وزير الأوقاف: شعائر الإسلام قائمة على الطاقة والوسع

وزير الأوقاف: شعائر الإسلام قائمة على الطاقة والوسعوزير الأوقاف

مصر5-6-2021 | 08:26

نشر وزير الأقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، منشورا جديدا عبر صفحته على فيس بوك، يتحدث فيه عن "المتيسر والمتعذر"، وذلك فى إطار حملة تصحيح المفاهيم".

وقال الوزير: "عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: دَعُونِى مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ"، وعَنْ عَائشَةَ رَضى اللهُ عنها أنَّ النَّبى صلى الله عليه وسلم دخَلَ عليها وعندَها امرأةٌ، قال: "مَنْ هذه؟ قالت: هذه فُلانةٌ ، تذْكرُ مِنْ صَلاتِها ، قال: «مَهْ »، عليكم بِما تُطِيقونَ، فوَ الله لا يَمَلُّ اللهُ حتَّى َتملُّوا".

وأضاف: عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رضى الله عنهما، أَنَّ السيدة عَائِشَةَ رَضِى الله عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى فِى المَسْجِدِ، وَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّى فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَتَشَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّـا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَى مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّى خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا "، فَتُوُفِّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِك.

وتابع: "وعن عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ- أيضًا- أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا وَعِنْدَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تَنَامُ اللَّيْلَ؟! خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ، فَوَالله لا يَسْأَمُ الله حَتَّى تَسْأَمُوا".
وأردف: "عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: دَخَلَ النبى صلى الله عليه وسلم المسْجد فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بيْنَ السَّارِيَتَيْنِ ، فَقالَ : "ما هذا الحَبْلُ"؟ قالوا : هذا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ ، فَقالَ النبى صلى الله عليه وسلم: "لا، حُلُّوهُ ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ".

وأوضح: "وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِى الله عَنْهَا، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكن إثْمًا ، فَإِذَا كَانَ الإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ ".

وأكد أن من رحمة الله عز وجل أن شعائر الإسلام قائمة على الطاقة والوسع، حيث يقول الحق سبحانه: "لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، ويقول تعالى فى شأن الحج:"ولله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، ويقول سبحانه فى شأن الصوم: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر"، ويقول عز وجل: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".

وقال بعض المفسرين: أى على الذين لا يطيقون الصيام فدية طعام مسكين، وقال بعضهم المراد: على الذين يطيقونه بمشقة بالغة أو غير محتملة، ويقول سبحانه فى شأن الإنفاق: "لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا".

وشدد على أن الدين قائم على اليسر ورفع الحرج، حيث يقول الحق سبحانه: "يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، ويقول سبحانه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"، فمن أدى المتيسّر سقط عنه المتعذر كمن تيمم عند فقد الماء فإنه يكفيه، ولا تلزمه الإعادة عند وجود الماء، ومن عجز عن الصلاة قائمًا صلى قاعدًا وسقط عنه القيام المتعذر، بل إن نبينا "صلى الله عليه وسلم" ليبشر من تعذر عليه ما كان يؤديه من الطاعات بفضل الله عز وجل وكرمه فى إجراء ثواب ما كان يعمل، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: " ِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".

واختتم: "فى المتاح والمباح سعة بالغة، غير أن بعض الناس دون أن يؤدى المتاح والمباح لا يتعلق إلا بالمتعذَّر، وكأنه يبحث عن شماعة ليعلق عليها تقصيره".

أضف تعليق