على الامكنيات المتاحة .
الحلم الثالث يتبع وزارة التضامن الاجتماعي للموافقة على حصول محاربين الفشل الكلوي على كارت الخدمات المتكاملة الذي يقدم الى ذوي الاحتياجات الخاصة دون ان يكون مريض الفشل الكلوي لدية اعاقة اخرى و يكون طريقة تقديهم للحصول على الكارت بدون روتين يصعب عليهم تنفيذه و يكتفي بخطاب من التأمين الصحي أو مركز الغسيل الكلوي يفيد بأن هذا المريض هو مريض فشل كلوي مزمن و يعيش على الاستصفاء الدموي نظرا لعدم احتياجه للدخول في دوامة الكومسيون الطبي لأن حالته المرضية واضحة صريحة .
الحلم الرابع يتبع وزارة الداخلية في ان تمنح محاربين الفشل الكلوي اعفاء من رسوم اصدار اي من اصدارات الاحوال المدنية و كذلك الاعفاء من رسوم تجديد تراخيص السيارات و رخص القيادة الشخصية لانهم مكبلين بأعباء مادية كثيرة بسبب هذا المرض اللعين بموجب خطاب رسمي سواء من التامين الصحي أو مركز الغسيل الكلوي يثبت فيه حالته .
الحلم الخامس أن يكون هناك وعي في المجتمع و منظمات المجتمع المدني بأن هناك ملايين المحاربين المصابين بأمراض تستحق أن يوجه لهم الاهتمام و الرعاية مثل مرضى الفشل الكلوي .
هناك العديد و العديد من أحلام الابطال محاربين الفشل الكلوي اتمنى ان اكون وفقت في عرض بعضها و اتمنى أن تستجيب الجهات المعنية حتى نستطيع ان نقدم شيء لهؤلاء الابطال من محاربين الفشل الكلوي الذين أقدم لهم كل التحية و التقدير .