كاتالونيا.. أقليم نادى برشلونة هل يريد الانفصال عن أسبانيا بسبب عقدة ريال مدريد

وكالات - دار المعارف تظاهر - اليوم السبت - عشرات الآلاف من المتظاهرين فى شوراع مدينة برشلونة الأسبانية، في المسيرة الأخبرة قبل استفتاء إقليم كتالونيا الذى كان مقررا إجرائه غدا وحظرته السلطات الأسبانية، فى حين أصر مؤيدو الاستفتاء على إجرائه فى موعده غدا، رغم معارضة السلطات الاسبانية. واستدعت السلطات الأسبانية آلاف من رجال الشرطة الإضافيين من جميع أنحاء البلاد في وقت تسعى فيه الحكومة إلى منع إجراء التصويت. وكانت الحكومة الإسبانية تمهل إدارة كتالونيا 48 ساعة للتخلي عن استفتاء الانفصال، وقامت بحذف جوجل تطبيقا تليفونيا يستخدم في توجيه الناخبين إلى مراكز الاقتراع، بعد صدور قرار من محكمة أسبانية بهذا الشأن. إقليم كتالونيا، يقع شمال شرقي أسبانيا، وهو من الأقاليم الثرية فى أسبانيا، ويسكنه نحو 7.5 ملايين شخص ، ويتحدث أهله لغة مختلفة نسبيا كما يتمتع بثقافة خاصة، وبدرجة عالية من الحكم الذاتي، لكنه لا يُعترف به كدولة منفصلة وفقا للدستور الاسباني. وكانت الضغوط قد تزايدت على السلطات الأسبانية فى السنوات الخمس الأخيرة من أجل إجراء استفتاء الانفصال، بتأييد  من أحزاب فازت بالانتخابات الإقليمية التي جرت قبل عامين (2015) . وتلقت قوات الأمن في أنحاء إقليم كتالونيا أمرا بمنع استخدام المباني العامة كمراكز تصويت على الاستفتاء، الأحد/ كما صودرت كميات كبيرة من أدوات الاستفتاء في الأسابيع القليلة الماضية، كما يواجه المسؤولون المتورطون في تنظيم الاستفتاء المحاكمة. وعلى الرغم من ذلك، قالت الحكومة الكتالونية، أمس الجمعة، إنها تعتزم افتتاح 2000 مركز انتخاب جديد. وأعرب رئيس الوزراء الأسباني، ماريانو راخوي، عن تحديه للانفصاليين الكتالونيين عندما أجروا تجربة استفتاء عام 2014، وقال إنه ليس هناك أي تنازلات للانفصاليين لإجراء تصويتهم، وتعهد بمنع إجراء تصويت الغد، مؤكدا أنه يتعارض مع الدستور الذي يشير إلى "وحدة الأمة الأسبانية غير القابلة للتفكك، وطن مشترك وغير قابل للانقسام للجميع." ويقول الأسبان الذين يؤيدون الوحدة إن إقليم كتالونيا يتمتع بحكم ذاتي واسع في أسبانيا، إلى جانب مناطق أخرى مثل الباسك وجاليسيا. وجدير بالذكر أن منطقة كاتالونيا أحد أكثر الأقاليم الأسبانية ثراء، وهي منطقة صناعية. ويمتد تاريخ الإقليم، الذى يعتز بهويته ولغته الخاصة، إلى العصور الوسطى، ويعتقد كثيرون من أهالي الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية اسبانيا. ويدعم هذه المشاعر، ويؤججها الذكريات المرتبطة بفترة فرانسيسكو فرانكو الذي حاول قمع الهوية الكاتالونية، وينعكس الأمر بوضوح في التنافس الشرس بين نادي برشلونة ومنافسة ريال مدريد اللذين يمثلان قمة كرة القدم الأسبانية. ويقع الإقليم في أقصى شمال الشرقي لأسبانيا وتفصله جبال البرانس عن منطقة جنوب فرنسا الذي يرتبط بها الإقليم بعلاقات وثيقة. وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته برشلونة، التي تمثل مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما، فضلا عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.