سوسن أبو حسين تكتب: ثلاثية مصرية لإحياء السلام
سوسن أبو حسين تكتب: ثلاثية مصرية لإحياء السلام
دفعت مصر بثلاثية جديدة وآلية عمل نشطة لتجديد فرص عملية السلام فى الشرق الأوسط وفق المرجعيات الدولية والعربية والتى تستند إلى حل الدولتين، ونذكر فى هذا الشأن أنه سبق وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال فترة ولايته عام 2005 قناعته بحل الدولتين، أعلن الرئيس واتفق وقتها أن تلعب مصر دورًا مهمًا فى هذا المسار، وهو ما تعيده الدبلوماسية المصرية حاليًا من خلال العمل على ثلاث جبهات وهى، طرح حل الدولتين وبقوة وفق المرجعيات الدولية والعربية، واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وبناء عليه دعت مصر والأردن لاجتماع وزارى عربى طارئ يناقش بندًا وحيدًا هو المسار الفلسطينى ووحدة الموقف العربى الداعم للقضية كرسالة للرئاسة الأمريكية الجديدة، والأمر الثانى وهو دعوة حركة حماس والفصائل الفلسطينة لحوار ينهى الانقسام
ويؤسس لإنجاح الانتخابات كمقدمة لتحقيق المصالحة الشاملة.
ويأتى حوار القاهرة للفصائل الفلسطينة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تتويجًا لمسار فاعل بدأ منذ شهور، وسبقها جهود كبيرة أيضًا منذ سنوات، وقد أعلنت حركة حماس أنها تعمل بانفتاح مع حركة فتح وجميع الفصائل، كما وصفت المحطة الراهنة بأنها تكتسب أهمية استثنائية من حيث المكان والتوقيت وأجندات الحوار، بما فيها الاتفاق على إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها شعبنا الفلسطيني فى الداخل والخارج.
ومن المقرر أن تعقد الانتخابات فى فلسطين على ثلاث مراحل، أولها التشريعية، التي ستعقد فى 22 مايو وبعدها الرئاسية، التي ستعقد
فى 31 يوليو، ثم انتخابات المجلس الوطني، التي ستعقد فى 31 أغسطس.
كما أعلنت حركة حماس الاستعداد لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة، فى قطاع غزة وصون الحريات من أجل إنجاح الانتخابات القادمة، وذكرت أن هذا ما نتطلع إليه أيضًا
فى الضفة من قبل الإخوة فى السلطة، وكذلك تأمين الانتخابات فى القدس، كما أكدت على أهمية الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء، وهذه المواقف الخاصة بوحدة كل المواقف العربية والفلسطينية تسعى القيادة المصرية من خلالها لقطع الطريق أمام كلمات يطلقها بعض الساسة فى واشنطن بأن الجانب الفلسطينى غير مؤهل لقيادة دولة مستقلة ذات سيادة، ومن هنا انعقد الاجتماع الوزارى العربى الذى دعت إليه مصر للتأكيد على التمسك بثوابت الحل النهائى والتمسك بحل الدولتين وإعادة التأكيد على ثبات الموقف العربي الجامع تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه فى العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على الالتزام العربي الجامع بمبادرة السلام العربية وكل القرارات العربية بخصوص القضية الفلسطينية كونها قضية العرب الأولى ومفتاح السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة، ودعم حقوق الشعب الفلسطينى ودعم ومواصلة الجهد الفلسطينى العربى المشترك على المستويات الدولية كافة، وتعزيز الحراك القانونى الدولى خاصة على مستوى المحكمة الجنائية الدولية، وللتأكيد على الالتزام بالدعم المالى العربى لدولة فلسطين.
كما يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي جاهدًا خلال اتصالاته بكل الأطراف الفاعلة إلى تحريك هذا الملف وصولاً إلى إقامة السلام الشامل والعادل فى المنطقة، وهى الآلية الثالثة لإعطاء إشارة واضحة لجميع دول العالم بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بأنه رغم ما تم من عملية تطبيع إلا أن هذه الدول العربية جميعًا دون استثناء، تلتزم بمبادرة السلام العربية، وتلتقي فيما بينها لدعم القضية الفلسطينية والثبات حول الموقف الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة.