جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي العهد على الاستمرار كتفًا بكتف ويدًا بيد مع الشعب المصرى فى إرساء قواعد وأسس متينة لمواصلة التقدم والبناء، والانطلاق نحو مستقبل أفضل، وقال إن مصر استعادت بثورة 30 يونيو هويتها الوطنية وصوب بها شعبها العظيم مساره، وأثبت الشعب بثورة 30 يونيو أنه صلب لا يلين وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة مرور الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو المجيدة.
وأوضح أن مصر قد وجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية مدعومة باصطفاف ودعم شعبها العظيم للاستمرار فى العمل والتطوير والبناء والإصلاح لمجابهة التحديات التى طال أمدها فى الدولة، مضيفًا، «نسابق الزمن من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصرى.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن ثورة الثلاثين من يونيو مثلت نموذجًا فريدًا فى تاريخ الثورات الشعبية حيث جسدت معانى وقيمًا غالية أهمها، قدرة الشعب المصرى على تجاوز ما يتعرض له من تحديات والتى ما كان من الممكن التغلب عليها إلا بوحدته واصطفافه الوطني.
حياة كريمة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، احتفالية مبادرة «حياة كريمة» والتى تفقد خلالها المعدات والمركبات والآلات الهندسية لجهات الدولة المختلفة المشاركة فى مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصرى.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رصد 200 مليار جنيه لكل مرحلة فى مبادرة تطوير الريف المصرى، ووجه الرئيس السيسي التحية لكل من شارك فى هذه المبادرة التى تهدف لتوفير حياة كريمة للأسر المصرية فى الأرياف، خاصة الأسر الأكثر احتياجا، مشددا على استمرار الدولة فى دعم بناء الإنسان.
وتابع: «إننا لم نغفل عن حال الناس يوما ما، وقررنا التصدى للمشكلات، كاشفا عن أن 150 ألف منزل بحاجة إلى التوسع الأفقى فى إطار مبادرة حياة كريمة»، ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفالية، منظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى مبادرة حياة كريمة، لتطوير نصف مليون منزل، مضيفا: «كل اللى عاوز يساعد فى حياة كريمة يقدر يساعد وكل قطاعات الدولة.
وأضاف الرئيس السيسي: «حرصنا على بدء المشروع فى مثل هذا اليوم ليكون تغييرًا آخر حقيقيًا لأكثر من نصف سكان مصر.. بنتكلم بين 50 و60 مليون إنسان فى الريف المصرى بنغير حياتهم.
مرض الضمور العضلى
وتطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى مرض الضمور العضلى، مضيفا: وده موضوع فيه وسائل للكشف المبكر فى المرض ده فى الشهور الأولى من ميلاد الطفل ولو عرفنا كده ليه العلاج الذى يصل إلى 3 ملايين دولار للطفل الواحد.
وأضاف الرئيس السيسي: ممكن يبقى فى علاج والدولة تتحمل ده.. وبطالب كل من له قلب ومنظمات المجتمع المدني، عملنا اتفاق والأمور ماشية والأطفال اللى ممكن يتم علاجهم، لكن الأفضل العلاج حتى سنة من ميلاد الطفل لأن بعد كده الأمور بتصعب.. اختبار وفحص ما بعد الولادة زى ما عملنا فى السمع والقوقعة للحصول على أفضل نتيجة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما فى مصر كان حلما وبدأ يتحقق على أرض الواقع، مشيرا إلى أن "مشتقات البلازما مشروع مهم وقوى وهيبقى له آثار طيبة على الدولة.
وذكر أن «مشروع الدلتا الجديدة يستهدف 2 مليون أو 2.5 مليون فدان، لكن حجم التكلفة المالية لزراعتها رقم كبير جدًا، خاصة أن المياه القادمة من أسوان للدلتا لم تكن بحاجة لمحطات رفع، لكن الآن ولإجراء ذلك، نأخذ مياه الصرف ونعالجها معالجة ثلاثية متطورة، ونعيد المياه عكس الاتجاه، وفى الجزء بمنطقة الإسكندرية نتحدث عن 15 محطة رفع بمليارات الجنيهات، لرفع مياه الصرف وإعادتها، مع العلم ان الانحدار الطبيعى غير موجود».
