الأزهر للفتوى: المشاركة في إشاعة الفاحشة جريمة

الأزهر للفتوى: المشاركة في إشاعة الفاحشة جريمةالأزهر للفتوى: المشاركة في إشاعة الفاحشة جريمة

غير مصنف1-2-2021 | 14:10

دار المعارف- خالد عبد الحميد قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إن من صور إشاعة الفاحشة تداول أخبارها، وتتبعها، وكثرة الخوض فيها، والمبالغة في عرضها وحكايتها؛ واقعيًّا وإلكترونيا. وشدد المركز فى بيان له اليوم الإثنين، على أن الشرع الحنيف جاء لحفظ الفرد والمجتمع على السواء، فأمرنا بما فيه صلاحنا، ونهانا عما فيه شر لنا أو ضرر، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". [النحل: 90]، وقَال ابن مسعود: هذه أَجْمع آية في الْقرآنِ لخير يمتثل، ولِشر يُجْتَنَبُ. [تفسير القرطبى (10/ 165)]، فنواهى الشرع الحنيف ليست تضييقًا على الناس ومعايشهم؛ بل جاءت لحفظهم وحفظ أعراضهم ومصالحهم. وأشار الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إلى أن الشرع الشريف لم يكتف بالنهى عن الفواحش والمنكرات وحسب، بل جفف منابعها، وقطع وسائل انتشارها فحرم كل ما يؤدى إلى تهوينها فى عيون الناس، وذيوعها وإشاعتها فى المجتمعات، صيانة لها، وحفاظًا على أمنها وسلامها الأخلاقى والقيمى، وقد قال الحق سبحانه فى هذا الشأن: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". [النور: 19]، وقال سيدنا رسول الله: "لَا تؤذوا عِباد الله، وَلَا تعيِروهم، ولا تطْلبوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَه منْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ". [أخرجه أحمد]، وقال الإمام الطاهر ابن عاشور: "فَإِذَا انْتَشَرَ بَيْنَ الْأُمَّةِ الْحَدِيثُ بِوُقُوعِ شَيْءٍ مِنَ الْفَوَاحِشِ تَذَكَّرَتْهَا الْخَوَاطِرُ وَخَفَّ وَقْعُ خَبَرِهَا عَلَى الْأَسْمَاعِ فَدَبَّ بِذَلِكَ إِلَى النُّفُوسِ التَّهَاوُنُ بِوُقُوعِهَا وَخِفَّةُ وَقْعِهَا عَلَى الْأَسْمَاعِ فَلَا تَلْبَثُ النُّفُوسُ الْخَبِيثَةُ أَنْ تُقْدِمَ عَلَى اقْتِرَافِهَا وَبِمِقْدَارِ تَكَرُّرِ وُقُوعِهَا وَتَكَرُّرِ الْحَدِيثِ عَنْهَا تَصِيرُ مُتَدَاوَلَةً". [التحرير والتنوير (18/ 185). وقدم مركز الأزهر العالمى للفتوى النصيحة لجميع أفراد المجتمع بأن يكفوا عن الخوض فى أعراض النّاس، فإن ترديد كل ما يتحدث الناس فيه ليس من آداب المؤمن ولا من أخلاقه، بل الواجب عليه أن يُمِيت الفاحشة بالسكوت عنها، قال تعالى: "وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ". [النور: 16]، مشددا على أنه يجب على كلّ واحد من النّاس إذا سمع بوقوع منكر من منكرات الأقوال أو الأفعال أن يحمد الله على السَّلامة، وأن يسأله العافية، وأن يتعظ ويعتبر. وزيادة فى حفظ الأعراض باعتبارها من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية شدَّدت الشريعة فى إثبات جرائم الشرف والعرض أيّما تشديد، فقررت أن هذه الجرائم لا يكفى فى إثباتها مجرد الشك أو الظَّن، بل لا بد من القطع واليقين، قال تعالى: "لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ". [النور: 13]، إضافةً إلى أن الشهادة فيها لا تقبل إلا من أربعة من الرجال؛ زيادةً فى الستر، وحفظا للعرض، قال تعالى: "وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}. [النور: 15]، وفوق ذلك كلِّه حث الإسلام على ستر الناس والمروءة فى التعامل معهم، سيما فى مواطن عثراتهم وضعفهم، فقال سيدنا رسول الله: "ومن ستر مسْلما، ستره الله فى الدُّنيا والآخِرة".
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2