أجاب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق على سؤال قالت فيه السائلة انها لم تقضِ أيام دورتها الشهرية (الحيض) مطلقًا إلا منذ ثلاث سنين، مع أنها تبلغ من العمر الآن ثلاثًا وثلاثين سنة. فماذا تفعل؛ هل تقوم بصيام هذه المدة؟.
وقال الدكتور علي جمعة إن الله عز وجل قد فرض صيام شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قال عز وجل: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]،
واستشهد جمعة بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري.
وأكد المفتي أن الله حرَّم على الحائض والنفساء الصيام، ولو صامتا لا يُعقد صيامهما؛ وذلك لأن الحائض والنفساء تدخلان تحت المرضى لقوله عز وجل: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 185].
وأوضح جمعة أن من أفطر لعُذْرٍ كالمرض أو السفر أو الحيض والنفاس فلْيَقْضِ ما فاته إذا زال عُذْرُهُ، فإن زال العذر وتمكَّن من القضاء قبل دخول رمضان التالي فلم يقضِ حتى دخل رمضان؛ فإنه يجب عليه القضاء مع الفدية عن كل يوم إطعام مسكين بقدر وجبتين.
واختتم جمعة فتواه بأن علي السائلة قضاءُ ما فاتها من رمضان، ولا يشترط التَّتَابع، بل يجوز أن تصوم متفرقًا، وعليها لكل يوم فدية إطعام مسكين.