ينطلق بعد قليل موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير،والتي مكثت به أكثر من قرن، لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وسط تغطية اعلامية عالمية من خلال نحو ٤٠٠ قناة تليفزيونية محلية وأجنبية على الهواء مباشرة.
كما سيتم بث الحدث مباشرة على قناة اليوتيوب الرسمية للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة ، وستقوم عدد من المواقع الإلكترونية بنقل هذا البث المباشر من خلال قناة اليوتيوب.
ويضم الموكب الذهبي 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك و4 لملكات ، ومن المقرر أن يستغرق الموكب ٤٠ دقيقة فيما تستغرق الحفلة المصاحبة للموكب ساعة ونصف.
ويبدأ تحرك الموكب بـ21 طلقة تحية لملوك وملكات مصر العظام وسيتقدمه لفيف من الفنانات مرتديات الزي المصري القديم بقيادة المايسترو نادر عباسي، بصحبة فرق الموسيقى العسكرية المرتدية للملابس الفرعونية. ويبدأ الموكب من المتحف المصري بالتحرير، الذي تم تطوير ميدانه بوضع مسلة و٤ كباش أثرية الى جانب توحيد لون دهانات وجهات العمارات به ، حيث ستدور العربات حول المسلة واضاءتها ،وفى الوقت نفسه ستتم إضاءة المبانى التى حولها، ثم يتجه الموكب نحو الكورنيش من جاردن سيتي ثم القصر العيني والمنيل ومصر القديمة ثم سيتخذ الكوبري المؤدي لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
والمومياوات المنقولة تضم ١٨ ملكا من عصور الأسرات الـ ١٧ و ١٨ و ١٩ و ٢٠ ) ، منها ٩ مومياوات عثر عليها في خبيئة الدير البحري ( مقبرة رقم ٣٢٠ ) و٩ مومياوات عثر عليها في خبيئة وادي الملوك ( مقبرة رقم ٣٥ ) ،و٤ ملكات، عثر على واحدة منهن في خبيئة الدير البحري، والثلاث الاخريات عثر عليهن في مقابر متنوعة .
ويقود موكب نقل المومياوات الملكية ، مومياء الملك رمسيس الثاني (حوالي 1279 ق م–1213ق م)، وهو أشهر وأعظم ملوك مصر القديمة ، وثالث ملوك الأسرة الـ 19، ويعزى له العديد من الآثار في البلاد مثل معبد الرمسيوم وجزء كبير من صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، ومعابد النوبة مثل أبو سمبل وبيت الوالي وجرف حسين ، كما أن له نشاطا حربيا ضد الحيثيين ، ومن أشهر المعارك التي خاضها ضدهم في “قادش” ، وأعقبها ما يشبه بتوقيع اول معاهدة سلام، وزوجته الملكة الشهيرة نفرتاري التى بنى لها معبدا بجوار معبده بمنطقة “ابوسمبل”.
وبالنسبة لمومياوات ملكات مصر، سيتم نقل مومياء ملكة مصر أحمس نفرتاري ، وهي من أعظم ملكات مصر القديمة ذوات الأثر الخالد ، وهي الزوجة الملكية للملك أحمس الاول والأم الملكية للملك آمنحتب الاول ، وهي أولى الملكات التي حظيت بلقب الزوجة الالهية لآمون ، وظهر ذلك من خلال حجم من الامتيازات التي تم اغداقها عليها كما بينتها لنا ( لوحة الاغداقات) المعروفة عنها ، وظلت خالدة الذكر من خلال تقديسها بجانب ابنها امنحتب الأول بمنطقة دير المدينة .
كما سيتم نقل مومياء الملكة حتشبسوت (حوالي 1473 ق م – 1458ق م) لعرضها بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة ، وهي ابنة الملك تحتمس الأول وزوجة الملك تحتمس الثاني والوصية على العرش بعد وفاة زوجها ثم ملكة مصر بشكل منفرد ،ومن أشهر آثارها معبد الدير البحري بالأقصر ، واشهر موظفيها (سننموت) ،الذي عهد إليه بتربية بناتها ، كما يسجل لها نشاط تجاري معروف تمثل في بعثتتها التجارية الشهيرة إلىي بلاد بونت، وعثر عليها في المقبرة رقم ٦٠ بوادي الملوك.
وكذلك نقل مومياء الملكة ميريت أمون، والتي عثر عليها في خبيئة الدير البحري بالأقصر، وحملت الملكة ألقابا ملكية مثل زوجة الملك ، بنت الملك ، اخت الملك ، والزوجة الإلهية، وربما هي ابنة الملكة احمس نفرتاري ، وتزوجت من الملك امنحتب الأول.
