محسن عليوة يكتب: دور العمال فى الأزمات
لقد أظهرت أزمة كورونا وما ترتب عليها من آثار المعدن الأصيل للعامل المصرى ، كما أظهرت هذه الأزمة وتداعياتها الدور الهام لبعض القطاعات التى تؤثر تأثيراً مباشراً فى حفظ التوازن داخل المجتمع المصرى أثناء الأزمات لما لها من دور إقتصادى كبير ، ومن خلال تطورات أزمة وباء كورونا والتى اقترب عامها الأول من الإنقضاء نرى أن هذه الأزمة تنبئ عن ملامح جديدة لمنظومة العمل فى مصر والعالم بأسره.
فقد استطاعت القيادة السياسية فى مصر خلال هذه الأزمة من التعامل بحكمة بالغة بإصدار عدة قرارات لتنظيم سير العمل وخصوصاً فى القطاعات الإنتاجية والخدمية للحفاظ على العنصر البشرى وفى نفس الوقت عدم تأثر العملية الإنتاجية والخدمية ، و الناظر مثلاً لمشروعات الإنشاءات يرى أن هذا القطاع لم يتوقف بل أنه تم إفتتاح العديد من المشروعات بأيادى عمال هذا القطاع ، و نرى أيضاً قطاع البترول العملاق بعماله وقياداته نراه محافظاً على معدلات إنتاجه وزيادتها دون توقف من جراء هذه الجائحة حيث قام عماله الأوفياء بعزف سيمفونية رائعة من التفانى والإخلاص وقد ضرب عمال البترول المثل فى الإلتزام الكامل بتطبيق كافة الإجراءات الإحترازية لفيروس كورونا ومراعاة إشتراطات السلامة والصحة المهنية وحماية بيئة العمل حفاظاً على العاملين و المنشآت والمعدات ودوران العمل وعدم توقف الإنتاج.
فكان عاماً مليئاً بالإنجازات رغم التحديات والتداعيات التى ترتبت على كورونا فحقق عمال البترول نتائج أعمال مبهرة ، بهمة كبيرة وعزيمة لا تنثنى لرجال يعرفون قيمة الوقت ، يعملون وفقاً لبرامج وخطط فائقة الجودة و ينفذون تلك البرامج والخطط على اساس علمى وتكنولوجى طبقاً للجداول الزمنية المحددة لتنفيذ تلك الخطط .
مما كان له أكبر الأثر فى زيادة معدلات الإنتاج وافتتاح العديد من المشروعات وإبرام العديد من الإتفاقيات وهذا على سبيل المثال لا الحصر ليتضح دور عمال هذا القطاع الحيوى الداعم للإقتصاد القومى رغم كل التحديات التى تواجهها مصر من تداعيات الوباء .
ومع البداية المبشرة لمجلس النواب نتمنى أن يتم الإنتهاء من إقرار قانون العمل الجديد بما يحقق التوازن بين أطراف العمل الثلاث العمال وأصحاب الأعمال والحكومة.
والعمال فى العديد من القطاعات أثبتوا قدرتهم وقبولهم التحدى و الخروج بمصر بأمان من هذه الازمة خلال عام مضى منذ بدء انتشار الوباء.
وعلى الرغم من حدوث أزمة غذاء عالمية فى العديد من البلدان طبقاً لما توقعه برنامج الأغذية العالمى بأن جائحة كورونا قد تدفع بـــ 96 مليون شخص فى البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية إلى حافة انعدام الأمن الغذائى الحاد بنهاية عام 2020. فى عدد من الدول ، وفى الوقت ذاته تتقدم مصر نحو تحقيق الإكتفاء الذاتى من ناتج مشروعات الأمن الغذائى والزراعات الحديثة التى تم افتتاحها خلال العام الماضى والحالى ، فى ظل قيادة سياسية واعية تعمل من أجل البناء وتؤمن بقدرات عمال مصر الأقوياء الأوفياء .
حفظ الله مصر قيادة وشعباً