صور وتاريخ| زيارة لمصنع «كسوة الكعبة»

صور وتاريخ| زيارة لمصنع «كسوة الكعبة»صور وتاريخ| زيارة لمصنع «كسوة الكعبة»

* عاجل27-8-2017 | 19:18

دار المعارف - وكالات في يوم عرفة من كل عام تتزين الكعبة بكسوة جديدة، مكونة من رداء من الحرير مُبطن بالقطن هذا هو المشهد الذى سوف يتابعه ملايين المسلمين فى يوم عرفة القادم "وقفة عيد الأضحى المبارك"، التى سوف تحل الخميس المقبل في موسم الحج الحالي، سواء كان هؤلاء المتابعون شهود عيان من الحجاج أو من المسلمين حول أنحاء العالم الذين سيتابعون المشهد المنقول عبر الأقمار الصناعية إلى أنحاء عديدة فى العالم. [caption id="attachment_61632" align="aligncenter" width="300"] جانب من تصنيع الكسوة[/caption]

فى العصر الحديث

ظلت كسوة الكعبة المشرفة تصنع فى مصر وتٌرسل إلى مكة المكرمة عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرة ولأسباب سياسية، إلى أن توقف إرسالها نهائياً من مصر سنة 1381هـ، حيث اختصت المملكة العربية السعودية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة إلى يومنا هذا. حيث أصدر الملك عبد العزيز آل سعود في مستهل شهر محرم 1346هـ، أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة، وأنشئت تلك الدار بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة، تمت عمارتها في نحو الستة الأشهر الأولى من عام 1346هـ، فكانت هذه الدار أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة بالحجاز منذ كسيت الكعبة في العصر الجاهلي إلى العصر الحالي. وأثناء سير العمل في بناء الدار كانت الحكومة السعودية تقوم من جانب آخر، ببذل الجهود لتوفير الإمكانيات اللازمة للبدء في وضع الكسوة والتي تتألف من المواد الخام اللازمة لمصنع الكسوة من حرير ومواد الصباغة، ومن الأنوال التي ينسج عليها القماش اللازم لصنع الكسوة، وقبل كل ذلك، وبعده تأهيل العمال الفنيين اللازمين للعمل في شتى المراحل، حيث لم يكن أي منها متوفراً لدى المملكة حين ذلك. [caption id="attachment_61633" align="aligncenter" width="300"] جانب من تصنيع الكسوة[/caption] وقد كسيت الكعبة المشرفة في ذلك العام 1346هـ، بهذه الكسوة التي تعتبر أول كسوة للكعبة تصنع في مكة المكرمة، و ظلت دار الكسوة بأجياد تقوم بصناعة الكسوة الشريفة منذ تشغيلها في عام 1346هـ، واستمرت في صناعتها حتى عام 1358هـ. ثم أغلقت الدار، وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية إلى فتح أبواب صناعة الكسوة بالقاهرة سنة 1358هـ، وأخذت ترسل الكسوة إلى مكة المكرمة سنوياً حتى عام 1381هـ، 1962م، إلى أن توقفت مصر عن إرسال الكسوة الشريفة منذ ذلك التاريخ. وقامت الدولة السعودية بإعادة فتح وتشغيل مبنى تابع لوزارة المالية بحي جرول، يقع أمام وزارة الحج والأوقاف سابقاً، والذي أسندت إليه إدارة المصنع، ولم يكن لديها وقت لبناء مصنع حديث وقد ظل هذا المصنع يقوم بصنع الكسوة الشريفة إلى عام 1397هـ. 1977م ، حيث نقل العمل في الكسوة إلى المصنع الجديد، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، ولازالت الكسوة الشريفة تصنع به إلى هذا اليوم، حيث يعكف عشرات السعوديين أغلبهم في أربعينيات وخمسينيات العمر على صناعة كسوة الكعبة المشرفة الموشاة بآيات قرآنية مكتوبة بخيوط من الذهب والفضة في مصنع مخصص فقط لهذا الغرض.

