د. يحيى هاشم يكتب: اليوم الدولي للأخوة الانسانية
يعيش العالم حياة مجتمعية صعبة في ظل انتشار المفاهيم الخاطئة عن التسامح و تقبل الاخر و تفهم طبيعة الاديان السماوية و احترام حقوق حرية العبادة و احترام التنوع و خاصة في وجود متغير كبير يؤثر على العالم كله هو وباء كورونا الذي فرض على العالم روح التعاون و المشاركة و التضامن من اجل التغلب على هذه الكارثة العالمية التي تحتاج الى ان يقف العالم كله يدا واحدا في مواجهتها للتغلب على هذا الوباء.
لذا فقد اعتمدت الامم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الانسانية في الرابع من فبراير كل عام بعد توقيع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهرعلى وثيقة الأخوة الانسانية في مثل هذا اليوم من عام 2019 في دولة الامارات العربية الشقيقة تأكيدا على مفهوم جديد لابد ان يكون موجودا في ثقافة العالم و هو الأخوة و الانسانية من اجل استمرار الحياة متكاملة الاركان بين مختلف بلدان العالم .
فقد آن الآوان لكي يتخلص العالم من خطاب العنف و الكراهية و التطرف ليحل محله خطاب التسامح و الحب و القيم الانسانية السامية التي سينعكس تأثيرها على العالم كله لينعم بحياة لا يغلب عليها سوى روح المحبة و الأخوة الانسانية .
و علينا ان نعمل على زيادة الوعي بمختلف الثقافات و الاديان و غرس هذه القيم بداية من مراحل التعليم الاولى حتى نخلق مستقبل افضل لنا جميعا مبني على عدم التمييز القائم على اساس الدين او المعتقدات و نعزز الحوارات القائمة بين الاديان المختلفة لينتشر السلام الاجتماعي و الاستقرار بين شعوب العالم .
لقد ادركنا جميعا أن التعصب و الارهاب و التطرف و الكراهية لا تعود علينا الا بالخراب و الدمار و هدم و تفكيك المجتمعات لذا علينا ان نسهم جميعا في تغيير ثقافات الشعوب المختلفة ليكون التسامح و احترام الاديان و تقبل الآخر هو من القيم الاساسية لدى كل شعوب العالم .
لقد أصبح الآن العالم قرية صغيرة بسبب تكنولوجيا الاتصالات و وسائل التواصل الاجتماعي و ما حدث من تطور بالغ بها من ظهور الذكاء الاصطناعي و غيره من استخدامات قواعد البيانات و المعلومات عن ملايين البشر من مستخدمين التكنولوجيا حول العالم و هذا يجعل مهمة خلق ثقافة جديدة و صناعة صورة ذهنية لدى الشعوب عن التسامح و الأخوة و الانسانية أمرا في غاية السهولة اذا كانت لدينا الارادة الحقيقية في نشر هذه القيم السامية حول العالم و يكون هناك وعي و ثقافة لدى ملايين البشر من مستخدمين هذه التكنولوجيا بحقيقة ما يتم نشره على هذه الوسائل التكنولوجية المختلفة حتى لا يتمكن اعداء البشرية من أهل الشر من السيطرة على صناعة صور ذهنية غير حقيقية عن الثقافات و الاديان تؤثر سلبا على شعوب العالم كله .
علينا ان ندرك جميعا ان الفهم الحقيقي و الصحيح للأديان السماوية و المعتقدات المختلفة لشعوب العالم هو من المفاتيح الاساسية لكي ينعم العالم بحياة انسانية هادئة تدعو الى الحب و التسامح و التكامل و التعاون المشترك بين كل شعوب العالم فكفانا صراعات و كراهية وعلينا أن نعزز مفاهيم الأخوة و الانسانية بين شعوب العالم .