حسام عبد القادر يكتب: السفر وسنينه «10» عروسة تحت الطلب

غير مصنف1-2-2021 | 10:03

في مرة من المرات الكثيرة التي فكرت فيها بالهجرة من سنوات طويلة، وكنت لا أعرف كيف أبدأ، قدم لي أحد الأصدقاء حلا سهلا جدا وبكل بساطة قال لي "تزوج أجنبية من البلد التي تنوي الهجرة إليها". فكرت قليلا، وكنت لم أتزوج بعد، قلت له ولكني لا أنوي الزواج من أجنبية، بل أفضل الزواج من مصرية تحمل نفس العادات والتقاليد ويكون ديننا واحد، ننجب أولادا لا نختلف على أسلوب تربيتهم، فضحك ورد علي قائلا "ومن قال لك أنك ستتزوج زواجا حقيقيا، سيكون زواجا على الورق فقط، تنهي به أوراق هجرتك وبعدها تنفصلا"، سألته "وماذا ستستفيد هذه السيدة؟" ضحك وقال "يمكن أن تأخذ مبلغا من المال، ويمكن أن تعيش معك فترة، أو الاثنين". بعد عدة سنوات، وكنت متزوجا، عُرض علي نفس العرض من شخص آخر، وقال لي بعد الانفصال ستكون أنهيت أوراقك وتستطيع إحضار أسرتك من مصر، طبعا رفضت في المرتين. واكتشفت أن الموضوع منتشر جدا، وأصبح تجارة، وهناك من يدير هذا الموضوع ويخرج بعمولة، وتعجبت إلى هذا الحد يريد الشباب الهجرة ضاربا عرض الحائط بأي قيم أو تقاليد أو دين، ولماذا هذا الإصرار على السفر دون اتخاذ أي تدابير أو محاذير. وحديثي هنا لا ينطبق على من عاش بدولة أجنبية وأحب فتاة وتزوجا فهذا شيء طبيعي وليس لدي اعتراض عليه، حتى لو لا أحبذه، ولكنه موجود وهناك زيجات ناجحة جدا بين مصريين أو عرب وأجنبيات. إلا أن تجارة الزواج للحصول على الإقامة ومن ثم الجنسية أمر خطير جدا، ومحفوف بالمخاطر والمشاكل التي لا حصر لها، والتي تنتهي معظمها في السجن مع الأسف، حيث يقع الشخص تحت سيطرة السيدة التي تزوجها وتحت رحمتها وفي ظل قوانين شديدة لا يعرف عنها أي شيء، وتستطيع أن تسجنه بكل بساطة إن لم ينفذ لها طلباتها، ويظل خانعا لها حتى ينهي أوراقه والتي لابد أن توقع عليها، وعليه أن يتحمل أي شيء مهما كان وإلا السجن موجود، ويكفي فقط أن تقوم بإخبار الشرطة أنه ضربها أو تعرض لها. وهناك قصص وحكايات كثيرة للشباب العربي، ورائها دائما منتفعون وانتهازيون، يريدون المكسب بأي طريقة فيقدمون الاغراءات للشباب ويقع الشباب ضحية في النهاية مع الأسف. وهناك شباب يحاول أن يجمل الموضوع ويضحك على نفسه، فيقوم بالبحث على فتاة أجنبية يتعرف عليها من خلال صفحات الزواج أو من السوشيال ميديا، ويصادقها ثم يطلبها للزواج وهو لا يعرف عنها أي شيء، ويوهم نفسه بأنها قصة حب على أمل أن تنهي له أوراقه ويسافر بعد أن يتزوجا، وبعد أن يصل يجد المفاجآت في انتظاره. إذا أردت أن تهاجر فلتهاجر، ولكن لتسلك الطرق الشرعية والصحيحة للهجرة، حتى لا تنتهي قصتك نهاية مأساوية تندم عليها. ونلتقي في المقال القادم
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2