تنظيم الأسرة.. أكبر «مشروع استثمارى» يحقق عوائد للمصريين

تنظيم الأسرة.. أكبر «مشروع استثمارى» يحقق عوائد للمصريينتنظيم الأسرة.. أكبر «مشروع استثمارى» يحقق عوائد للمصريين

غير مصنف19-2-2021 | 22:48

دار المعارف _ تامرعبد الفتاح «النمو السكانى ما لم ينخفض إلى 400 ألف فى السنة لن نشعر أبدا بمعدلات التنمية»، ناقوس اخطر أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح عدد من المشروعات الصحية فى الإسماعيلية ، خاصة إذا علمنا أن الزيادة السكانية تتجاوز 2 مليون سنوياً مما يلتهم كل معدلات النمو، فكلما زادت حركة الساعة السكانية الموجودة أعلى مبنى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وجب على الجميع أن يشعر بالخطر. الزيادة السكانية تركة ثقيلة منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت مصر قد دخلت فى مواجهة المشكلة السكانية منذ عام 1965، وتم وقتها إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، وفى عام 1980 كان معدل الإنجاب الكلى فى مصر 5.3، وانخفض فى 1991 إلى 4.1، ثم إلى 3.5 فى عام 2000، وواصلنا النجاح حتى أصبح 3% فى 2008، لكن للأسف بدلا من الوصول للمعدل المتوقع، وهو 2.4 حدثت ردة وعدنا فى 2014 إلى معدل 3.5، ثم تفاقمت الأزمة بشكل جعل معدل الزيادة فى مصر يفوق معدل الزيادة فى 4 دول أوروبية. قال د. عمرو حسن مقرر المجلس القومى للسكان السابق، إن أكبر مشروع استثماري، إذا تبنته مصر، سيحقق لها أعظم الفوائد، هو مشروع تنظيم الأسرة، مضيفا أن كل جنيه تنفقه الدولة على تنظيم الأسرة يوفر لها 151.7 جنيه بحسب بيانات دراسة أجراها «المركز المصرى للدراسات الاقتصادية» عام 2020. وأكد أن ما يوليه الرئيس السيسي من اهتمام بهذا الملف سوف يقوده إلى نهضة كبيره تفوق كل الطفرات التى حدثت فى الحقب السابقة، مشيرا إلى أن ضبط الإطار المؤسسى لملف السكان وحوكمته ضرورة لتحقيق استدامة الجهود السكانية فى مصر، لافتا إلى أن الإطار المؤسسى الفعال يمكنه تنسيق الجهود بين جميع الجهات المعنية بالقضية السكانية، بما يضمن عدم تغيير السياسة السكانية المتبعة بتغيير الحكومة من ناحية، وعدم إهدار الموارد الناتج عن تضارب المصالح وتعارض الجهود من ناحية أخرى. خطة عمل وقال النائب عبد المنعم شهاب، أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن لجنة الصحة وضعت فى خريطة عملها بند الزيادة السكانية وقامت بالعمل عليها فعليًا، مؤكدًا أن كل مناقشات اللجنة ستظهر على أرض الواقع فى الفترة القادمة. وأشار أمين سر اللجنة، إلى أن الكثافة السكانية فى مصر تزيد كل سنة بمعدل دولة خارجية، مضيفًا أن الكارثة السكانية تعوق حركة التنمية والاقتصاد، لافتًا إلى أن اللجنة تقوم بدراسة تفعيل المجلس الإقليمى للصحة والسكان فى المحافظات ويتم تكوين مجلس إقليمى يسهم فى توعية المرأة وتوفير وسائل تنظيم الأسرة وانتشار الوحدات الصحية فى المحافظات والأرياف، موضحا أن كثرة الإنجاب يقع أضرارها على الطفل من فقر فى التعليم والصحة والحقوق المعيشية التى يجب توافرها. وطالب الدولة بنشر التوعية فى القرى والأرياف بإنشاء الوحدات الصحية والتعريف بوسائل منع الحمل عبر وسائل الإعلام المختلفة، مضيفا أن مقولة « كل عيل بيجى برزقه» لابد أن تنتهى لأنها وضعت الشباب فى مأزق البطالة. زيادة الوعي وقال د. حسين حسان، خبير التطوير الحضارى والتنمية المحلية، إن الزيادة السكانية بدأت تقل نسبيًا مع برامج تنظيم الأسرة التى تقوم بها وزارة الصحة، حتى وصلت إلى مليون و800 