جمال رائف يكتب: ليبيبا الفرصة الأخيرة والحصار السياسي التركي !

جمال رائف يكتب: ليبيبا الفرصة الأخيرة والحصار السياسي التركي !جمال رائف يكتب: ليبيبا الفرصة الأخيرة والحصار السياسي التركي !

غير مصنف8-2-2021 | 12:37

محمد المنفي يسعي لتحطيم الحصار السياسي التركي المقيد للمجلس الرئاسي الليبيي والذي خضع له السراج .. فإعلان رئيس المجلس الرئاسي الجديد عن زيارته للقاهرة في أولى تحركاته الخارجية رسالة قوية لأنقرة التي حاولت منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى المقعد استكمال حالة الحصار السياسي سواء عبر التصريحات الاستباقية التي خرجت من الجهات التركية تتحدث عن جودة العلاقات بين الجانبين وعن رغبة الجانب الليبي في استمرار التعاون العسكري والسياسي وأيضا الاقتصادي مع انقرة ،وحينما لم يجد اردوغان استجابه فعّاله من المنفى قرر التواصل معه هاتفيا في حالة هرولة تؤكد ضعف الموقف التركي بعد خروج السراج من المشهد ،بينما يبقي الموقف الأكثر هدوءً هو من نصيب الدولة المصرية التي خرج بيانها متوازن وعقلاني يدعم الاستقرار ويمهد للتعاون البناء بين الجانبين. الأزمة الليبية أمام فرصتها السياسية الأخيرة لإعادة بناء الدولة بعد الترتيبات الأخيرة التي نجحت خلالها الجهود الأمامية ، فنحن بصدد مرحلة ترتيب البيت من الداخل وترسيخ دعائم مؤسسات الدولة الليبية وهو الأمر الذي يتطلب عدة خطوات هامة متمثلة في إعادة البناء الدستوري ودعم الجيش الوطني الليبي وطرد العناصر الاجنابية وتفكيك الميليشات العسكرية، حيث إن توفير الأمن والاستقرار الداخلي عبر منظومة أمنية وطنية خالصة من المؤكد أنه سينطبع على مراحل البناء السياسي أو حتي الإعمار والتنمية الاقتصادية، ومن ثم وقف التدخلات التركية في ليبيا بات أمر يرهن عليه الاستقرار الليبي، حيث إن محاولة اردوغان المرور مجددا لمحاصرة المجلس الرئاسي الليبي الجديد وعزله عن محيطه الإقليمي كما فعل مع المجلس السابق أمر سيعيد الأوضاع إلى سابق عهدها وربما هذا ما دفع محمد يونس المنفي رئيس المجلس الجديد للإعلان عن زيارته للقاهرة بشكل مبكر بما يعني أن ليبيا ستعطي الأولوية في علاقتها الإقليمية لدائرتها العربية وخاصة دول الجوار وعلى رأسها مصر. تحرك الإدارة الليبية الجديدة يخلق تفاؤل حذر في ظل استمرار النهج التركي المتدخل في الشؤون الداخلية للدول والإرث الذي تركه السراج من إتفاقيات أمنية واقتصادية هي زريعة للتدخلات التركية في ليبيا ، الأمر الذي يتطلب تنسيق بين المجلس الرئاسي والبرلمان لفك أغلال تركيا التي تكبل طرابلس وتمنعها من المضي قدما نحو العودة كدولة عربية أفريقية قوية تتمع بالسيادة على أراضيها وتمتلك القدرة على حماية مقدرات شعبها من أطماع الخارج ، وهي العودة التي تمهد لها المتغيرات الدولية والإقليمية كافة في ظل الصدع التركي الأمريكي وايضا الأوروبي والذي سينتج عنه تحجيم لنفوذ النظام التركي إقليميا خاصة في ليبيا ، وهذا يتضح عبر تحركات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تعيد تنسيق المواقف مع الجانب الأوروبي حيال أزمات الشرق الأوسط ،وإذا كان الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قد اختار اليمن كأولى نقاط العمل في المنطقة فهذا لا يعني توقفه عند تلك المحطة بل انه سينطلق منها لتقليم أظافر إيران وتركيا في منطقة الشرق الأوسط حفاظا على المصالح الأمريكية الأوروبية التي تشابكت مجددا وبالطبع حفاظاً على مصالح حلفاء أمريكا الاستراتيجين في المنطقة. الفرصة سانحة والأجواء الإقليمية والدولية تتيح للداخل الليبي فرصة جديدة وربما هي الأخيرة للحفاظ على وحدة التراب الليبي وهو ما يتطلب أيضا دعم عربي وأفريقي مكثف، وهنا عندما نتحدث عن دعم أفريقي فنحن نتحدث عن الكنغو الديمقراطية رئيس الاتحاد الأفريقي والتي ترأس اللجنة المعنية بليبيا منذ سنوات داخل الاتحاد ومن ثم تمتلك التفاصيل ما يؤهل الاتحاد الأفريقي لصون ميثاقه الذي يحمي دول القارة من التدخلات الأجنبية ،أيضا الدعم المصري لاستقرار الداخل الليبي مؤثر جدا وفعال خلال المرحلة القادمة ومن المؤكد أن القاهرة ستظل هي الداعم الأول والمساند الأقوى لعودة ليبيا دولة أفريقية عربية قويه ذات سيادة ينعم شعبها بمقدراتها التي هي مطمع جذب اليها الطامعين.
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2