عاطف عبد الغنى يكتب: من وحى الدراما الرمضانية «2» العميل الحائر بين ابن خلدون والجبرتى «!!»

عاطف عبد الغنى يكتب: من وحى الدراما الرمضانية «2» العميل الحائر بين ابن خلدون والجبرتى «!!»عاطف عبد الغنى

الرأى14-5-2021 | 19:28

(1)

كنت أعرف توجهات مؤسسات الغرب الضالعة فى مخطط التغيير فى منطقة الشرق الأوسط من تحركات، وتصريحات اثنين بالتحديد أهمهما د. سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية، (الثانية ناشطة نسوية توفاها الله قبل أسابيع)، وصاحب مركز ابن خلدون، هو أكثر شخصية كتبت وحذرت منها قبل وبعد موجة الفوضى التي صفعت العرب على أقفيتهم فى الربيع المزعوم. كانت الأوامر تأتي فى صيغة مشروعات صادرة عن الخارجية الأمريكية، وممولة بملايين الدولارات من الجهات المانحة، صهيونية الفكر والتوجه، وتلقى يا سعد.. وسعد مثل الإمبراطور الجالس فى عرشه فوق المقطم، يقسّم، ويوزع، ويقرب، ويبعد، والقنوات مفتوحة على العواصم الأمريكية والأوروبية، والشبكات الممتدة فى أنحاء البسيطة، تروّج لأفكار وقيم تهدم الدول والمجتمعات، وتستبدل ديانات السماء، بالخزعبلات الأرواحية، وفى كل تنظيم وتجمع تجد سعد الدين إبراهيم، باحثا، أو عضو مجلس أمناء، المهم أنه موجود.

(2)

والدكتور سعد (الألترا ليبرالى) يحيط نفسه بهالة العلم، والحداثة، ويحتمي فى نظريات علم الاجتماع، والعلامة ابن خلدون الذي أطلق اسمه على اسم المركز الذى أدار منه عملياته بالمقطم، وفى الحقيقـــة كـــان يمـــارس بامتيـــــاز دور مقــــاول الأنفــار، وفى مقره بالمقطم، ذهبت أحضر مؤتمرا صحفيا عقده قبل انتخابات الرئاسة التعددية الأولى 2005 التى خاضها تلميذه النجيب أيمن نور أمام الرئيس الأسبق مبارك، رأيت سعد يعقد اتفاقا مع عدد من "البودى جارد" ماركة إمبابة، ليوزعهم على لجان التصويت، بعد أن يستخرج لهم تصاريح مراقبة، وبالطبع كان الهدف أن يشاغبوا فى اللجان، فيجد سعد الدين، وأمثاله ما يكتبونه فى التقارير التى سوف يرسلونها إلى أربابهم فى الغرب..
وقد كشف لي بنفسه غرضه، حين سألته (عام 2005) وهل تتوقع أن يخسر الرئيس مبارك الانتخابات؟! فأجابنى: "لأ طبعا" قلت له فلماذا يزوّر النظام الانتخابات؟ فأجاب مغاضبا: "ليرفع النسبة التى يفوز بها الرئيس" وأتذكر أن نتيجة هذه الانتخابات بالذات خرجت متفقة بشكل كبير مع التوقعات الموضوعية لها.

(3)

وفى الحلقة 26 من مسلسل "هجمة مرتدة" يدخل د. سعد الدين إبراهيم.. أسف أقصد د. سعيد خليل رئيس مركز "الجبرتى" الذى يجسد دوره الفنان "أحمد حلاوة"، ويتطرق عرضا فى كلامه مع الشباب، الذى يحضر ورشة عمل فى المركز، عن حرب أكتوبر، ويبدى اعتراضه "ولو أنى مش بحب كلمة ذكرى نصر أكتوبر دى"، ليثير موجة من غضب الشباب ممن رأوا فى كلامه تهكماً وسخرية من نصر عظيم، فيحتمى الدكتور فى إرهاب العلم وحرية التعبير، ويطلب من الشباب عمل دراسات عن أكتوبر، يقوم بتمويلها (إغراء بالمال)، وفى حديثه مع زوجته التى تراقب من خلال دائرة تليفزيونية ما يحدث فى المركز نكتشف الهدف، وهو تشكيك الأجيال الجديدة فى نصر أكتوبر، وسرقته من مصر لصالح إسرائيل.. هل هذه المشاهد تعكس حقائق؟!.. الإجابة: بل تعكس أقل كثيرا من البلاوى التى كانت تصدر من المقطم والمعادى حيث يسكن د. سعد وزوجته الأمريكية، ومن السفارات الأجنبية فى حى جاردن سيتى التى تحولت إلى مزارات مقدسة للدكتور سعد وأمثاله من النخب التى احتمى بعضها فى هذا الوقت فى كيان أطلق عليه لجنة السياسات، وكانوا يتوددون للغرب، ويقبلون عتباته المقدسة، وعرفوا مبكرا سكة الإخوان فزاروا مرشدهم فى المنيل قبل أن ينتقل إلى المقطم، وعلى باب المرشد خلعوا أحذيتهم، وهرولوا مسرعين ليصطفوا خلفه فى صلاة الجماعة، ليثبتوا له ولاءهم، وأتصور أن بعضهم صلى وهو على غير وضوء.. والله أعلم.

(4)

ولا شك تحملت المؤسسات السيادية، والأمنية، الكثير فى العقد السابق على انطلاق هبات الربيع، وأخطأت النخب السياسية أخطاء شنيعة، أولها الجهل بحركة التاريخ، وانغماسهم فى التفاصيل الداخلية عن تحركات الخارج وبالذات على مسار الدبلوماسية الموازية، التى اعتمدت على توظيف ما سمى بالمجتمع المدنى، وعلى الوصول للمصريين بشكل مباشر لإقناعهم بعمليات التغيير، وتأجيج الغضب على النظام، ورموزه، وضد مؤسسات الدولة وخاصة الشرطة، وكان التوريث هو (كعب أخيل) وأضعف موضع فى جسد النظام الذى استطاعت الشياطين أن تنفذ منه وتنفذ مخططها الذى تفجر مع 25 يناير 2011.. وللكلام بقية فانتظرونا.

    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2