فى حي المعادى وعلى شاطئ نيل القاهرة مباشرة، تقع كنيسة السيدة العذراء مريم، بطرازها الأثرى المميز، شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والتى اتخذ من سردابها مرفأ لعبور العائلة عبر النيل إلى الصعيد وتحديداً إلى جبل قسقام بأسيوط حيث يقع دير المحرق.
يذكر أن العائلة المقدسة سارت فى طريق الهروب لمصر إلى كنيسة أبوسرجة بمصر القديمة قبل أن تصل إلى كنيسة العذراء بالمعادى ومكثوا فيها فى طريق الهروب لمدة 3 أيام أثناء توجههم إلى جبل قسقام بأسيوط (دير المحرق)، ومكثوا فيها أيضاً أثناء عودتهم إلى بيت لحم ولكن لم تُعرف المدة التى مكثوا فيها فى تلك المنطقة المعروفة بمنطقة «العدوية»، وهم من كانوا يمتلكون هذه الأرض فى هذا الوقت، لذا سميت بكنيسة ودير السيدة العذراء مريم بالعدوية.
وفيما يتعلق ببناء الكنيسة، يذكر إن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الرومانى قسطنطين الكبير، طلبت من ابنها أن يبحث عن كل مكان ذهبت إليه العائلة المقدسة وأن يبنى فيه كنيسة باسم العذراء مريم، ومن بين هذه الأماكن كانت كنيسة العذراء مريم بالمعادى فى القرن الرابع الميلادى، والتى رممت على مر العصور، وكان آخر ترميم لها فى القرن الحادى عشر الميلادى، حيث كانت هناك قافلة مارة بالنيل محملة بالأسلحة فانفجرت أمام الكنيسة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأعيد بناؤها مرة ثانية فى نفس المكان.
الجدير بالذكر ان الكنيسة تحتوى على 3 هياكل و3 قباب، وبها «بئر» كانت تشرب منها العائلة المقدسة، كما أن الكنيسة بها أكفان بعض القديسين، وبها أيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم منذ ولادتها وحتى وفاتها، وتضم الكتاب المقدس بالحجم الكبير منذ عام 1976 الذى وجده راعى الكنيسة ويدعى القس بشارة طافياً على سطح النيل، ومشبعاً بالمياه ومفتوحاً على سفر أشعياء الأصحاح 19 الذى توجد به آية تقول: «مبارك شعبى مصر»، فضلاً عن احتواء الكنيسة على السلم الأثرى الذى يصل إلى قاع النيل والمقام عليه «قبة» وبه مذبح، وكانت المياه قبل بناء السد العالى تغرق السلم وتتدفق إلى داخل الكنيسة، ولكن بعد بناء السد العالى وبناء على طلب وزارة الرى والموارد المائية تم بناء رصيف أمام السلم لحماية المبانى أخفى بعض أدراجه ولكن ما زالت بعض الأدراج موجودة وتستخدم فى الصعود والنزول عليها.
كما أنه يقع أمام الكنيسة سلم آخر يصل بسرداب مار أسفل الكنيسة ويصل حتى النيل، وترى فى نهاية هذا السرداب دير أبوسيفين فى الجهة المقابلة، وكان يستخدم السرداب فى نقل الأشخاص وما زال موجوداً وتمت إعادة ترميمه ووضعت فيه أيقونة للسيدة العذراء والسيد المسيح.
الجدير بالذكر أن الكنيسة أعيد ترميمها بالكامل فى سبعينات القرن الماضى، ولم يبق من الكنيسة الأثرية سوى 3 قباب و3 مذابح، ويأتى إلى الكنيسة سياح من كل مكان