قال المستشار محمد عبد الوهاب، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، إن تنظيم المنتدي الاستثمارى الأفريقي يأتي في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التعاون المثمر بيننا وبين الدول الأفريقية.
وأوضح، خلال كلمته بالمنتدى، أنه يعقد في ظل ظروف تداعيات كورونا ما يعد موشرا على تعافي اقتصاد الدول الإفريقية.
وأضاف: نؤمن جميعًا بإخراج الوجه المشرق لقارتنا الإفريقية واعتبار الغد فرصة مشرقة للاستثمار، فنحن نعمل على تعزيز الشراكة بينا وبين كل الدول ليكون هناك غدًا أفضل واستثمارات واعدة.
وتابع عبد الوهاب: نعمل على تعزيز قدرة البلدان الأفريقية على الصمود في مواجهة التحديات العالمية الحالية غير المسبوقة وكذلك الشراكه الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص والشركاء الإقليمين لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والصحي والاجتماعي للشعوب الإفريقية.
وننشرنص كلمة المستشار محمد عبد الوهاب بمنتدي الافريقي:
يُسعِدُني أن أرحبَ بكم اليوم....... في المنتدى الأولِ لرؤساءِ هيئاتِ الاستثمارِ الإفريقيةِ... تحتَ شعار "التكاملُ من أجلِ النمو"... برعايةِ السيد الدكتور رئيسِ مجلسِ الوزراء..... وبالتعاونِ معَ وزارةِ الخارجيةِ ووكالةِ الاستثمارِ الإقليميةِ للكوميسا... بمشاركةِ 34 دولةً إفريقيةً..... وممثلي عددٍ من المؤسساتِ الدوليةِ والإقليميةِ والقطاعِ الخاص ....
السيداتُ والسادة
يأتي تنظيم هذا المنتدى في إطار حرص السيدُ الرئيس عبد الفتاح السيسي..... على مَدِ جُسورِ التعاونِ بينَ مِصرَ وأَشِقائِها في القارة.... وتعزيزِ عَلاقاتِ التشاورِ والتنسيقِ في كلِ المجالات..... خاصةً المجالاتِ الاقتصاديةَ... والعملَ على زِيادةِ المشروعاتِ المشتركة..... التي تُسهمُ في تلبيةِ تطلعات كافة الشعوبِ الإفريقية.
وهو ما يدعونا إلى أهمية تنسيقَ الجهودِ المخلصةِ... لتدعيمِ أواصرِ التعاونِ الدائمِ والمثمرِ..... بهدف جذب المزيدِ من الاستثماراتِ للقارة الإفريقية..... وتشجيعِ الشراكاتِ بين القطاعينِ الخاصِ والحكوميِ كقاطرةٍ لتحقيقِ معدلاتِ التنميةِ المأمولةِ لدولِ القارةِ.....
السيداتُ والسادة
يكتسبُ هذا المنتدى أهميةً خاصةً .....حيثُ يأتي في ظلِ ظروفٍ ومُتغيراتٍ استثنائيةٍ، فرضتها جائحةُ كورونا.... والتي وضعت كافةَ شعوبِ العالمِ أمامَ لحظةٍ تاريخية حاسمةٍ..... تحدد مستقبل الأجيال القادمة... وتفرضُ واقعاً جديداً قد يغيرُ هيكلَ وملامحَ الاقتصادِ العالمي.
إلا أنهُ وبالرغمِ من تلك التداعيات على الدولِ الإفريقية.... فإن هناكَ بوادرَ ومؤشراتٍ إيجابيةً على دخولِ القارةِ في دائرةِ التعَافي... حَيثُ أشارت التوقُعاتُ الدوليةُ إلى تَحقيقِ الاقتصادِ الإفريقيِ.... لمُعدَلاتِ نُموٍ إيجابيةٍ خلالَ العامِ الحالي قد تصلُ إلى 3.4% …..وهو ما يَدُلُ على قدرةِ الاقتصاداتِ الإفريقيةِ على الصمودِ أمامَ الأزماتِ العالميةِ.... وتحقيقِ معدلاتٍ إيجابيةٍ للنمو....
الحضورُ الكريم
لا شكَ أن تلكَ التحدياتِ تضعُ هيئاتِ الاستثمارِ أمامَ مسئولياتٍ جسيمة.... وذلكَ انطلاقاً من دورِهَا الفاعلِ كمحركٍ رئيسيٍ للتنمية...
كما تتطلبُ إعادةَ النظرِ في ترتيبِ الأهميةِ النسبيةِ للقطاعاتِ الاقتصادية المستهدفة.... حيثُ تَصدَرَ قطاعا الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلوماتِ والرعايةِ الصحيةِ قائمةَ الأولويات... وكذا رسمَ سياساتٍ استثماريةٍ جديدةٍ تقومُ على تهيئةِ بيئةِ الأعمالٍ الداعمةِ والمُحَفِزةِ لِدورِ القطاعِ الخاص...... وتعزيزِ مساهمتِه في تنفيذِ مشروعاتٍ مشتركةٍ محليةٍ وعابرةٍ للحدود.
