عاطف عبد الغني يكتب: غضب المصريين النبيل.. والغضب الأعمى

غير مصنف29-1-2021 | 16:30

 (1)

سنوات مرت كلمح البصر على انتفاضة.. ثورة.. مؤامرة 25 يناير 2011، ودستور مصر الحالي ينص على أنها ثورة، والرئيس السيسي فى كلمته التي ألقاها فى الاحتفال بعيد الشرطة ٢٥ يناير الماضى، أشار إليها بوصف الثورة، تواترا صريحا لما ورد فى أحاديث كثيرة سابقة له، فى مناسبات مختلفة، ومتوافقا مع الدستور، وأضاف الرئيس فى ذات الخطاب أن تلك الثورة "قادها شباب مخلصون متطلعون لمستقبل أفضل" وقد يسأل سائل: كيف ذلك والرئيس نفسه يطلق بين الحين والآخر تحذيرات قوية مؤكدا أن ما حدث فى ٢٥ يناير وأعقابه لن يتكرر، وأن مصر لن تعود لما كان فى هذا التاريخ، فهل هناك تناقض فى خطاب الرئيس؟

(2)

لا تناقض ولا تأويل للكلام مثلما يفعل إعلام الإخوان والأناضول وعزمى بشارة، ولا أزايد على كلام الرئيس، لأننى سوف أعيد هنا كلام قلته وكتبته قبل 10 سنوات ومثبت بالتواريخ فى سلسلة مقالات نشرتها فى مجلة أكتوبر حملت عنوان "القصة من الشاطئ الآخر" وصدرت بعد ذلك فى كتاب، وباختصار رصدت فى تلك المقالات كثيرا من تفاصيل وأحداث المؤامرة التى خطط لها ودفع لتنفيذها، وشارك فيها الغرب لهدف تغيير الشرق الأوسط، هذا المشروع الذى ركّز على الدول العربية باعتبارها العدو الأول للمشروع الصهيونى لب الصراع العربى الصهيونى، وعمل المخطط على إهاجة الشعوب العربية لتثور ليس فقط ضد أنظمة الحكم فى تلك الدول، ولكن لتطوير الغضب النبيل إلى غضب أعمى، ومعول هدم للعمل على إسقاط الدول عبر إدخالها فى احتراب داخلى، وكان على رأس القائمة المستهدفة مصر، مثال العرب وزعيمتهم.. كم كانت ستستمر سنوات التيه تلك؟! وإلى أى نتيجة كانت ستفضى بنا؟! لم يكن لأحد أن يعلم الإجابة، فلا يعلم الغيب إلا الله أما الهدف النهائى للمؤامرة فيتلخص فى الآتى:

(3)

تفتيت الدول الضخمة جغرافيا مثل مصر والسودان وليبيا والمملكة السعودية إلى دويلات صغيرة "كانتونات" لا تزيد كثيرا على مساحة إسرائيل، وفى هذا الصدد انطلقت سياسة شد الأطراف وتولى سعد الدين إبراهيم رأس فريق إثارة الأقليات والملل والنحل لتشجيعها على طلب الانفصال وتنفيذ نظرية "حدود الدم" التي كشفت عنها مجلة القوات المسلحة الأمريكية عام 2006 وصاحبها الباحث رالف بيترز. الكنتونات أسهل على إسرائيل قيادتها وهذا هدف آخر أو هو الهدف الأهم فى المؤامرة، وقد يحدث هذا بالقوة والسيطرة الخشنة، أو بالتسلل الناعم واختراق العقول والسيطرة عليها وتطبيعها على قيم جديدة تحلل أسباب الخصام والقطيعة.. والصهاينة يعلمون جيدًا أن أهم أسباب رفض العرب لهم بعد الحروب واغتصاب الأوطان، هو التراث الدينى الإسلامى والمسيحى.. لهذا كان التوجه لاختراق قلوب وعقول المسلمين والمسيحيين، وخاصة من الأجيال الجديدة، وانتزاع العقيدة والنخوة الدينية منها

(4)

وإذا أردتم أن تفهموا تلك السياسة اقرأوا التاريخ لتعرفوا كيف سقطت الإمبراطوريات وتفككت، والاتحاد السوفيتي ليس ببعيد، ونجح الغرب فى تفكيكه بعد أن هيأ عقول شعوبه على الانفصال فى سنوات الحرب الباردة، وعندما استوت الثمرة أوصل عميل له إلى السلطة.. انظروا كيف كافأ الغرب جورباتشوف، وكيف كان يدعم البرادعي بشدة لاعتلاء كرسي الرئاسة فى مصر، وفى التفاصيل ما يشيب له الولدان، وتتضاءل بجواره شرور شياطين الجن.
    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2