الإثنين المقبل .. الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبو سمبل

الإثنين المقبل .. الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبو سمبلالإثنين المقبل .. الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبو سمبل

غير مصنف19-2-2021 | 11:09

دار المعارف – وكالات
تتجه أنظار العالم يوم الإثنين المقبل نحو مدينة أبو سمبل جنوب أسوان، لمشاهدة ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس على قدس أقداس الملك رمسيس الثانى، والتى ستبدأ فى حوالى الساعة السادسة و23 دقيقة، وتستغرق من 20 إلى 25 دقيقة.
وظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس فى المعبد الكبير "رمسيس الثانى" بأبو سمبل تعكس التقدم العلمى لقدماء المصريين خاصة فى مجال الفلك، وتحدث يوم 22 من شهرى أكتوبر وفبراير من كل عام، ويشير أغلب الأثريين إلى أنها ترتبط بفصلى الزراعة والحصاد عند المصرى القديم، وأن يوم 22 فبراير هو اليوم الذى يتواكب مع اليوم الأول من فصل الحصاد طبقا للسنة الفلكية المصرية القديمة.
وترتكز الشمس فى يوم 22  فبراير داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير على تمثال الملك رمسيس الثانى كاملا، وترسم إطارا مستطيلا عليه والإله آمون رع، ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن للإله رع حور أختى، حتى تختفى على هيئة خط رفيع مواز للساق اليمنى له، وبعد ذلك تنسحب أشعة الشمس إلى الصالة الثانية ثم الأولى وتختفى بعد ذلك من داخل المعبد كله.
وكانت تلك الظاهرة تحدث قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل معبدى ابوسمبل إلى موقعهما الجديد، تغير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر حيث تعرض معبدا أبو سمبل عقب بناء السد العالى للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار.
وتم نقل المعبدين عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 مترًا أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية.
ومعبد رمسيس الثانى بناه الملك رمسيس عام 1275 ق. م، من أجل إله الدولة الرسمى "آمون رع"، وإله الشمس "رع حور أختى"، وإله الظلام "بتاح تاتنن"، واستغرق العمل فيه 19 عاما للانتهاء منه، كما قام ببناء معبد بجواره لزوجته "نفرتارى".
وتعد الروائية البريطانية إميليا إدواردز، أول من لفتت الأنظار لظاهرة تعامد الشمس فى أبو سمبل، وسجلت ذلك فى كتابها الشهير "ألف ميل على النيل"، والذى نشرته عام 1877.
وعن التفسير العلمى لظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل ، قال الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ، إن تلك الظاهرة ما زالت لغزا كبيرا يحير العلماء فى المجالات المختلفة، بشأن سر صناعتها الفلكية الإعجازية.
وأوضح أن اللغز يكمن فى أنه إذا كان يوما تعامد الشمس مختارين ومحددين عمدا قبل عملية نحت المعبد فإن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك، بالإضافة إلى حسابات أخرى كثيرة منها تحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق "موضع شروق الشمس"، بجانب المهارة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيما لمسافة أكثر من 60 مترا، ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر مما يؤكد براعة المصريين القدماء فى علوم الفلك.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية أن سبب تعامد أشعة الشمس على أى مكان على سطح الأرض يرجع إلى حقيقة فلكية مهمة، هى مسار الشمس الظاهرى خلال العام، فالأرض أثناء مسارها حول الشمس خلال العام الواحد تجعل أشعة الشمس تتعامد على أى مكان بعينه مرتين.
وأكد أنه نتيجة لذلك فإن ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل التى تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، تؤكد الدراية الكاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك وخصوصا حركة الشمس الظاهرية فى السماء.
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2