حسن زعفان يكتب: ماذا لوتفاقمت الفوضى فى أمريكا؟ - 2

غير مصنف21-2-2021 | 17:03

فى المقال السابق تحدثنا عن فرضية أن تعم الفوضى فى أمريكا ؟ وهى فرضية شبه مستحيلة لعدة أسباب منها التكوين الفيدرالى أو الاتحادى للولايات المتحدة يحكمه نظام معقد وتداخلات قانونية لا تتعارض مع بعضها، لكنها فى النهاية تصب فى مصلحة الاتحاد بصورة مباشرة ولا يمكن إجراء أى تعديل يحد من سيطرة الاتحاد فيما يخص الأمن والدفاع والسياسة الخارجية.. هذا ببساطة شديدة التكوين السياسى والجغرافى للولايات المتحدة والتى انتظمت فيه بعد الحرب الأهلية الأمريكية عندما حاول الجنوب الانفصال عن الشمال لأسباب عديدة ربما كان أشهرها إلغاء الشمال لنظام التفرقة العنصرية وإعطاء الملونين مواطنة كاملة فى حق الانتخاب والترشيح وتولى المناصب فى الدولة.. هذا ما عرفناه من خلال الدعاية الأمريكية لإبراز أنها راعية الحريات وصاحبة الريادة فى القضاء على نظام.. (الأبرتهايد)، أو ما يعرف بالتفرقة العنصرية.. وإن كان استمر هذا النظام كموروث مقيت لدى المواطن الأمريكى الأبيض خاصة من المهاجرين من أوروبا الغربية.. أو من يعرفون بالمستوطنين  الأوائل والذين كانت أيديهم ملطخة بمذابح فظيعة للسكان الأصليين من الهنود الحمر، والذين تم إبادة معظمهم خاصة فى الجزء الشمالى من قارة أمريكا. وبعد تكوين الاتحاد الأمريكى والذى ضم فى البداية 49 ولاية ثم أصبح بعد ذلك 52 ولاية ليستقــر النظـــام السياســى للولايــات المتحدة الأمريكية والتى عكفت بعد ذلك على استغلال مواردها لتصبح أغنى دولة فى العالم والأقوى عسكريا وسياسيا.. وبعد الحرب العالمية الثانية وانتصار أمريكا على اليابان واستخدام السلاح النووى لأول مرة أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هى الدولة القوية المخيفة فى العالم خاصة بعد اختفاء نفوذ بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.. لتظل أمريكا هى الدولة المهيمنة على العالم حتى ظهر الاتحاد السوفيتى كقوة عسكرية رادعة تعمل لها أمريكا ألف حساب.. لكن قوة أمريكا الاقتصادية وتفوقها التكنولوجى واتباعها سياسة إنهاك وإرهاق اقتصاد السوفيت عجل بتفكك الاتحاد السوفيتى لتعود أمريكا مرة أخرى قوة واحدة تمثل القطب الواحد. وللحديث بقية
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2