القرية الدافئة.. لحماية المشردين من البرد
القرية الدافئة.. لحماية المشردين من البرد
دار المعارف
ليلة ماطرة ورياح شديدة، هي أشد كوابيس الخمسيني فؤاد رعبًا، ترجفه مجرد فكرة قضاء ساعات جديدة في عراء لا مأوى له سوى مساحة ضئيلة من الرصيف يتكوم فيها أملا من الصقيع، لكن فؤاد وغيره من المشردين في المغرب ربما يكونوا وجدوا ضالتهم في القرية الدافئة، التي توفر لهم مأوى وغطاء وطعام.
"نعيش هنا كالأخوة، مائدة واحدة تجمعنا، خيام تقينا من برودة عانينا منها جميعا حتى وإن اختلفت أسبابنا".. كلمات فؤاد عن حالة بالقرية الدافئة التي خرجت للنور في المغرب كمبادرة إنسانية أطلقها شباب المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات وجميعة بسمة، وجمعية السبيل للتنمية والتكافل الاجتماعي بهدف توفير حماية ومأوى مناسب للمشردين في فصل الشتاء.
وتوفر المباردة خيام تكفي الواحدة منهم لـ 4 أشخاص، مع وجود دورات مياه ومطبخ، وفق ما يوضحه يونس عبدالرحمن منسق المبادرو ورئيس جميعة الكشافة والمرشدات والذي أكد أن الوضع الحالي يفرض إجراءات أكثر حذرا في قبول ونقل الحالات إلى خيامهم بسبب فيروس كورونا والاحتراز المتبع.
ويوضح أن المبادرة التي اتخذت من ملعب بمدينة الصخيرات مكانا لخيامها بدأت فور تلقي دعم لوجسيتي -الخيام والأفرشة- من الهلال الأحمر المغربي، ودعما ماديا من متبرعين مختلفين.
ويشير إلى أنهم من خلال عملهم التطوعي في توزيع الطعام لسنوات طويلة لمسوا أن توفير المأمن هو أكثر ما يحتاجه المشردين بالشوارع، معربا عن شعوره بالأسف لانتهاء المبادرة خلال 3 أشهر فقط، وعودة محاربي البرد إلى شوارعهم، آملا في تحويل المبادرة لمركز إيواء.