من منبر الحضارة إلى رجال الأعمال: «انقذوا منزل الزعيم»

من منبر الحضارة إلى رجال الأعمال: «انقذوا منزل الزعيم»من منبر الحضارة إلى رجال الأعمال: «انقذوا منزل الزعيم»

*سلايد رئيسى13-10-2017 | 21:20

كتب – محمد فتحي

قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان  إن دراسة جديدة للدكتور مصطفى شوقي إبراهيم مدير عام آثار الشرقية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار تناولت الجوانب التاريخية والمعالم الأثرية للبيت الذي يقع فى قرية هرية رزنة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية وال٫ى أنشئ فى عصر محمد على فى الفترة من 1805 إلى 1841م.

وأضاف ريحان أن الدكتور مصطفى شوقي قد أوضح خلال دراسته أن الزعيم أحمد الحسيني عرابى ولد بهذا المنزل فى الأول كم شهر أبريل 1841م وتوفى بالقاهرة فى 21 سبتمبر 1911م وهو قائد عسكري وزعيم مصري قاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق وشغل منصب وزير الجهادية "الدفاع حاليًا" وقد أرسله والده عمدة القرية إلى التعليم الديني حتى عام 1849م.

وفى عهد سعيد باشا " 185م : 1863م " التحق بالجيش فى ديسمبر 1854م وعمره 15عام وارتقى فى المناصب حتى أصبح أميرالاي "رتبة عميد حاليًا" ثم وزيرًا للحربية وتم الحكم عليه بالإعدام بعد هزيمته فى معركة التل الكبير ثم خفف الحكم بالنفي المؤبد إلى سيريلانكا " التى عرفت قديمًا باسم "سرنديب" أو "سيلان" وفى 28 ديسمبر 1882م استقر فى مدينة كولومبو، لمدة سبع سنوات ثم انتقل إلى مدينة "كاندى" وعفت عنه بريطانيا فى عام 1901م، وأعيد إلى مصر ليقيم مع أولاده بعمارة البابلي بشارع الملك الناصر المتفرع من شارع خيرت بحى السيدة زينب حتى توفى فى 21 سبتمبر 1911م .

الزعيم

وأوضح الخبير الأثري أن الدكتور مصطفى شوقي قد أشار في دراسته إلى مادة بناء المنزل وهى من الطوب اللبن والخشب ومواد اللحام واستخدم الطين كمونة، وتستخدم المونة الطينية فى بناء الطوب اللبن، ومن المواد المستخدمة فى سقف المنزل الخشب وعليه الطين المخلوط بالتبن كي تتم عملية التسقيف.

ويقع منزل الزعيم أحمد عرابى وسط الكتلة السكنية بمساحة 150 متر مربع متفرع من شوارع وحارات عديدة أغلب هذه الشوارع والحارات بعرض 2 متر تقريبًا.

من الطين

والمنزل مبنى من الطوب اللبن حجم الطوبة الواحدة من 40 سم إلى 50 سم واعتمدت صناعة الطوب اللبن على مادة الطين التي تجود به طبيعة المنطقة "قرية هرينة رزنة الزراعية".

ولأن الطين لايقوى على تحمل الحرارة وشدة البرودة والأمطار ومتوفر وسهل الاستخدام والتشكيل على واجهة الجدران فيتم خلطه بمادة التبن لتقويته وتماسكه ويوضع وسط "الملبّن" وهو عبارة عن قالب من الخشب على شكل صندوق مفتوح من الجهتين وبعد أن يجف يقوم البنّاء بصفها بالعرض بين قطع اللبن وعندما تجف تمامًا تتم عملية اللياسة أيضًا بالطين المخلوط بالتبن على الأماكن التي تتعرض للمطر والمياه وتواجه الشمس وعملية التلييس تكون باليد على واجهة المنزل وعلى الجدران الداخلية.

توصيف المنزل

وأضاف الدكتور ريحان أن الدكتور مصطفى شوقي وصف المنزل موضحًا أنه يتكون من طابقين الدور الأرضي وبه ثلاث حجرات إحداها بها فرن له فتحتان، الأولى سفلية لوضع الوقود من حطب الذرة والقطن والأرز، والفتحة الثانية وسط مبنى الفرن وهى أوسع بكثير من الفتحة الأخرى، وقاعدة هذه الفتحة سقف من الطوب المحروق جيدًا حتى يسهل عملية إعداد الخبز والطعام ويعلوها سقف الفرن المستوى ويأخذ الشكل المستطيل واستخدم السقف للجلوس والنوم فى ليالي الشتاء قارسة البرودة.

أثر الحريق

ويشغل الفرن نصف الحجرة أو أكثر لذلك من الطبيعي أن نجد آثار للحريق على الجدران حيث أن الدخان المتصاعد من الفرن يتفاعل مع الطين والتبن المستخدم فى عملية تلبيس الجدران وهى آثار ترجع لفترة البناء واستخدام المنزل كمكان للإقامة منذ عام 1805م وحتى عام 1862م حينما أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر القرار الجمهوري رقم 2300 بتاريخ 1962م باعتبار المنزل فى عداد الآثار الإسلامية ونشر فى الوقائع المصرية العدد 171 فى يوليو عام 1962م وصدر قرار بذلك من اللجنة الدائمة المنعقدة فى 25 / 2 / 1991م وهذا الحجرة لها نافذة واحدة على الشارع الرئيسي والحجرة الثانية المواجهة لحجرة الفرن والتي يفصلها عنها المدخل فى الوسط هي حجرة المجلس، ويطلق عليها "المندرة" وهى مربعة وبها مكسلتين "المكسلة" هي مصطبة باللغة الدارجة تستخدم للجلوس  ودولاب حائط وهذه الحجرة استخدمت قديمًا لاستقبال الضيوف وجلسات السمر.

