الدواء الصناعة الوطنية تغطي 92% من احتياجاتنا

دار المعارف - رجاء ناجى مراحل صعود وهبوط عاصرها قطاع الدواء المصرى خلال 91 عامًا منذ تأسيس طلعت حرب لشركة مصر للمستحضرات الطبية، هذه الصناعة الاستراتيجية والتى تمثل جزءًا مهمًا من الاقتصاد القومى وواحدة من أكبر الأسواق الجاذبة للاستثمار، الأمر الذى استوجب معه أن يتم توطين هذه الصناعة الاستراتيجية، حتى لا نظل تحت رحمة الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات، الأرقام المتاحة تشير إلى أن هناك نشاطا وطنيا في هذا القطاع وسياسات تنفذها الدولة بكل حكمة من أجل حسن إدارته وإبعاده عن أى أزمات نظرا لأهميته الشديدة، فنحن لدينا 160 مصنعًا مرخصًا و80 مصنعًا تحت الإنشاء وأكثر من 1200 شركة مصنعة و1500 شركة توزيع و70 ألف صيدلية. تحتل مصر المركز الأول عربيًا وإفريقيًا، والمركز الثانى فى حجم التصدير 400 مليار جنيه حجم سوق الدواء، بينما حجم الاستثمارات 90 مليار جنيه عام 2020، و500 مليون دولار حجم التصدير سنويًا، الصناعة الوطنية تغطي 92% من احتياجات السوق، والآن تولى القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا بهذا القطاع ليعود للريادة من جديد، بوضع خطة استراتيجية لتطوير الشركات الوطنية والإعلان عن توفير قرض لمصانع الأدوية الحكومية بقيمة 1.7مليار جنيه لتطويرها ضمن خطة الدولة لتوطين صناعة الدواء فى مصر. مراحل تاريخية بدأ توطين صناعة الدواء فى مصر منذ تأسيس طلعت حرب لشركة مصر للمستحضرات الطبية، وازدهرت فى فترة الستينيات من القرن الماضي، مع قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأسيس الشركة القابضة للأدوية ردًا على منع إحدى الشركات الأجنبية، عقار الأسبرين عن مصر، بعدها مرت صناعة الدواء كغيرها بالكثير من المتغيرات التي أثرت عليها. الدكتور على عوف، رئيس مجلس إدارة الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أكد أن فترة الستينيات كانت بداية توطين صناعة الدواء وتم اعتماد التصنيع وكنا نصدر لإفريقيا والدول العربية، ولدينا كوادر وكفاءات علمية على أعلى مستوى، فيكفى أن نعرف أن ترتيب كليات الصيدلة المصرية رقم 10 على مستوى كليات الصيدلة بالعالم ولدينا أبحاث رائعة حبيسة الأدراج، جاء الوقت لتخرج إلى النور لنتمكن من تصنيع أدوية جديدة، وبتطبيق قانون التجارب السريرية أنا متفاءل للمستقبل، وسوق الدواء سوق واعد حجم الاستثمارات فيه يصل إلى 90 مليار جنيه عام 2020 ويغطي 92% من احتياجات السوق المصري،  والباقى تكنولوجيا عالية تحتاج إلى التوطين مثل أدوية الأورام. ورأى الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء، أن قرار إنشاء الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية وهيئة الدواء المصرية الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام 2019، كان له دور بارز فى تطوير قطاع الدواء، مشيرًا إلى أن المشروعات القومية الحاليــة تتضمن توطين صناعة عدد من المستحضرات الطبية المهمة والاستراتيجية والتي تستهلك بشكل كبير فى السوق المصري، من خلال إنشاء عدد من المصانع لنقل تكنولوجيا التصنيع إليها. وأشار إلى الدعم الفني والإجرائي الذي تقدمه الهيئة لتسجيل المستحضرات محليا وبدء تصنيعها، موضحًا أن الهيئة وافقت على الطلبات المقدمة من 61 شركة دواء وطنية لتسجيل عقار يستخدم لعلاج كورونا وكذلك الموافقه على تصنيع عقار «ريمديسيفير». صناعة الخام وأكد الدكتور شيرين حلمي، الرئيس التنفيذى لشركة فاركو للأدوية، أن الصناعة الوطنية تعود بقوة بفضل الخطط الطموحة التى وضعتها الدولة، موضحًا أن نجاح سياسة توطين صناعة الدواء تمثلت إيجابية نتائجها فى إنتاج عقار مصرى لعلاج فيروس سي، إذ نجحت «فاركو» فى تصنيع أدوية لعلاج مرضى فيروس سي فى مصر، ونحو 4 ملايين من إجمالي 7 ملايين مريض حول العالم مجتمعة، بما فيها شعوب القارة الإفريقية، كما أنشأت أول مصنع للصناعة الدوائية يسهم فى صناعة الخامات الدوائية محليًا بالعاشر من رمضان بتكلفة مليار و600 ألف جنيه. وأضاف أن الطريق أمامنا طويل لتوطين صناعة المواد الخام والتوسع فى التصدير فى السوق الإفريقى، فإن هناك اتفاقات مع بعض الدول الإفريقية ومنها بوروندي ومالي وتنزانيا ونيجيريا لإنشاء مصانع لتصنيع الأدوية بها. مصنع بلازما ووصفت الدكتور ألفت غراب، رئيس الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية «أكديما»، توطين صناعة الدواء بأنه «الأمان الحقيقي»، موضحة كمساهم رئيسي فى المشروع القومي لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، حيث سيتم تجميع البلازما من خلال ١٢ مركزًا تابعًا لوزارة الصحة والسكان، كما سيتم العمل بالتوازي على إنشاء مصنع لتصنيع البلازما على أرض مصر وسيقوم الجانب الكوري بنقل الخبرات وتدريب العاملين، ومن ثم توزيع منتجات البلازما بعد تصنيعها على منافذ البيع المباشر. مصنع أدوية أورام وأشارت الدكتورة ألفت إلى صناعة استراتيجية مهمة، هى صناعة وإنتاج أدوية الأورام التي يقدر حجم استهلاكها فى مصر بنحو مليار دولار سنويًا، إذ تبلغ عدد الحالات المكتشفة سنويا بنحو 150 ألف حالة، متابعة: لذا تم اتخاذ قرار بتوجيهات القيادة السياسية بإنشاء أول مصنع أدوية أورام فى مصر على أعلى مستوى من التكنولوجيا وبمستوى يليق بمصر ومكانتها فى صناعة الدواء.