ماجد بدران يكتب: أسطورة «سلبية»

غير مصنف15-2-2021 | 09:29

فى اللحظات الحاسمة التى تشكل الحاضر والمستقبل يحتاج الناس خاصة الشباب إلى قدوة، إلى أيقونة ملهمة لتخطى الصعاب والتحديات وبناء المستقبل، والقدوة فى أبسط معانيها هى المثال الذى يُحتذى به، فيكون الإنسان قدوة لغيره متى ما حقق نجاحات ملحوظة لتصبح حياته مثالاً يتمنى الناس أن يصبحوا مثله، ويقلدونه فى حياتهم.. فماذا قدم محمد رمضان سوى نماذج العنف والقتل والإرهاب والبلطجة فى أعماله الفنية، سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات، فهل هذا النموذج الفاسد هو القدوة التى نقدمها لشبابنا حتى يقوم بتقليده.. يا للمصيبة. هذه الأسطورة – السلبية – حققت أهدافًا كبرى لأعداء الوطن بتدمير شبابنا، وزرع العنف والبلطجة والثراء السريع واستسهال التحرش باليد أو بالقول، والترويج للمخدرات وتعليم الشباب كيفية التعاطى بمنتهى الدقة.. هذا التكرار للظواهر السلبية فى كل أعمال رمضان يثير الشكوك، فهى ليست صدفة، لكنه تكرار متعمد لتمجيد البلطجة والعنف والثراء السريع والتحرش.. الأسطورة السلبية تدمر المجتمع والشباب، وهى تزداد وتتوغل بعمل تلو الآخر، وللأسف رمضان – عن جهل – يوهم نفسه أنه يؤدى دورًا وطنيًا بما يقدمه من أعمال فنية، ولا يعلم أنه يشكل خطرًا على المجتمع. الفن سلاح ذو حدين إما أن يقوم ببناء القيم أو يعمل على هدمها، وهو ما يفعله رمضان بتقديم قيم فاسدة تدمر المجتمع من داخله، وإذا كانت معظم أفلام رمضان من إنتاج السبكى، فالمسألة واضحة، فإنتاج السبكى هو أفلام السطحية والمخدرات والعرى، أما أن تكون الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (سينرجى) هى منتج مسلسلات زلزال والبرنس، فهو الشىء الذى يصعب فهمه!! رمضان دائمًا يفتعل الأزمات ليظل فى دائرة الضوء التى يعشقها بل يدمنها.. فمن أزمة الطيار أشرف أبو اليسر التى وصلت للقضاء وللبرلمان، لأزمة ناصر البرنس الذى هدد بتحريك دعوى قضائية ضد رمضان حال طرح المشاهد التى صورها فى مطعمه دون استئذان فى فيديو كليب. وفى حفل عيد الحب الماضى فى ستاد القاهرة أثار رمضان أزمة بأغانيه، ما دفع نقيب الموسيقيين هانى شاكر للتأكيد بأنه لن يمنح رمضان تصاريح بالغناء مجددًا. وتزداد مصائب رمضان باتهامه بالتطبيع بعد نشر مواقع إسرائيلية صور له مع عدد من الفنانين الإسرائيليين على أنغام الأغنية الشهيرة "هافا نجيلا" بأحد الأندية الخاصة فى الإمارات. نقابة المهن التمثيلية أوقفت رمضان عن العمل وأحالته لتحقيق، الغريب أن الأسطورة – السلبية – يخرج من كل هذه الأزمات دون عقاب، ودائمًا ما ينجو بأفعاله.. وهذا أيضًا يدعو للتعجب. رمضان الأسطورة – السلبية – أصبح خلال 10 سنوات أغنى ممثل فى مصر، حيث تقدر ثروته بحوالى 160 مليون جنيه، بخلاف السيارات الفارهة وعددها حوالى 8 سيارات من أغلى السيارات فى العالم، وممتلكاته العقارية، حيث يمتلك فيلتين، الأولى فى الشيخ زايد والأخرى فى الساحل الشمالى.. أجر رمضان فى مسلسل نسر الصعيد عام 2018 كان 35 مليون جنيه من إنتاج العدل جروب، و40 مليونًا أجره فى مسلسل البرنس من إنتاج سينرجى وعرض فى رمضان الماضى، أما أجره فى مسلسل ابن حلال أولى بطولاته عام 2014 فكان 12 مليون جنيه. اللهم لا اعتراض على هذه الثروة الضخمة التى حققها خلال عمره الذى لا يتجاوز 33 عامًا مادام يدفع عنها حق الدولة من الضرائب. المشكلة فيما يدمره فى نفسيات الشباب عندما يتباهى بسياراته كل فترة وظهوره بملابس عجيبة فى الحفلات التى يقدمها، وعلى الجانب الآخر لم نسمع عن مساهمته فى مشروعات مجتمعية أو تنموية رغم ثروته الكبيرة.. فى حين نجد أن النجم محمد صلاح لاعب ليفربول قدّرت مجلة فوربس ثروته بحوالى 23 مليون دولار، أسس مؤسسة خيرية فى قريته "نجريج" لمساعدة الأسر المحتاجة، وقام بتمويل بناء مستشفى ومدرسة.. وتبرع بمبلغ 2.5 مليون جنيه استرلينى للمعهد القومى للأورام بعد حادث 2019، وتبرع بنصف مليون استرلينى لمواجهة فيروس كورونا.. هذا هو الفرق بين ابن مصر الحقيقى الذى يعتبر قدوة لكثير من شبابنا واكتسب حب الناس بأخلاقه وعمله، وبين النبت الضار الذى يأخذ ولا يعطى، بل بالعكس يضر ويقدم قدوة سيئة للشباب بزرع العنف والبلطجة وتعاطى المخدرات والثراء السهل. الأسطورة – السلبية – يجب مقاطعته، وعلى المنتجين اتقاء الله فيما يقدمونه من أفلام ومسلسلات للشعب، كفى تدميرًا لشبابنا، وكفى تحقيقا لمخططات الهدم الخارجية، والتى ننفذها بأيدينا عن جهل، والمصيبة أن تكون عن عمد.  
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2