مصر القيادة

مصر القيادةمحسن عليوة

الرأى20-5-2021 | 20:41

مع تصاعد وتيرة الأحداث فى الأراضى الفلسطينية من قوات الاحتلال الإسرائيلى الغاشم ، وحالة الصمت للمواقف الرسمية لكثير من القوى الدولية و هو ما أكدته و نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية من خلال تحليل للكاتب بوبى جوش الاتصال التليفونى الذى تم بين جو بايدن مع بنيامين نتنياهو، والذى يؤكد على تعامل بايدن مع الأزمة بتراخى حيث أوضح أنه "بايدن" لم يعرض أى فكرة تؤدى الى هدنة أو يتقدم بأى مقترحات من شأنها الضغط و التوسط لوقف الاعتداءات المتواصلة لدولة الإحتلال ، على حد تعبير بوبى جوش الذى القى الضوء على الدور المحورى لمصر فى السعى نحو التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة ، وهذه ليست الإشادة الدولية الوحيدة تجاه ما تقوم به مصر من دور هام فى هذه الأزمة الخطيرة فقد أشادت بريطانيا وباكستان والعديد من الدول بالجهود المصرية لخفض حدة التصعيد بين قوات الإحتلال والفلسطينيين، كما وجه البرلمان العربى الشكر إلى الرئيس السيسى على موقف سيادته فى فتح مستشفيات مصر أمام الفلسطينيين .

ودائماً ما تظهر قوة مصر القيادة فى مثل هذه الظروف التى تمر بها الأمة العربية حيث أن مصر دائماً ما تحمل هم المنطقة بقياداتها الواعية وشعبها البطل وجيشها المقدام وليس ببعيد منا أخر حرب بين قوات الاحتلال والفلسطينيين فى غزة عام 2014 والتى لم تتوقف الا بالجهود والوساطة المصرية المخلصة .

إن إعلان السيد الرئيس عن تخصيص مبلغ نصف مليار دولار لإعادة إعمار ما تهدم نتيجة الأحداث الجارية بواسطة الشركات المصرية المتخصصة يؤكد بكل وضوح اعتبار مصر ان القضية الفلسطينية ذات اولوية كبرى و أن جهود القيادة المصرية والمواقف الرئاسية المشرفة لدعم القضية الفلسطينية ممتدة ومستمرة ولا تتوقف ابداً ، وهذه ترجمة حقيقة للجهود الحثيثة التى تتم على أرض الواقع والذى أشادت به العديد من الدول والمنظمات الدولية .
إن الأزمات التى تتعرض لها الأمة العربية دائماً ما تُظهر قوة مصر و إخلاص قياداتها وعزيمة شعبها الأبى والتى تمثلت فى قيام القوى السياسية فى الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية والشعبية فى تجهيز وإعداد قافلة مساعدات طبية وغذائية للشعب الفلسطينى تتحرك يوم الجمعة المقبل لمعبر رفح.

ومن دواعى الفخر والإعتزاز بالدور الرائد لقيادة مصر هو أنه رغم اشتعال الموقف بدولة من دول الجوار دولة فلسطين فى غزة و فى هذه الأجواء المشتعلة فى العديد من مناطق العالم و على الرغم من المخاطر التى تُحيط بمصرنا الغالية ، فإذا برئيس مصر يقرر زيارة خارجية إلى فرنسا ، و عقد عدة لقاءات موسعة مع الرئيس الفرنسى ، وسط دهشة دولية ما بال هذا الرجل الذى لا يكل ولا يمل من التحرك داخلياً وخارجياً وفى ظروف الأحداث الجارية ، حيث أن حدود دولته ملاصقة لدولة مشتعلة بحروب وأحداث دامية.


هذه الزيارة فى هذا التوقيت من الأهمية بمكان فى عدة محاور سياسية وأمنية واقتصادية.


وقد اتضحت قوة شخصية القيادة والرؤية الثاقبة للأحداث عندما تحدث فى الشأن السودانى بكلمته التى ألقاها على مرأى ومسمع من العالم أجمع والتى تُعتبر خارطة طريق لقيام دولة السودان الشقيق فى رسالة واضحة وقاطعة لكل المتآمرين على نهوض دولة السودان من عثرتها الحالية ، حدث هذا فى حضور معظم قادة أفريقيا بما فيهم دولة إثيوبيا صاحبة الملف الأخطر بالنسبة لمصر والسودان .
إن إشارة السيد الرئيس بقوله "فلا شك أن نهر النيل يمكن أن يمثل ركيزة لتعاون أشمل بين دول حوض النيل إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى الجميع، بحيث يتم تحقيق التنمية المنشودة دون الإضرار بأى طرف، ومن بينها الشعب السودانى" .
تلك هى مصر القيادة التى تعى ما تقول ومتى تقول و كيف تقطع الطريق على كل خائن متآمر .


وحتى تكتمل الرسالة يجب أن يتمتع كل أفراد المجتمع بوعى خطورة المرحلة وحجم التحديات التى تحيط بمصرنا الغالية ، وان نسير بنفس سرعة و جهد وحماس القيادة ، واجب على كل مؤسسة من مؤسساتنا أن تتمتع بحُسن الأداء ، واجب على الجميع تغليب مصالح الوطن عن المصالح الشخصية وأن تكون مصر أول الاهتمامات وان يكون الانتماء اليها هو الغاية .

حفظ الله مصر

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2