أما المومياء الرابعة فتعود للملكة تي، أو تيا الزوجة الملكية الكبرى للملك أمنحتب الثالث ، وهي ابنة “يويا” أحد كبار موظفي البلاط الملكي في عهد الملك امنحتب الثالث، و”تويا” مغنية الإلهة حتحور، وتم العثور على موميائها في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 35 بواسطة عالم الآثار فيكتورر لوريه في عام 1898.
وتضم قائمة مومياوات الملوك المنقولة، مومياء الملك سقنن رع (حوالي 1560ق م-1555 ق م) وهو من اهم ملوك الاسرة الـ ١٧ الطيبية ، والذي شرع في الكفاح ضد الهكسوس، ووافته المنية اثر سقوطه صريعا في احدى معاركه مع الهكسوس ، وصورت بردية ( سالييه الاولى) جانبا من احداث هذا الصراع، حيث توفى إثر تلقيه ضربة موجعة في رأسه عبر بلطة اسيوية الصنع علي الأرجح كما تبين من خلال اجراء التحاليل على المومياء الخاصة به والتي ستعرض بجوار فاترينة عرضه بمتحف الحضارة .
وتضم أيضا مومياء الملك أمنحتب الأول (حوالي 1525 ق م– 1504 ق م )، وهو ابن الملك أحمس الاول والملكة أحمس نفرتاري، وثاني ملوك الأسرة الـ 18، وله سجل حربي حافل بالجنوب، ويعتقد أن في عهده بدأ انشاء قرية العمال في منطقة دير المدينة بالأقصر، ولذلك فقد تم تقديسه بها فيما بعد، ولا تزال المقبرة الرئيسية التي دفن بها غير معروفة، وقد عثر على موميائه بخبيئة الدير البحري بالأقصر.
ثم مومياء الملك تحتمس الأول (حوالي 1504 ق م – 1492ق م) وهو ثالث ملوك الأسرة الـ 18، ويتميز بإنجازاته الحربية فيعزى له توسيع حدود مصر جنوبا وشمالا حتى نهر الفرات، ويعتبر أول ملوك الاسرة الـ 18 الذي استخدم منطقة وادي الملوك بالأقصر كمدفن للأسرة الملكية وتقع مقبرته بوادي الملوك وتحمل رقم 38.
كما سيتم نقل مومياء الملك تحتمس الثاني (حوالي 1492 ق م – 1479ق م)، وهو ابن الملك تحتمس الأول، وحاول استكمال إنجازات والده العسكرية، ولكنه توفي ولم يستمر حكمه طويلا.
وتضم قائمة مومياوات الملوك المنقولة،مومياء الملك تحتمس الثالث (حوالي 1479 ق م – 1425ق م)،وهو اعظم ملوك مصر القديمة المحاربين ، ابن الملك تحتمس الثاني ، خاض العديد من الحملات الحربية في منطقة الساحل السوري ، ويسجل له انتصاره في معركة مجدو الشهيرة، وأشهر وزرائه “رخمي رع” المعروف بنص مهام الوزير الشهير الذي يعدد أعباء وسلطات الوزير ، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر رقم 34 .
ومومياء الملك أمنحتب الثاني (حوالي 1427 ق م– 1400ق م) وهو سابع ملوك الاسرة الـ 18 ، ويعرف ب (الملك الرياضي) ، كما ينعكس من خلال المناظر والنصوص التي نقلت لنا جانبا من اهتماماته ، كما يسجل له نشاط حربي في بلاد الساحل السوري وأيضا النوبة ، وقد دفن بمقبرة KV 35 بوادي الملوك بالأقصر ، التي لم تضم مومياؤه فقط وإنما ضمت أيضا كلا من تحتمس الرابع ، أمنحتب الثالث ، مرنبتاح ، سيتي الثاني ، سي بتاح ، رمسيس الرابع ، ورمسيس الخامس ، ورمسيس السادس.
ومومياء الملك تحتمس الرابع (حوالي 1400 ق م – 1390ق م) لمتحف الحضارة، وهو ابن الملك أمنحتب الثاني، ويعزى له لوحة (الحلم الشهيرة) التي تقع بين الاقدام الأمامية لتمثال أبو الهول في منطقة أهرامات الجيزة، وتسرد هذه اللوحة قيامه بتنظيف وإزالة الرمال الموجودة على جسم أبو الهول وذلك كدعاية سياسية تمكنه من تولي عرش البلاد ، وكان عهده يتميز بالسلام مع دول وممالك الشرق الأدنى القديم مثل ميتاني، وتقع مقبرته بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 43.