ومن هُنا... فإننا نؤكدُ على أن تعزيزَ التعاونِ المشتركِ بينَ هيئاتِ الاستثمارِ الإفريقية.... وتدعيمَ الروابطِ الاقتصادية، وترسيخَ مفهوم التكاملِ بديلاً عن مفهوم المنافسة ...هو سبيلُنا لإحداثِ نقلةٍ نوعيةٍ في تنميةِ الاستثماراتِ والتجارةِ البينية.... خاصة أن قارتَنا الإفريقيةَ... تمتلكُ موارد طبيعية متنوعة وإمكاناتٍ بشريةً هائلةَ...
السيداتُ والسادة
لقد عَلمتنا التجارِبُ الدوليةُ الناجحة.... أنه لا مجالَ لتحقيقِ تنميةٍ اقتصاديةٍ مستدامة..... دونَ شراكةٍ حقيقيةٍ مع قطاعٍ خاصٍ قويٍ ومزدهر.... وبغيرِ إجراءاتٍ مُحَفِزةٍ... وضماناتٍ حكوميةٍ... وأسواقٍ تنافسيةٍ..... ومُناخٍ جاذبٍ للاستثمار.
وفي هذا السياقِ.... اسمحوا لي أنْ أَغتنمَ هذهِ الفرصةَ... في وجودِ هذا الحشدِ الرفيعِ من السادةِ رؤساءِ هيئاتِ الاستثمار... وكبارِ رجالِ الأعمالِ المصريين...... لكي أدعوهم، دعوةً صادقة تَرتكزُ على تعظيمِ الفائدة للوصولِ إلى صيغٍ واضحةٍ للتعاون... تَستوعبُ كافةَ إمكاناتِ وقدراتِ القارة.... وتطويرِها لتحقيقِ مستهدفاتِ التنمية.......
السيداتُ والسادة
على مدارِ الأيامِ الثلاثةِ المقبلة.... سيتناولُ المنتدى عددًا من المحاورِ الرئيسيةِ...... تتمثلُ في دراسةِ أفضلِ الممارساتِ لهيئاتِ الاستثمارِ الإفريقية.... من حَيثُ الإصلاحاتِ التشريعيةِ والإجرائيةِ لتيسيرِ الأعمال... والحوافزِ الجاذبةِ للاستثماراتِ الأجنبيةِ....
وكذا عرضُ التجارِبِ الرائدةِ في مشروعاتِ البنيةِ التحتيةِ الإقليميةِ.... كوسيلة لربطِ دولِ القارة وتحسينِ قدراتِها التنافسيةِ.......وسيتمُ مناقشةُ سُبُلِ تعزيزِ الشراكةِ بينَ القطاعِ الخاصِ والقطاعِ الحكومى..... لتنميةِ وتطويرِ مشروعاتٍ مشتركةٍ قادرةٍ على إنعاشِ الاقتصاداتِ الإفريقية ....
فضلًا عن التباحثِ في شأنِ سُبُلِ التكاملِ الإقليميِ... وتطويرِ أوجه التعاونِ بين التكتلاتِ الاقتصاديةِ الإفريقيةِ في مختلفِ القطاعاتِ لزيادةِ قُدرتِها التنافسية.....
الحضورُ الكريم
إنَّ ما يشهدُه عالَمُنا الآنَ من تحديات.... ينبغي أن يُشكّلَ حافزًا إضافيًا لتعاونِنا الوثيق.... حَيثُ نتطلعُ لأن يُسفرَ المنتدى عن نتائجَ عمليةٍ وملموسة.... تُسهِمُ في تعزيزِ مكانةِ القارةِ على خريطةِ الاستثمارِ العالمي بما يُلَبي مصالحَ شُعوبِ قارتِنا الإفريقية.....
وأؤكدُ لكم في ختامِ كَلمتي... أننا نؤمنُ جميعًا بقدرتِنا على إظهارِ وجهِ قارتِنا المشرِق....كموطنٍ للفرصِ الواعدة،..... ومُنطَلَقٍ للتفاؤل.... وأملٍ للعالمِ في التنمية... لتُصْبِحَ بحقٍ.... قارةَ الفرصِ لمن أرادَ أن يغتنمَ..... وقارةَ الأملِ لمن أرادَ أن يَحْلُمَ بغدٍ مشرق.
وفى الختام .. أتوجهُ إليكم جميعا .... بكلِ عباراتِ المودةِ .... متمنيًا لكم مُشارَكةً فعالَةً.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه