من هو هادى عمرو المعارض لـ"صفقة القرن" ؟

من هو هادى عمرو المعارض لـ"صفقة القرن" ؟هادى عمرو

عرب وعالم15-5-2021 | 23:34

وصل نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الفلسطينية والإسرائيلية هادى عمرو إلى الشرق الوسط فى مسعى أمريكى لترتيب تهدئة فى التصعيد الحالى بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن واشنطن أوفدت مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على وقف التصعيد العسكرى. وتابع: " هادى عمرو مكلف بدعوة الطرفين إلى وقف العنف، نيابة عن الرئيس بايدن".

ماذا نعرف عن هادي عمرو؟

على موقع وزارة الخارجية الأمريكية نقرأ المعلومات التالية عن هادى عمرو:

يتولى عمرو منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الفلسطينية الإسرائيلية الملحق بقسم الشرق الأدنى فى الخارجية الأمريكية.

كان عمرو ضمن فريق وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى لشئون المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما خلال الفترة ما بين 2013 و2017.

وقبل ذلك عمل فى وكالة المعونة الأمريكية حيث تولى إدارة العديد من برامج المعونة الأمريكية فى الشرق الأوسط خلال الفترة ما بين 2011 و2013 حين كانت المنطقة تعيش ذروة ربيع الثورات العربية.

كما شغل مناصب فى وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الأمن الداخلى. وخلال مسيرته المهنية عمل وقدم المشورة للعديد من المنظمات الدولية مثل البنك الدولى والمنتدى الاقتصادى العالمى.

وعمل فى الآونة الأخيرة باحثاً فى كل من معهد بروكينجز و"مركز الأمن الأمريكى الجديد" حيث انصب عمله على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وعلى التنمية البشرية فى المنطقة.

ويحمل عمرو درجة الماجستير فى الاقتصاد والشئون الدولية من جامعة برينستون ودرجة البكالوريوس فى الاقتصاد من جامعة تافتس.

بروكينغز الدوحة

انضم عمرو الذى أبصر النور فى لبنان وترعرع فى الولايات المتحدة، الى معهد بروكينجز عام 2006 وتولى منصب مدير معهد بروكينجز الدوحة فى قطر.

وكتب هادى عمرو بالإشتراك مع زميله إيلان جولدنبيرج مقالة فى مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية المرموقة فى يناير من عام 2020 تحت عنوان " نعرف خطط السلام وهذه ليست من بينها" تناولت خطة السلام التي روج لها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وحملت اسم "صفقة القرن" وقالا إن خطة ترامب مهزلة ولا حظ لها فى النجاح لأن أحد طرفيها وهو الجانب الفلسطينى لم يستشر حول مضمونها ورفض لقاء معبوث ترامب الذى كان يروج للخطة وهو صهره جاريد كوشنر.

وقالا إن هذه الخطة أضرارها أكثر من منافعها و"يجب أن ترمى فى مزبلة التاريخ على وجه السرعة".

الإنتفاضة

وكتب عمرو مقالة مطولة أخرى فى ذات المجلة عام 2017 عشية إعلان الرئيس الأمريكى ترامب عن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، تناول فيها التحول الذى شهدته القضية الفلسطينية والموقف الشعبي الفلسطينى. وقال إن من الضرورى وقبل النظر إلى الوضع الحالى للعلاقة الفلسطينية / الإسرائيلية أن ندرك "أن الأمل والكراهية ولدا قبل ثلاثين عاماً تقريباً فى 9 ديسمبر 1987 حين اقتحمت سيارة جيب عسكرية إسرائيلية مخيم جباليا للاجئين فى قطاع غزة وقتلت أربعة فلسطينيين. وعندما ثار الشارع الفلسطينى فى الضفة الغربية وغزة، من الشباب الغاضب إلى أصحاب المتاجر المحافظين إلى المحامين التقدميين، ضد الاحتلال العسكرى الإسرائيلى الذى سيطر على حياتهم ولدت المقاومة المدنية ( الانتفاضة) التى كانت عبارة عن اعتصامات وإضرابات وجزء منها رشق بالحجارة".

إنتفاضة 1987 هى التى مهدت السبيل أمام منظمة التحرير الفلسطينية لتبنى موقف شجاع والتراجع عن موقف "تحرير فلسطين" إلى "بيان الإستقلال" فى 5 نوفمبر 1988، أى التنازل حتى عن دولة فلسطين المنصوص عليها فى قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والقبول بعشرين فى المئة من مساحة فلسطين. إن انتفاضة 1987 هى التى غيرت الموقف السياسى الفلسطينى وجعلته براجماتياً بدلاً من اللاواقعية التى كان يتسم بها حسب رأى هادى عمرو.

وفقا لـ "بى بى سى"، تنم كتابات هادى عمرو فى مجلة "السياسة الخارجية" عن فهم عميق ودقيق للصراع الاسرائيلى الفلسطينى ولأزمات المنطقة وتبرز لديه الجانب الأكاديمى.

ورغم أن هادى عمرو ظل يعمل من خلف الستار وفى الصفوف الخلفية من العمل الدبلوماسى الأمريكى المتعلق بالشرق الأوسط حيث لم نشهد له تصريحات أو ظهوراً إعلامياً. لكن كتاباته اثارت غضب بعض الأوساط في اليمين الإسرائيلى والأمريكى.

فقد كتب دانييل جرينفيلد فى موقع "جويش نيوز سينديكيت" فى شهر فبراير الماضي مقالة مطولة اتهم فيها هادى عمرو بتأييد من وصفهم بالجماعات الإرهابية مثل حركة حماس وفتح وأنه هو الذى يقود جهود إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لإعادة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية واستئناف الدعم المالى للسطلة ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا.

وجاء فى مقالة جرينفيلد: "إن تعيين بايدن ل هادى عمرو لا يجب أن يثير استغرابنا، فالرجل الذى ولد فى بيروت وترعرع فى السعودية دخل مجال السياسية من خلال عمله فى حملة المرشح الديمقراطى للانتخابات الرئاسية الأمريكية آل جور وشارك فى حملة الرئيس بايدن الانتخابية عن طريق جمع التبرعات للحملة. إن تعيين بايدن ل هادى عمرو الذى دعا مراراً إلى التعامل مع حركة حماس وعمل عن كثب مع دولة إرهابية هى أكبر ممول لحماس، يضعه فى موقع سياسى مهم. إن عمرو ليس مجرد خبير فى مجال السياسة الخارجية، بل له تاريخ طويل فى العداء لإسرائيل".

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2