ومن بين المومياوات المنقولة، مومياء الملك أمنحتب الثالث (حوالي 1390 ق م– 1352ق م) وهو من أعظم ملوك مصر القديمة، ابن الملك تحتمس الرابع من زوجته “موت إم ويا” ،و يعتبر عهده هو ذروة ازدهار ورخاء الدولة الحديثة ، بما جعله جديرا بأن يطلق عليه “العظيم” في الدراسات الغربية ، كما يعرف بمراسلاته الشهيرة مع ملوك وحكام بلاد الشرق الأدنى القديم مثل بابل وميتاني والتي عثر عليها بالعمارنة .
ومومياء الملك سيتي الأول (حوالي 1294 ق م– 1279ق م )، وهو ثاني ملوك الأسرة الـ ١٩ ، ويسجل له العديد من الانشاءات العظيمة مثل المساهمة في تشييد صالة الاعمدة الكبرى بمعبد الكرنك بالأقصر ، فضلا عن معبده الجنائزي الشهير في أبيدوس بسوهاج ، كما ان له سجلا حربيا حافلا ، فقد قام بمطاردة كل من البدو الاسيويين وأيضا تصدى لهجمات الحيثيين ، ويذكر له نشاط تعديني في الصحراء الشرقية والنوبة ،ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 17 .
ومومياء الملك مرنبتاح (حوالي 1213 ق م- 1200ق م ) وهو رابع ملوك الأسرة ال١٩، وهو ابن الملك رمسيس الثاني ، ويسجل له نشاط عسكري ضد الليبيين ، كما يعزى له ما يعرف (بلوحة إسرائيل)، والتي ذكرت فيها باعتبارها مجموعة من القبائل التي قضي فيها الملك علىي بذرتهم – كما يذكر النص – بما شكلوه من تهديد لطرق التجارة آنذاك، ودفن بوادي الملوك في المقبرة رقم 8.
كما سيتم نقل مومياء الملك سيتي الثاني (حوالي 1200 ق م– 1194ق م )وهو خامس ملوك الاسرة 19 ، و الوريث الشرعي علي الأرجح للملك مرنبتاح، وكان له نشاط تعديني في سيناء ، ويذكر له بعض الانشاءات البسيطة بالكرنك ، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر رقم 15.
ومومياء الملك سي بتاح (حوالي 1194 ق م – 1188ق م ) ، وكان الملك قبل الأخير في الأسرة الـ ١٩ ، وتولى العرش عقب وفاة والده الملك سيتي الثاني على الأرجح في ظل اضطرابات وصعوبات جمة في ظل التصارع على العرش آنذاك ، ومقبرته في وادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 47.
ومومياء الملك رمسيس الثالث (حوالي 1184 ق م – 1153 ق م)، وسيتم نقلها لمتحف الحضارة أيضا ،وهو من أهم واشهر ملوك الاسرة الـ ٢٠ ، ينسب له التصدي لخطر شعوب البحر، كما سجل في عهده اول اضراب في التاريخ، وتعرض لمؤامرة الاغتيال الشهيرة، وتقع مقبرته بوادي الملوك بالأقصر رقم 11 .
كما سيتم نقل مومياء الملك رمسيس الرابع (حوالي 1153 ق م – 1147 ق م)، وهو ثالث ملوك الأسرة الـ ٢٠، وكان له نشاط تعديني بالصحراء الشرقية ، ومقبرته تقع بوادي الملوك وتحمل رقم 2 ، والتي عثر بها على التخطيط المصري القديم لها ومحفوظة حاليا بمتحف تورين بايطاليا.
ومومياء الملك رمسيس الخامس (حوالي 1147 ق م – 1143 ق م)، وهو رابع ملوك الأسرة الـ ٢٠ ، كان له نشاط تعديني بسيناء، ويتميز عهده بأثنتين من أشهر وأهم البرديات مثل بردية (ويلبور) ،التي تعد وثيقة مهمة في تاريخ التعاملات الضريبية في مصر القديمة وأيضا بردية (تورين) رقم 1887، والتي تسرد لنا ثمة وقائع فساد مالي بالجهاز الإداري للدولة.
كذلك سيتم نقل مومياء الملك رمسيس السادس (حوالي 1143 ق م – 1136ق م)، وهو خامس ملوك الاسرة الـ ٢٠، وقد ظل التأثير المصري ممتدا في عهده في أنحاء من الساحل السوري وأيضا في النوبة ، وقد ترك لنا مقبرته المشهورة في وادي الملوك رقم 9.
ومومياء الملك رمسيس التاسع (حوالي 1126 ق م – 1108ق م)،وهو ثامن ملوك الأسرة الـ ٢٠، وبدأت الأوضاع تزداد اضطرابا وصعوبة في عهده فقد ازدادت سطوة كهنة آمون ومعها تطلعات المرتزقة الليبيين للسلطة فيما بعد ، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 6.