سوسن أبو حسين تكتب: هل تنهى القمة الخليجية الخلافات العربية؟

بدأ السودان مؤخرًا الحديث صراحة فى أكثر من مناسبة عن الأضرار التى تلحق به بسبب سد النهضة، حيث أعلن رئيس الوزراء السودانى الدكتور عبد الله حمدوك، أن سد النهضة الإثيوبى يهدد سلامة 20 مليون مواطن سودانى، مشيرًا إلى أن "حياتهم تعتمد على النيل الأزرق".. وعبر رئيس الوزراء السودانى فى بيان له عن رفضه لسياسة الأمر الواقع من قبل إثيوبيا. وكان وزير الرى السودانى، ياسر عباس، قد لفت إلى أن تنفيذ إثيوبيا للملء الثانى لسد النهضة يعد خرقًا للقانون الدولى، مشددًا على أن التفاوض هو الحل الوحيد لحل مشكلة سد النهضة. وأكدت الخارجية السودانية، أن لديها خيارات أخرى إذا لم يقم الاتحاد الإفريقى بدوره حول سد النهضة، منوهة: قدمنا اشتراطات إلى رئاسة الاتحاد الأفريقى للعودة لمفاوضات "ذات جدوى" بشأن سد النهضة. وكان السودان قد احتج على إعلان إثيوبيا الاستمرار فى ملء سد النهضة، حيث قال عمر قمر الدين، وزير الرى السوداني: تقدمنا باحتجاج لإثيوبيا والاتحاد الإفريقى على اعتزام إثيوبيا الاستمرار فى تعبئة سد النهضة، وقالت وزارة الخارجية السودانية: لا يمكننا الاستمرار فى دورة مفرغة من التفاوض حول سد النهضة. طالب السودان، إثيوبيا بسحب قواتها مما تبقى من مواقع لا تزال تحتلها فى منطقة الفشقة المتاخمة للحدود بين البلدين. ولفت الفريق الركن يس إبراهيم يس، وزير الدفاع السوداني، إلى أن القوات ستظل باقية فى أراضيها حفاظًا على السيادة السودانية التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات التي تؤكد أحقية السودان لأراضي الفشقة". وقال الفريق الركن يس إبراهيم يس، وزير الدفاع، إن المجلس ناقش الأوضاع الأمنية بالبلاد بالتركيز على أحداث مدينة الجنينة، واستمع إلى تقرير أمني من الجهات المختصة عن مجمل الأوضاع التي أدت إلى أحداث الجنينة، وراح ضحيتها عدد من أطراف النزاع ومواطنين أبرياء وأفراد من القوات النظامية التي تدخلت للسيطرة على الموقف. وفى الوقت نفسه وفجأة بدأت جبهة دارفور فى الاشتعال بعد مفاوضات سلام كثيرة لدعم السلام والاستقرار فى ربوع السودان. وعلى الدرب نفسه تحدث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلق عميق إزاء الاشتباكات التي وقعت فى غرب دارفور خلال الأيام الأخيرة، ووفق ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، أدى تصاعد العنف القبلي إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتشريد ما يقرب من 50 ألف شخص وتدمير الممتلكات. وتقدم أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بأحر التعازي لأسر الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للمصابين، داعيًا السلطات السودانية إلى "بذل كل الجهود لتهدئة الوضع وإنهاء القتال واستعادة القانون والنظام وضمان حماية المدنيين"، وفقًا للخطة الوطنية الحكومية لحماية المدنيين. ولم يبد نفس القلق من الأضرار التى تلحق بكل من مصر والسودان بسبب سد النهضة ومحاولة إثيوبيا فرض الأمر الواقع بالقوة. لاشك أن إثيوبيا تتخذ التصعيد الإعلامي وسيلة بين البلدين للتمويه على تصعيدها العسكري على الأرض، إن إثيوبيا ظلت تتبنى سياسة فرض الأمر الواقع فى تعاطيها مع قضاياها المشتركة مع السودان، مستغلة صبر القيادة وحكمتها فى تعاطيها مع سد النهضة، حيث قامت بعمليتي الملء الأولى والثانية دون  انتظار انتهاء عمل لجان التفاوض للتوصل إلى اتفاق قانوني ونهائي وملزم، وكانت الخرطوم قد أرسلت مبعوثيها فى جولات ماكوكية قام بها  مجلسا السيادة والوزراء، شملت حتى الآن مصر وتشاد وجنوب إفريقيا والكونغو، وزيارة مرتقبة إلى السعودية والإمارات لاطلاعهم على مجريات ما يدور على صعيد الأحداث فى منطقة الحدود السودانية الإثيوبية. كما تدرس الخارجية السودانية اتخاذ إجراءات فى المجلس بشأن ما لحق به وبمواطنيه من أضرار.