ويؤدى المدخل المنكسر بين الحجرتين إلى الحجرة الثالثة فى نهايته وهى ملاصقة لحجرة المجلس وهى أقل الحجرات فى المساحة وقد استخدمت حجرة تخزين للحبوب "الذرة والأرز" واستخدمت لوضع صندوق الملابس والدقيق والخبز وباقي مستلزمات الأسرة الريفية لذلك هي حجرة بلا فتحات أو نوافذ خارجية ولا يوجد بها غير فتحة الباب فقط الفاتح على الممر الأوسط المنكسر الذي يؤدى للحوش الخلفي وبه سلم خشبي ودورة مياه والسلم يؤدى إلى الطابق الثاني وهو عبارة عن حجرة المقعد وهى حجرة واحدة أمامها باقي سطح المنزل.

الوضع حاليًا

وتابع الدكتور ريحان أن الدكتور مصطفى شوقي أكد خلال دراسته أن وضع المنزل حاليًا من الناحية المعمارية سئ وبه تآكل بطبقة التلييس حيث أنها صنعت من الطين والتبن المخمر وتآكل بالجدران نتيجة مياه الأمطار والعوامل الجوية والمياه الجوفية حيث أن منسوب المنزل ينخفض عن منسوب الحارة 70 سم والسلم الخشبي المدرج بالطوب اللبن متآكل وبحالة سيئة جدًا وأيضًا الفرن المبنى من الطين الأبواب والشبابيك متآكلة وبحالة سيئة جدًا وأيضًا السقف من العروق والألواح وهى بحالة سيئة جدًا حيث يوجد بها فطريات وحشرات وبها تآكل ورشح المياه.

الأسباب

وأرجع الدكتور مصطفى الحالة التي وصل إليها المنزل لأسباب منها لأنه مبنى من الطوب اللبن منذ أكثر من 212 عام والمباني من الطوب اللبن لها عدة سلبيات وهى ضعف المادة الطينية فى مقاومة تأثير المياه سواءً الناتجة عن الأمطار والسيول أو الصاعدة من باطن الأرض عن طريق الخاصية الشعرية حيث يعتبر اختراق الماء للمباني الطينية أحد أبرز الأسباب التي تؤدى إلى إتلاف هذه المباني وربما انهيارها والضعف النسبي لمادة الطين فى تحمل الأوزان مما يجعلها غير ملائمة لحمل الأسقف الثقيلة وقابلية مادة الطين للتعرية بشكل كبير نتيجة المؤثرات البيئية المختلفة كالأمطار والرياح المحملة بالرمال أو التآكل نتيجة الاستخدام من قبل الساكنين أو المستعملين مما يسهم فى ضعف متانة هذه المادة مما يستدعى الإصلاح السريع.

إجراءات المعالجة

واستطرد الخبير الأثري أن الدكتور مصطفى شوقي أوضح أن منطقة آثار الشرقية قامت بعدة إجراءات سريعة للحماية وتم عمل مقايسة ابتدائية تقديرية لأعمال الترميم لدرء الخطورة ووضع خطة للترميم لاعتماد الميزانية من وزارة الآثار كما خاطبت سكرتير عام محافظة الشرقية لإعطاء تعليمات فورية إلى مجلس المدينة والوحدة المحلية ببنى عامر لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تسرب المياه للمنزل.

مناشدة

ومن جهته أهاب منبر الحضارة برجال الأعمال والمستثمرين بمحافظة الشرقية المساهمة فى إنقاذ أثر هام لرمز من رموز مصر الوطنية لإتمام أعمال الترميم والتطوير للبيت فى ظروف مادية -يعلمها الجميع - لوزارة الآثار التي تحرص على ترميم وصيانة كل آثار مصر فهى أمانة فى رقبتها ولكن الميزانية تقف عائقًا وحائط صد فى تحقيق كل ما ننشده وهى ترميم كل آثار مصر وفتحها للزيارة وحسن استثمارها لذلك نأمل أن يتكاتف رجال مصر الشرفاء فى كل محافظة للمحافظة على تراثنا وحضارتنا وفى بلدان كثيرة هناك ما يعرف بالاستثمار فى مجال الثقافة للمحافظة على التراث يقوم بها رجال أعمال وشركات ونأمل أن نرى هذه الصورة المشرفة فى مصر أقدم وأعظم حضارات العالم.

متحف ومكتبة

ويطالب منبر الحضارة بتحويل منزل أحمد عرابى بعد ترميمه وتطويره لمتحف خاص بالزعيم أحمد عرابى يضم كل مقتنياته ويزود بمكتبة تضم الكتب الوطنية لزعماء مصر مما يساهم فى تعزيز الهوية والإنتماء الوطني.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2