رحلة فى متحف سوهاج.. كيف علم المصريون العالم الكتابة؟

كتب - محمود درغام استكمالاً لدور متحف سوهاج القومى فى المشاركة المجتمعية والتوعية الأثرية للمواطنين، أعلنت الصفحة الرسمية للمتحف بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن مشاركة زواره ومتابعى الصفحة فى اختيار قطعة الشهر التى سيتم عرضها خلال شهر فبراير 2021، تحت عنوان «الكتابة فى مصر القديمة». ويتم الاختيار من بين أربع قطع نادرة وهى لوحة مستديرة القمة من الحجر الجيرى أو تمثال كتلة من الجرانيت لشخص يدعى «باخار خونسو» أو لوحة من الحجر الجيرى ذات قمة مستديرة عليها ثلاثة أسطر بالخط الهيروغليفى الغائر لصيغة تقديم القرابين أو لوحة من الحجر الجيرى عليها بقايا ألوان، يوجد بالجزء العلوى منها ثلاثة أسطر بالخط الهيروغليفى الغائر. ومنذ فجر التاريخ وكان لدى المصرى الرغبة لتسجيل وتوثيق أحداثه، وما إن استقرت البلاد سياسيًا وهدأت الأقاليم المتنازعة والمتناحرة بعد توحيد القطرين على يد «نارمر»، عرفت مصر أول دولة وحكومة مركزية فى العالم، معها بدأ الرقى الفكرى والنهضة التعليمية التى كانت نواة لأعظم حضارات العالم القديم، فعرف المصرى الكتابة حيث كانت البيئة المحيطة هى الملهم والمصدر لأبجدية اللغة، فهى عبارة عن علامات تصورية من الواقع المحيط، وقد مر تطور خط الكتابة المصرية القديمة بثلاث مراحل، الأولى هى الخط الهيروغليفى أو الخط المقدس وقد نقشت به جدران المعابد والمقابر بالغائر والبارز، أما المرحلة الثانية فهى الخط الهيراطيقى والذى استخدم فى الدواوين الحكومية والمدارس داخل المعابد وأطلق عليه الخط الكهنوتى، وهو اختصار للعلامات الكاملة تماشيًا مع المتطلبات اليومية وتوفيرًا للوقت والمجهود، وأخيرًا المرحلة الثالثة وهى الخط الديموطيقى أو الخط الشعبى وظهر فى العصور المتأخرة.