جيل جديد

 و قال محمد بن عبد الله باجوده المدير العام للمصنع لوكالة "رويترز" للأنباء إن العمل يجري على إعداد جيل جديد شاب من الصناع، مضيفا أن خطط تطوير المصنع تشمل تحديث جميع آلاته بحلول العام المقبل. وقال: “المقام الكريم (الملك سلمان بن عبد العزيز) وجه بتحديث جميع ماكينات المصنع وباكورة الماكينات وصلت، وكذلك توفير صف ثانٍ من الصناع ليحلوا محل الصناع الموجودين بعد بلوغهم (سن التقاعد)”. واستقبلت السلطات في السعودية أكثر من مليوني حاج هذا العام يتدفقون على أقدس بقاع الأرض لدى المسلمين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. ويشارك نحو 200 شخص في صناعة الكسوة على مدى نحو تسعة أشهر في المصنع. وجميع القائمين على صناعة الكسوة من السعوديين. وتمر عملية صناعة الكسوة بعدة مراحل بدءا من الصباغة مرورا بالنسيج الآلي والنسيج اليدوي والطباعة والتطريز وحتى حياكتها وتجميعها. وتستهلك الكسوة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الخام. ويجري استيراد الحرير من إيطاليا وخيوط الفضة وخيوط الفضة المطلية بالذهب من ألمانيا. إن تطريز آية قرآنية مطبوعة على قطعة من حزام الكعبة بخيوط الفضة المذهبة، تبلغ 240 سنتيمترا وعرضها 95 سنتيمترا يستغرق منهما 60 يوما، هذا ما قاله وليد الجهني الذي يعمل بالمصنع منذ 17 عاما، هو وزميل له أكبر منه سنا عاكفين على تطريز قطعة لمندوب وكالة "رويترز" الذى كان يزور المصنع. [caption id="attachment_61635" align="aligncenter" width="214"] استبدال الكسوة[/caption]

الحزام

وأضاف الجهنى قائلا "يتكون الحزام المطرز من 16 قطعة ويحيط بالكعبة من الجهات الأربع. ويبلغ محيط الكعبة نحو 47 مترا، ويجري أيضا تطريز ستائر باب الكعبة." وعن مشاركته في تصنيع كسوة للكعبة قال الأخير: “الحمد لله.. احنا نشتغل نخدم الكعبة المشرفة وهذه نعمة كبيرة الحمد لله نشكر ربنا عليها. شعور طيب الحمد لله. وأضاف “يعني لما نشتغل ونجيد في العمل نتفاءل بالخير أن المسلمين يعني يفرحوا بثوب جديد على الكعبة.. هذا أفضل شعور والحمد لله”. وقال باجوده مدير المصنع إن الكسوة الجديدة التي ستكتسي بها الكعبة يوم الخميس المقبل، وهو يوم عرفة، تكلفت ما بين 20 و25 مليون ريال سعودي (5.33-6.67 مليون دولار). [caption id="attachment_61636" align="aligncenter" width="220"] باب وكسوة الكعبة[/caption] وأضاف أن التكلفة تتغير من عام لآخر لأنها تخضع لأسعار العملات.

وردا على سؤال حول حجم الإنفاق على الكسوة في وقت تسعى فيه المملكة لضغط النفقات قال باجوده “هذا تعظيم لبيت الله وهي (الكعبة) أغلى من يستحق هذا التكريم. “هي قبلة المسلمين وهي جديرة بالتبجيل والتقدير.. الكعبة المشرفة رفع قواعدها سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل وحظيت بكل الرعاية حتى هذا اليوم… هي جديرة بهذا التكريم وهذا التقدير”. وبعد انتهاء الحج تقطع الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة وتوزع على شخصيات بارزة ومنظمات دينية تعتبر هذه القطع تراثا نفيسا. انتهى العاملون بالفعل من صنع الكسوة التي ستتزين بها الكعبة يوم الخميس المقبل، لكنهم بدأوا على الفور في صناعة وتطريز كسوة العام المقبل.
أضف تعليق