ألف مولود بدلا من 2.5 مليون مولود سنويًا. وأوضح أن الحملات الإعلانية لم تؤتِ ثمارها على الوجه الأمثل، نتيجة لأسباب كثيرة، منها عدم وجود حملات توعية داخل القرى والنجوع بالشكل الكاف، وأن الزوجة غير العاملة تكون أكثر إنجابًا للأطفال من الزوجة العاملة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تعمل على طرح برامج من أجل تطوير المرأة الريفية. وأكد أنه يجب رفع الوعى بالدعاية من خلال الإذاعة والتليفزيون، وأن تكون هناك حملة من وزارة الصحة والسكان كما كان يتم فى السابق، متابعا أنه كانت هناك أشكال معينة من الإعلانات المخصصة لتوعية الناس بخطورة زيادة السكان وعدم إمكانية تغطية نفقات الأولاد، وكانت تتم ضمن حملة تقوم بها وزارة الصحة والسكان، وهذا مانحتاجه فى هذه المرحلة، لافتا إلى أن الإعلانات التى انتشرت فى الفترة السابقة أغلبها تجارية فلم يكن لها مردود. وأكمل: «لابد من إحداث التوازن بين النمو السكانى والاقتصادى ومن أجل إحساس المواطن بالطفرات الاقتصادية، ومن الضرورى انخفاض معدل النمو السكاني». تنظيم الأسرة ضرورة وقال خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك دورات للمقبلين على الزواج لتنظيم النسل وتنظيم الأسرة للحد من الزيادة السكانية. وأضاف «هناك تنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى لدعم حملة 2 كفاية». وأوضح أن تنظيم النسل لا يكون اعتراضًا ولا تدخلًا فى قدر الله تعالى؛ لأنه من باب الأخذ بالأسباب، مؤكدًا أن الإنجاب حق وواجب فى ذات الوقت؛ فهو حق للزوجين، وواجب على المستوى العام والكلى لأنه مطلب وجُودِيٌّ لاستمرار بقاء النوع الإنسانى الذى لا يبقى إلا عن طريق التناسل المنضبط. ولفت خالد عمران إلى أن الأبناء أمانة فى رقابنا وعلينا تنظيم الإنجاب من أجل ضمان جودة النسل وتنظيم النسل والعبرة ليست بكثرة عدد الابناء والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يوجهنا لكثرة الإنجاب ، وتنظيم النسل ضرورى والشرع يدعو إليه ويحبذه. وقال خالد عمران: «بعض الصحابة كانوا يعزلون لمنع الإنجاب ولها أسباب عدة للحفاظ على صحة الزوجة والحفاظ على لياقة الأسرة وضمان جودة النسل»، مضيفا:  «الزيادة السكانية مشكلة كبرى تلتهم التنمية التى تشهدها الدولة». وأشارت الدكتورة سناء السعيد، عضو المجلس القومى للمرأة، إلى أن ملف الزيادة السكانية بدأت الدولة توليه اهتماما كبيرا فى الفترة الأخيرة، وبدأت المبادرات من جهات عديدة من أجل هذا، منوهة إلى أنه كلما تقوم الحكومة بأى عمل من أجل التنمية، تلتهمه هذه الزيادة فى عدد السكان بسرعة، قائلة «فنحن ننمو بشكل سريع ونزيد يوميا بأعداد كبيرة جداً، ولن تظهر نتائج للتنمية فى ظل هذه الزيادة فى عدد السكان». وأوضحت السعيد أن المجلس القومى للمرأة يعمل على التوعية المجتمعية، قائلة :«نحن لدينا حملة طرق الأبواب، ووضعنا ضمن برنامجها موضوع أضرار إنجاب عدد كبير من الأولاد وعدم القدرة على تربيتهم وتعليمهم بالشكل الأفضل»، منوهة أنهم كانوا قد بدأوا فى تحريك المياه الراكدة فى هذا الملف منذ مدة، وبعد حديث الرئيس بدأ العمل بشكل مكثف من خلال فروع المجلس فى محافظات الجمهورية، من خلال حملة طرق الأبواب فى الإطار التوعوي. وأكدت أنه لا بد من تعاون وتكاتف كل مؤسسات الدولة ليحقق هذا الموضوع مردوده للحد من الظاهرة، ووضع العوامل التى تحدث هذه الزيادة وهذا من خلال وزارة الصحة.
    أضف تعليق

    طحن العظام وتدمير الأوطان

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2