جمال رائف يكتب: سياسيات بايدن المزعجة والإندفاع للخلف

جمال رائف يكتب: سياسيات بايدن المزعجة والإندفاع للخلفجمال رائف يكتب: سياسيات بايدن المزعجة والإندفاع للخلف

غير مصنف1-3-2021 | 16:44

الإدارة الأمريكية الجديدة أصبحت تشكل مصدر إزعاج لا يتناسب وقدر الولايات المتحدة الأمريكية كونها دولة كبري من المفترض أن ترعي السلام وتدعم الاستقرار الدولي حيث أصبح اندفاع بايدن نحو الإشتباك في عدد من القضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط يمثل عبء كبير وثقيل علي أدارة أمريكية تعاني مشاكل داخلية كبري علي رأسها جائحة كورونا وتبعتها الإنسانية والاقتصادية تلك الآثار التي تحتاج الي تكثيف الجهود لترميمها عوضا عن تشتيت الجهود نحو قضايا خارجية محسومة. بداء بايدن من اليمن محاولا ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث سعي للضغط علي إيران لإجبارها علي التفاوض بينما هذا الضغط لم ينجح لكونه رفع اسم الحوثيين من قوائم الإرهاب للضغط علي المملكة العربية السعودية بينما يصرح بايدن أن السعودية حليف استراتيجي وسندافع عن أمنها واستقرارها ثم تخرج إدارته تقرير لا يحتوي علي اي معلومات موثقة حول مقتل خاشقجي وتتوعد السعودية بعقوبات ، ثم تتجه جنوبا وترفع العقوبات عن اثيوبيا رغم الجرم الإنساني الذي يرتكبه ابي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي تجاه التيجراي وهو ما أقر به وزير الخارجية الأمريكي نفسه ولكنه رفع يد الولايات المتحدة عن هذا الأمر وطالب المجتمع الدولي للتحرك بينما لم تحرك الولايات المتحدة ساكنا تجاه الجرائم البشعة التي يرتكبها ابي احمد في حق الشعوب الإثيوبية. استمراراً لتناقضات فعسكريا وبعد أن تعرضت المصالح العسكرية الأمريكية للخطر في العراق قرر بايدن ضرب مواقع في سورية في محاولة لتكثيف الرسائل العسكرية لتصل الي دمشق وإيران وروسيا وايضا تركيا ،ورغم محاولة الإدارة الأمريكية تكثيف الرسالة العسكرية فانها لن تستطيع الفترة المقبلة تقليل تحركاتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط كما كان يعد بايدن ناخبيه بل ربما يرسل المزيد من الجنود والعتاد نظرا لهذا التهور والاندفاع نحو الانغماس في عدد من الأزمات بوقت واحد ما لا يتناسب مع حجم المشكلات التي تواجه الداخل الأمريكي ولهذا وصف ترامب سياسيات بايدن خلال الشهر المنصرم كونها كارثية والأسواء في التاريخ خاصة فيما يتعلق بتعامله مع الملف الايراني الذي يرفض ترامب الدخول في تفاوض بشأنه. سياسيات خارجية مندفعة وتوزيع اتهامات للصين وروسيا بل طالت الاتهامات الدول الصديقة للولايات المتحدة ،وأبرز راعي البقر الأمريكي ورقة حقوق الإنسان في وجه الجميع وكأنها الأداة السياسية الوحيدة التي يمتلكها للتحرك نحو أهدافه الخارجية وكأن الدبلوماسية الأمريكية قد تعطلت وأفلست ولم يتبقي لها سوي تلك الورقة المحروقة التي اشتعلت داخل الكونجريس بعد أن أريقت دماء مواطنين أمريكان علي أعتابه عشية مظاهرات يناير ،حقوق الإنسان التي أهدرتها الولايات المتحدة علي مدار تاريخها سواء بمطاردة الهنود الحمر السكان الأصلين أو بجلب الرقيق والعبيد من أفريقيا لتشيد ولايتهم المتحدة أو حتي في عصرنا الرهان عقب تشريد الملاين من العرب والأفارقة بعد أن دمرت دولهم تحت نفس الشعار " حقوق الإنسان " فسلبت منهم دولهم وإنسانيتهم ،لم تعد الورقة الأمثل في حقيبة الدبلوماسية الأمريكية فهي فقط ورقة تتيح المزيد من الفوضي وتعزز عمل الجماعات الارهابية والمتطرفة تحت هذا الستار. أخيرا إذا استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الإندفاع الخارجي والصدام الحاد خاصة مع حلفائها قد تخسر الكثير بل هذا سيسمح لمنافسيها التمدد وملء الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة كدولة كبري يستند عليه شركائها فهل يستمر بايدن في هذا الاندفاع أم انه سيدرك ان الواقع تغير ولم يعد العالم كما كان في فترة أوباما فمن الغريب أن تندفع أمريكا إلي الخلف.
    أضف تعليق