سعيد عبده يكتب: كورونا خرجت عن السيطرة

سعيد عبده يكتب: كورونا خرجت عن السيطرةسعيد عبده

الرأى11-5-2021 | 23:40

فعلا، خرجت كورونا عن السيطرة فى أكبر بلد منتج للقاحات فى العالم «الهند» وتعدادها السكانى حوالى 2 مليار نسمة، وفى تطور جديد للفيروس بسلالة هندية ازداد أعداد المصابين بشكل ينبئ بكارثة كبيرة.

تسجل الهند 400 ألف حالة إصابة يوميًا تقريبًا وحالة وفاة كل 4 دقائق ولا يوجد مكان فى المستشفيات، وهناك نقص فى أجهزة الأكسجين واللقاحات، فالأعداد تفوق كل الإمكانات والمواطن بلا مكان يعالج فيه، ومعدلات الإصابة وصلت إلى 886 ألفا الخميس الماضى مقابل 140 ألفا العام الماضى.

ومعدل الوفيات حول العالم فى إبريل هذا العام 3.168 مليون مقابل 207 آلاف فى نفس الشهر عام 2020.. هذا كله رغم ظهور أكثر من عقار وتنافس الشركات المنتجة حول العالم لتقديم المزيد.. وفى الوقت نفسه طلبت الهند كميات من لقاح «ريمدسفير» الذى ينتج فى مصر.. وبدأت الكثير من دول العالم تقدم المعونات الطبية لتجتاز الهند هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة..

الصين بدأت تقدم المعونات، وأمريكا أرسلت جسرا جويا طبيا، ومصر قدمت معونات طبية وغيرهم من دول العالم لكى يتم التغلب على هذه الأزمة وعدم انتشار السلالة الهندية الشرسة وخروجها إلى دول أخرى.. فالهند دولة ذات كثافة سكانية كبيرة ومعدل الانتشار سريع لدرجة أن الأهالى يطالبون بمزيد من الأماكن لحرق الجثث والتى تتم فى الميادين والأماكن الخالية والتى أصبحت لا تكفى.. وذلك حسب طقوس الديانة الهندية التى تقضى بحرق الجثث.

مصر والكورونا

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة والنجاحات فى السيطرة على «كوفيد 19» منذ بدايتها بالمستشفيات ومراكز فحص الحالات والحجر الصحى.. إلا أن مازال الكثير منا لا يأبه بذلك.. نحن دائمًا ننتبه لبعض الوقت وسرعان ما ننسى، فلدينا ذاكرة السمك فى كل الأمور حتى الخطير منها.

فتجد التجمعات وعدم ارتداء الكمامة سواء فى الطرق أو وسائل المواصلات، والطريف أننا نرتدى الكمامة أسفل الذقن إلى أن نرى كمين شرطة أو رقابة نرفع الكمامة على الأنف!!

هذا والأدهى مع رمضان والأعياد سواء للمسلمين أو المسيحيين لا نقوم بما يجب عمله ونعود إلى عاداتنا من العزومات والسهر والخروج وكأنه ليس هناك كورونا.. بل هى حلم!! وطبعا ازداد معدل الإصابة فى بعض المحافظات، والكارثة أن المصاب الوحيد يصيب أفراد أسرته بالكامل وأحيانًا يخفى أنه مصاب وينزل عمله ليصيب جماعات من زملائه.

وتستمر المطاعم فى عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية أو ليس هناك إجراءات على الإطلاق والمطاعم مكتظة فى رمضان حتى أننى أتصور أنه لا يوجد أناس فى المنازل.. وشم النسيم وما أدراك ما شم النسيم بالنسبة لكل الأسر المصرية فقد كان هناك شراء للفسيخ والملوحة من قبل الكثيرين على الرغم من رمضان بالنسبة للمسلمين.

وقامت الدولة بإغلاق الطرق المؤدية إلى المصايف فى بعض المحافظات ولكن هناك مناطق ساحلية لم تغلق.. إن هذا الأمر من أخطر مسببات المرض، فالتجمعات على الشواطئ ونزول البحر وحمامات السباحة الجماعية هى بؤرة كافية لانتشار المرض، كذلك استخدام دورات المياه الجماعية هناك، بل وأيضًا فى المطاعم والكافيهات التى تسهر بعد السحور.

لقد أنهت وزارة التربية والتعليم مبكرًا العام الدراسى للأطفال وقد فعلت خيرًا ولكن نحتاج لتحرك سريع ومهم.. أعلم ما تقوم به الدولة ممثلة فى وزارة الصحة من مجهود كبير ووافر فى مواجهة الأمر ولكن نحتاج إلى تضافر الجهود من كل الوزارات وأجهزة الإعلام وخاصة فى رمضان ونسبة المشاهدة أو الاستماع عالية ما بين الحملات التوعوية لمكافحة هذا المرض ورفع مستوى ثقافة الفرد والأسرة والمجتمع بأسلوب غير تقليدى.

انتبهوا قبل فوات الأوان، نحن نمر بمرحلة من أخطر المراحل التى يجب أن تكون هناك مجموعة من الإجراءات الصارمة لمواجهة تداعياتها، وأقترح غلق المصايف هذا العام ومنع التجمعات.. وتشديد العقوبات وأن تعمل جميع الأجهزة معًا، والمواطن قبل الدولة، فالثمن حياة الفرد التى هى أغلى من كل شىء، فأنا حاليًا لا أسمع عن إصابة واحدة ولكن أسرة بكاملها أصيبت.. الله المنجى.

تركيا ما زالت تعبث

فى الوقت الذى ينشغل فيه العالم ب كورونا والمصالحة بين إيران وأمريكا وحل المشكلة الليبية وخروج أمريكا من أفغانستان بل والناتو كله من هناك واحتمالات عودة طالبان وداعش ومشكلة سد النهضة.

تقوم تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية فى شمال العراق وذلك لمطاردة حزب العمال الكردستانى، هل هناك قانون دولى وأمم متحدة ودول كبرى يتم هذا العمل تحت سمعها وبصرها؟، اعتداء تركى على أراض عراقية واحتلالها تحت أى مزاعم سوى السيطرة والاحتلال وعدم احترام القانون الدولى.

أضف تعليق