وأضاف الرئيس: «اللى بنعمله ده بإمكانيات الدولة المصرية، ومحدش يتصور إن ده كان ممكن يتعمل إلا بجهد مشترك، لكن تفتكروا لما نخش قرية ونعمل فيها الصرف الصحى والغاز ومياه الشرب والاتصالات والخدمات الكاملة عملناها بالشكل اللى يليق بها.. لكن بقية القرية لم يتم دهانها مش هتحسوا بالفرق ومش هتبقوا فرحانين أوى.. وبقول للجيش هل ممكن يبقى فى لكل قرية ظابط مسئول عنها ونشوف هيعملوا إيه ونصور وهنورى للدنيا كلها.
ونشوف مين هيعمل حاجة حلوة، لأن المصلحة واحدة.
زيارة تاريخية
وحظيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العراق باهتمام كبير، خاصة أن تلك الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى للعراق منذ 30 عاما، لذلك كان ظاهرا حجم الاحتفال والحفاوة بالرئيس خلال الزيارة، وقال الرئيس السيسي خلال القمة الثلاثية مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وعاهل المملكة الأردنية الملك عبدالله الثاني: وجودى اليوم فى بغداد لهو تجسيد لقوة العلاقات بين بلادنا وشعوبنا، كما أنه يدل على مدى حرصنا على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب تؤكد على وحدة الهدف والمصير، وتلبى مصالحنا المشتركة.
وأضاف الرئيس أن هذه القمة التاريخية التى يحتضنها العراق، والتى تأتى استكمالاً لما تحقق خلال قمتى القاهرة وعمان، نأمل أن تكون بحق تدشيناً لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعياً نحو الانطلاق خلال السنوات القادمة الى مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا، فضلاً عن المساهمة فى دعم العمل العربى المشترك والعمل على صيانة الأمن القومى العربي، فمصر تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتمد دائما جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي.
وأضاف: «أعيد التأكيد على قوة التزامنا بالتعاون الثلاثى بين دولنا وما يحظى به هذا الأمر من أولوية متقدمة لدينا وما نوليه له من أهمية قصوى، ولذلك فإننا نسعى، وكلنا ثقة بأن هذا الأمر يشكل هدفاً مشتركاً للجميع، إلى تجسيد التعاون الثلاثى بيننا ووضعه موضع التنفيذ على أرض الواقع من خلال الشروع فى تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية التى تم الاتفاق عليها، وذلك مع إدراكنا للظروف الراهنة المرتبطة بتفشى جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية وتداعيات اقتصادية.
وتابع الرئيس: من ناحية أخرى، تعد هذه القمة فرصة جيدة لاستمرار التشاور والتنسيق بيننا حول أهم قضايا المنطقة، فى ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتى تستلزم التعاون المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، خاصة مع ما نشهده من تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومى العربى وتستهدف الدول العربية، وهو الأمر الذى يدعونا إلى التكاتف وتوحيد الصف العربى والعمل على تعزيز الدور العربى فى الأزمات المختلفة فى منطقتنا.
الحقوق المائية
وأضاف الرئيس السيسي: أود فى هذه المناسبة أن أثمن مواقفكما الداعمة لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية وهو الأمر الذى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومى العربي، ويشكل جزءًا من الحقوق المائية العربية بشكل عام، وفى هذا الصدد فإن مصر من جانبها تؤيد الحقوق المائية للعراق وللأردن فى مواجهة التحديات الماثلة أمامهما، وترى أن الحقوق العربية المائية تعد مكوناً أصيلاً من مكونات الأمن القومى العربي، مما يتطلب التنسيق والتعاون فيما بيننا للحفاظ عليها.
الوطنى الليبى فى جنيف واختيار رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسى ثم تشكيل الحكومة الليبية المؤقتة، وهو ما يشكل فى مجمله خطوة مهمة على الطريق السليم، إلا أننا نؤكد على صعوبة تحقيق الاستقرار المرجو دون إنهاء كافة التدخلات الخارجية فى ليبيا.
وأشار إلى أنه على صعيد الملف السورى، نعيد التأكيد على موقفنا القاضى بعدم إمكانية حل الأزمة السورية عسكريًا، وأن هناك حاجة للتوصل لحل سياسى يُنهى العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السورى مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضى السورية، وحماية مؤسسات الدولة من الانهيار.
من ناحية أخرى، فإن مصر تواصل جهودها فى دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية، عاملة على تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين والذى نجحت الجهود المصرية فى التوصل إليه، وإطلاق جهود السلام مُجدداً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.